اعتبرت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، أمس الخميس، المناورات العسكرية التي تجريها إيران قرب الحدود العراقية "رسالة" إلى إسرائيل، لافتة إلى أنها تهدف إلى رفع معنويات شعبها وتعزيز جاهزية قواتها.
وقال عضو اللجنة قاسم الأعرجي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "العلاقة بين العراق وإيران طيبة، حيث تسعى الحكومة العراقية إلى توطيد العلاقة مع جميع دول المنطقة ومنها إيران"، معتبراً أن "إجراء المناورات العسكرية الإيرانية في المنطقة الغربية من البلاد قرب الحدود العراقية يهدف إلى توجيه رسالة إلى الكيان الإسرائيلي".
وأضاف الأعرجي أن "هناك خلافات وتنافساً بين إسرائيل وإيران في المنطقة"، مشيراً إلى أن "قيامها بهذه المناورات جاء لأوضاع إيران الداخلية من عقوبات أميركية وضغوط أوروبية وأميركية، ولرفع معنويات الشعب الإيراني واستمرار جاهزية قواتها".
من جانبه وصف النائب عن القائمة العراقية أحمد العلواني، الخميس، المناورات العسكرية التي تجريها إيران قرب الحدود العراقية بـ"الاستفزازية"، معتبراً إياها محاولة لإرباك المشهد السياسي بعد إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وجعل العراق قاعدة بديلة عن سوريا.
وقال العلواني في حديث صحفي، إن "المناورات التي تقوم بها القوات الإيرانية على الحدود العراقية هي رسالة واضحة للعراق والدول العربية والخليجية بأن إيران دولة قوية ومسيطرة على المنطقة"، واصفاً تلك المناورات بـ"الاستفزازية".
واعتبر العلواني تلك المناورات "محاولة لإرباك المشهد السياسي بعد إسقاط نظام الأسد"، مشيراً إلى أن "إيران بمناوراتها العسكرية تحاول أن تجعل العراق كقاعدة بديلة عن سوريا لفرض هيمنتها على الوضع في المنطقة".
ولفت العلواني إلى أن "المناورات موجهة إلى الإدارة الأميركية لاسيما وإنها تزامنت مع موعد الانتخابات الأميركية"، معتبراً أن "الحديث عن أن المناورات الإيرانية موجهة نحو إسرائيل كذبة لا تنطلي حتى على الصغار لاسيما أن إيران لديها علاقات سرية مع إسرائيل".
يشار إلى أن القوات البرية والمحمولة جواً التابعة للجيش الإيراني تجري حالياً مناورات عسكرية تحمل اسم "خيبر" غرب البلاد قرب الحدود مع العراق، وتهدف إلى رفع الجاهزية والروح القتالية وتنفيذ الخطط العسكرية على الأرض.
وحذر القادة العسكريون الإيرانيون أكثر من مرة من أنه في حال شنت إسرائيل أي هجوم فإن الجمهورية الإسلامية سترد باستهداف إسرائيل بالصواريخ التي تمتلكهما ويبلغ مداها ألفي كيلومتر.
وشهدت العلاقات العراقية الإيرانية خلافات كثيرة ترجع إلى عقود من الزمن، ومعظمها تتركز على عائدية شط العرب الذي يصب في الخليج، وكان شاه إيران محمد رضا بهلوي ألغى عام 1969 اتفاقية الحدود المبرمة بين البلدين عام 1937، وطالب آنذاك بأن يكون خط منتصف النهر (التالوك) الحد الفاصل بين البلدين، وفي عام 1972 وقعت اشتباكات عسكرية متقطعة على الحدود، وبعد وساطات عربية وقع البلدان اتفاقية الجزائر سنة 1975، التي يعتبر بموجبها خط منتصف شط العرب هو الحد الفاصل بين إيران والعراق.
وعلى الرغم من تحسن العلاقات العراقية الإيرانية في المجالات السياسية والاقتصادية عقب سقوط نظام صدام حسين إلا أن المشاكل المتوارثة من حرب السنوات الثماني بين البلدين لا تزال عالقة خصوصا في قضايا الحدود والممرات المائية.