TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أسمال ديموقراطية! .

أسمال ديموقراطية! .

نشر في: 27 نوفمبر, 2016: 09:01 م

الديموقراطية في العراق ، مصطلح رث ، هش ، وحمّال  أوجه ، استوردناه بقضّه وقضيضه ضمن ما استوردنا من بضائع منتهية الصلاحية للاستعمال ، ومفاهيم لم تعد موائمة  للاتباع ،،، وإلا فماذا يعني ان نقرأ عبر وسائل  الإعلام المقروءة  والمرئية  والمسموعة ، وعلى ألسنة المسؤولين إن عدد الأحزاب المجازة ، التي قدمت طلبات التسجيل لغرض المشاركة  بالانتخابات العامة المزمع  إجراؤها عام ٢٠١٨ قد بلغ (١٦٢) حزبا وكيانا منها (٧٨)حزبا قديما ،، بل ذهبت بعض  الأخبارلأبعد من هذا ، بعدد قارب (300)حزب وكيان ، وأكثرها  يغلب عليه الطابع  الديني .
اعتبر البعض هذا العدد الكثيف من الأحزاب دليل صحة ، بينما وصمه البعض الآخر بالتشرذم ، كونه فاجعة  حقيقية ، فلم يكن لمعظم الأحزاب برنامج سياسي واضح ، او قاعدة جماهيرية عريضة، وبعضها لم يكن يمتلك  مقرا ، بل اتخذ  من غرف الفنادق عنوانا . احزاب قليلة العدد، قد لا يزيد عدد منتسبيها على أعداد موظفي مكاتبها !! التشظي والانشطار سمة غالبة على افرادها في حمى الصراع على الزعامة .
………
لو ألقينا  نظرة سريعة على بعض الدول الأوروبية العريقة لتبين لنا عمق الفاجعة قياسا لما يجري في العراق .. ففي بريطانيا — مهد الديموقراطية —حزبان رئيسان : المحافظون  والعمال ، إلى جانب حزب ثالث ( الأحرار) وأحزاب هامشية آخرى ، كحزب الخضر والبيئة.
وفي فرنسا ، مهد قوانين حقوق الإنسان والحريات ، لا اكثر من اربعة احزاب رئيسة : الحزب الاشتراكي الفرنسي ، الحزب الشيوعي ، حزب الاتحاد من اجل الديموقراطية .وحزب الاتحاد..وفي المانيا : الاتحاد المسيحي ، حزب الخضر ، حزب الاشتراكية الديمقراطية
……….
ليس العجب العجاب وحده  تلمسه في عدد الأحزاب المتناسلة المسجلة في العراق ، بل الخرق الفاضح  لمواد ونصوص الدستور ،، الذي نص وأكد على حظر  وتحريم اى تنظيم سياسي  يبنى على  أساس ديني او طائفي او قومي او مناطقي ،، فالخرق الدستوري —في عراق اليوم — يجري علانية ، وعلى مدار الساعة ، تحت السمع والبصر ،  فهل من نذير ؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram