TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بيزي غروتوفسكي (1933-1999)

بيزي غروتوفسكي (1933-1999)

نشر في: 28 نوفمبر, 2016: 09:01 م

هو المخرج والمنظّر البولوني الذي درس الإخراج في موسكو واكمل دراسته في مدينة (كراكوف) البولندية حيث اتبع عمله الأول التركيبية. قام الدرامورغ (لودفيغ فليفرن) بتولي مسؤولية مسرح صغير في مدينة (اوبول) واستأجر (غروتوفسكي) ليكون مديراً فنياً في ذلك المسرح. اسس (غروتوفسكي) فرقة مستقره مع الالتزام بالتدريب المستمر والبحث المعمق في القواعد الأساسية للتمثيل. وفي انتاجاته الاولى ساعده (بوجينو باربا) الذي لعب دوراً حاسماً في نشر نظرياته ومبادئه والتي اصبحت معروفة فيما بعد بمسرح المختبر البولوني وكسبت فرقته شهرة عالمية بسبب اخراجاته العالمية غير التقليدية والتي اكدت المواجهة بين الممثل والمتفرج كعصب التبادل المسرحي والغاء الأزياء والمناظر لغرض التركيز على قدرة الممثل لخلق التحول بواسطة الحرفية. تحتوي مساهمات (غروتوفسكي) بشأن العرض الاداء كما فصلها في بيانه (نحو مسرح فقير) 1968 تجريبا في امكانات الاخراج البيئي كمقارنة لمونتاج النص لوصف دور المخرج كمبدع لا كمنفذ والتأكيد على التزام المؤدي بالتدريب اليومي الجسماني والصوتي وكذلك بالنقص الممنهج لتقنيات الأدلة المتجذر في مبادئ طريقة ساتنسلافسكي عن الفعل الجسدي.
رفض (غروتوفسكي) المبدأ القائل ان المسرح تسليه متطلعا لتفعيل الوظيفة الطقسية للادارء العرض كموقع للمشاركة وكان مصطلح (الممثل المقدس) مركزاً لمبادئه حيث بامكان الممثل ان يستخدم الدور الدرامي كأداة جراحية تزيل القناع اليومي للسلوك الاجتماعي. اعتقد (غروتوفسكي) بان فعل هذه البيئة يمكن ان يفيد في تحريض المتفرج واثارته ودعوته لتنفيذ فعل مشابه في التوغل في ذاته .
كان اول انتاج للمختبر البولوني ذلك الذي نال انتباهاً نقدياً خارج بولندا هو (الدكتور فاوست) 1963 المعد عن مسرحية لمارلو المنكشف خلال الساعة الاخيرة لحياة البروتاغوتست والمتفرجين جالسون حول منضدة يقع عليها الفعل وكانت مسرحية (تبسبيانسكي) المعنونة (أكروبوليس) والتي تحتفل بالانجازات الانسانية عن طريق تصوير الصور القلمية الكلاسيكية والانجيلية  صارمة في اعادة كتابة النص حيث تقع الاحداث في معسكر اعتقال. كانت مسرحية (الأمير الدائم) 1965 منطلقة من اعداد (سلوفاكس) لمسرحية لكالديرون قد وضعت المتفرجين في موضع وكأنهم يمارسون التعذب عند مشاهدتهم اولئك الذين يتعرضون للتعذيب الاستشهاد .
كان اداء الممثل (سيزلاك) في الدور المركزي ينظر اليه لادراك كامل لرؤية غروتوفسكي عن الفعل الشامل وذروة انجازات المختبر المسرحي . وكان عمل الفرقة الاخير (ابو كالبسيس) 1969 والذي مثل فيه (سيزلاك) شخصية القروي الابلة / المسيح مرفوضاً من قبل العالم الحديث. وخلال عرض المسرحية عملت الفرقة على تقليص جميع اثار التمسرح والتحرك باتجاه العلاقة المكانية الاكثر حميمية بين الممثلين والتفرجين.
باخراجه لذلك العمل شعر (غروتوفسكي) بانه استكمل كل شيء ضمن عالم المسرح ومن 1969 حتى 1978 تحرى مسرح المختبر مدى واسعاً من امثولة المابعد مسرحية مستكشفاً الظروف التي تستطيع ان تحدث لقاءً اصيلاً اكثر حميمية بين الممثلين والمتفرجين. ابتداء من عام 1976 حول اهتمامه في تفحص تطبيقات الاداء الطقسي لدى الثقافات المختلفة في هذا العالم وقد وصف مشروعه هذا بمصطلح (مسرح المصادر) كان مقصده من ذلك ادراك بان هذه العناصر الادائية يمكن ان تبذل زخماً جسمانياً نفسياً ملموسا لدى المشاركين بغض النظر عن بنى المعتقدات المتكيفة ثقافياً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: برلمان كولومبيا يسخر منا

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

باليت المدى: أسد عراقي في متحف

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

 علي حسين ما معنى أن تتفرغ وزارة الداخلية لملاحقة النوادي الاجتماعية بقرارات " قرقوشية " ، وترسل قواتها المدججة لمطاردة من تسول له نفسه الاقتراب من محلات بيع الخمور، في الوقت نفسه لا...
علي حسين

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...
د. فالح الحمراني

السرد وأفق الإدراك التاريخي

إسماعيل نوري الربيعي جاك لوغوف في كتابه "التاريخ والذاكرة" يكرس الكثير من الجهد سعيا نحول تفحص العلاقة المعقدة، القائمة بين الوعي التاريخي والذاكرة الجماعية. وقد مثل هذا المنجز الفكري، مساهمة مهمة في الكتابة التاريخية،...
إسماعيل نوري الربيعي

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

توماس ليبلتييه ترجمة: عدوية الهلالي بالنسبة للبعض، تعتبر الرغبة في استعمار الفضاء مشروعًا مجنونًا ويجب أن يكون مجرد خيال علمي. وبالنسبة للآخرين، فإنه على العكس من ذلك التزام أخلاقي بإنقاذ البشرية من نهاية لا...
توماس ليبلتييه
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram