من المستحيل التنبؤ بالضبط ما الذي سيشهده العالم من تغيرات بحلول عام 2030، ولكن ليس هناك الا اشخاص معدودين يمكنهم التنبؤ بتلك التغيرات، و بيل غيتس واحد من افضلهم.  ويعتقد بيل غيتس ان أربعة تغييرات أساسية ستحدث على مستوى العالم على مدى السنوات الخ

من المستحيل التنبؤ بالضبط ما الذي سيشهده العالم من تغيرات بحلول عام 2030، ولكن ليس هناك الا اشخاص معدودين يمكنهم التنبؤ بتلك التغيرات، و بيل غيتس واحد من افضلهم.  
ويعتقد بيل غيتس ان أربعة تغييرات أساسية ستحدث على مستوى العالم على مدى السنوات الخمس عشرة المقبلة، في وسائل العيش وطرق التعلم والمعاملات المصرفية.
ويقول عن ذلك "اعتقد انه سيتم إدخال بعض التحسينات المثيرة للغاية".

المجال الصحي
ستزداد الاستثمارات في المجال الصحي بشكل كبير كما يعتقد بيل غيتس وستحدث بعض المنعطفات الكبرى في هذا المجال في وقت قريب نسبيا، وفضلا عن اكتشاف لقاحات جديدة لعدة امراض مهمة فمن المحتمل ان ينخفض معدل وفيات الرضع العالمي من واحد مقابل خمسة حاليا الى مولود واحد مقابل40 مولودا.
وحسب ما يذكر بيل غيتس "نحن نعمل على تطوير لقاح ضد مرض الإسهال ولقاح اخر ضد  مرض الربو ".
ويضيف "هذان اللقاحان لوحدهما سينقذان حياة أكثر من نصف مليون شخص، وهذا هو السبب في أننا نعتقد ان بامكاننا الانتقال من نسبة 20 في المائة –حاليا يموت واحد من كل خمسة اطفال قبل أن يبلغوا سن الخامسة – الى واحد  مقابل 40.

إنتاج الغذاء
يعتقد بيل جيتس "ان التوسع في برامج ارشاد و تثقيف المزارعين في البلدان النامية هو المفتاح لتحقيق زيادة في  الإنتاج الزراعي ، وان قيام الدول الغنية بتزويد البلدان الفقيرة ببذور المحاصيل الزراعية  بأسعار أقل سيساعد كثيرا في هذا المجال.
"هناك حاجة  إلى تحسين نوعية  البذور، وان يستخدم  المزارعون أفضل انواع البذور، ويحصلواعلى معارف علمية واسعة في طرق انبات تلك البذور  و زيادة اعدادها. وإذا لم يتوفر لهم ما يكفي من المال للحصول على الأسمدة فان هذا لوحده سوف يخفض إنتاجيتهم بشكل كبير.
"من خلال إدارة تلك الأمور بشكل جيد، نتوقع أننا سوف نحصل على زيادة في الإنتاج الزراعي في  افريقيا الى ما  يصل إلى مرة ونصف ضعف ما هو عليه اليوم، وان أفريقيا ستصل الى مرحلة الاكتفاء الذاتي في انتاج الغذاء  ."
وسوف يؤدي النمو في سكان العالم وتغيير عادات الأكل على حد سواء الى الحاجة الى انفاق  ما يساوي تقريبا ضعف المبلغ الحالي الذي ينفق على المواد الغذائية لإطعام سكان العالم  بحلول عام 2050،.
ويوضح غيتس "كلما ازداد عدد الذين يتناولون اللحوم، لن تكون هناك حاجة  لزراعة المزيد من المحاصيل  التي تحمل نفس السعرات الحرارية الموجودة في اللحوم".
يعود سبب التركيز على أفريقيا جزئيا الى امتلاكها مساحات شاسعة من الأراضي غير المستخدمة وايضا بسبب ان معدل الإنتاج الزراعي الحالي  هو أقل بكثير من الذي يمكن الحصول عليه لو بقت الوسائل العلمية في الانتاج.
"الكثير من أفقر الناس في العالم هم من المزارعين الأفارقة، فزيادة إنتاجيتهم ستمنحهم المزيد من الغذاء وتلبي أيضا الزيادة في الطلب العالمي وهذا سيكون مربحا للجانبين."
التعاملات المصرفية
يعتقد بيل غيتس ان عملية تحويل الاموال  والمدفوعات الصغيرة التي تتطور حاليا ودخلت فيها التقانة الرقمية ستوفر الفرصة للاشخاص الفقراء  الاتصال بالمؤسسات المالية ونظم الاقتراض العالمية، حتى لو لم يتم حل بعض المشاكل التنظيمية  حتى الآن.وحسب الطرق المصرفية القديمة فان الصفقات المالية حتى الصغيرة منها كانت تكلف اموالا على شكل رسوم تحويل وهذا يعني خسائر اقتصادية  .
وأوضح أنه في عالم التكنولوجيا الرقمية، فانه يمكن تجنب هذه الخسائر الاقتصادية: "يمكننا أن نستخدم  بطاقة ائتمان  تشبه شريحة الهاتف المحمول، كما رأينا بالفعل في عدد قليل من البلدان الرائدة مثل جنوب أفريقيا.
"هذه الشريحة  تمكنك من تحويل الأموال عندما تريد الدفع الى شخص آخر أو الى مركز تسوق، بغض النظر عما إذا كان الاخرون يستخدمون نفس البنك ودون دفع اية رسوم".
"سيساعد خلق البنية التحتية الرقمية المزارعين الأفارقة أن يقوموا بتخصيص بعض الأموال المكتسبة لشراء البذور مرة أخرى في العام المقبل".
التعليم على الانترنت سيكون متاحاً للجميع
لن يكون متاحا للكثير  من السكان في العالم  الوصول إلى المنصات الرقمية يوميا فحسب، بل ان نوعية التعلم عبر الإنترنت آخذة في التحسن وستكون المواد المعروضة خلال الخمسة عشر عاما  القادمة "أفضل بكثير" من أي شيء موجود اليوم، وكل شيء اصبح متاحا من خلال الهواتف والحواسيب المحمولة  .
ويوضح غيتس "سوف يتحسن التعليم عبر الإنترنت في البلدان النامية بشكل كبير"،. "وهذا يجعل من السهل على الطلاب والمعلمين ان يتواصلوا فيما بينهم."
" لم نصل بعد الى مرحلة توفير أفضل معلم في العالم، الذين يمكن أن يساعدك عندما تختلط عليك الامور ويضبط لك الايقاع المناسب، ولكن قبل 15 سنة كنا لا نفعل سوى عرض أشرطة الفيديو على الانترنت وندعي أنه الحل.
واضاف "هذا النوع من التعليم لن يحل محل التواصل الاجتماعي  وجها لوجه ، لكنه سيلعب دورا كبيرا في مساعدة الطلاب على اللحاق بالركب والمضي قدما، وكذلك التغلب على أي قيود تتعلق بحجم الصفوف الدراسية."
 عن: موقع سيتيا الالكتروني