TOP

جريدة المدى > عام > العروض العراقية تلفت انظار الجمهور في قرطاج

العروض العراقية تلفت انظار الجمهور في قرطاج

نشر في: 30 نوفمبر, 2016: 12:01 ص

فقدت البلدان التي أصابها اعصار التغيير بعض الإيجابيات الكامنة في الأنظمة الشمولية ومنها فقدانها لسياق العملية الفنية التي كانت تجري بهدوء في أروقة الأوطان المذبوحة بالدكتاتوريات..ومن تلك الإيجابيات اختفاء دور السينما وانحسار دور المسرح وعزوف الجمهور

فقدت البلدان التي أصابها اعصار التغيير بعض الإيجابيات الكامنة في الأنظمة الشمولية ومنها فقدانها لسياق العملية الفنية التي كانت تجري بهدوء في أروقة الأوطان المذبوحة بالدكتاتوريات..ومن تلك الإيجابيات اختفاء دور السينما وانحسار دور المسرح وعزوف الجمهور عن متابعة الأعمال المسرحية على قلتها، إلا تونس، فقد استطاعت أن تحافظ على جمهورها المسرحي الذي رأيناه يتقاطر بالمئات على العروض المسرحية خلال أيام قرطاج المسرحي لهذا العام.

"حروب" تسترعي انتباه  الفنانين
حققت مسرحية "حروب" للفرقة الوطنية للتمثيل التابعة لدائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة نجاحا منقطع النظير في مهرجان ايام قرطاج المسرحي في دورته الأخيرة، فبعد النجاح في عرضها بمدينة صفاقس، كان الجمهور التونسي على موعد مع "حروب" في مسرح الريو في قلب العاصمة يوم الخميس 24/11 . وكان العرض شيقا، عرض يليق بالمسرح العراقي نصا وأداء وتقنيا، وقد حققت المسرحية رسالتها السلمية من خلال القصة المؤلمة للحروب التي مرت على الشعب العراقي وتجاوزها لمحلية النص لتتخذ موقفا إنسانيا صارما من الحروب في اية بقعة من العالم، وهذا ما رأيناه في عيون الحضور ، من جنسيات مختلفة..
الفنان المسرحي الكبير من تونس توفيق جبالي كتب في تعليقه عن  المسرحية بانها "من أهم ما عرض في هذا المهرجان"، اما الناشطة المدنية، فرنسية من أصل لبناني، فقد ترقرقت الدموع في مقلتيها من ذكرى المأساة التي مرت على الشعب اللبناني إبان الحرب الأهلية في سبعينات القرن الماضي وكل الحروب التي مر بها العرب.
الصحفية التونسية والتي تعمل في صحيفة المغرب هي الأخرى كانت ترى بأن "حروب" واحدة من أحسن العروض في المهرجان.
اما الفنان التونسي حافظ خليفة  فإنه يرى ضرورة إعادة العرض في مسارح أخرى داخل العاصمة التونسية او خارجها لانه عرض يستحق المشاهدة، فمسرحية "حروب" بالنسبة لخليفة هي "مسرحية تتحدث عن حروب العراق دون سلاح ودون السقوط في المستهلك البسيط في الشكل و المضمون".
استطاع معد النص سعد محسن ومخرج العرض ابراهيم حنون ان يقدما معالجة جيدة لموضوعة الحرب من خلال لعبة مسرحية تتداخل فيها الادوار وتتبادل بها الأقنعة ويختلط الغناء بالانين...لا يمكن أن نصل للنهاية دون أن نرفض تلك الحرب او كل الحروب، ليس عبر بيان احتجاجي او مشهد مباشر يصل حد الصراخ، بل بلعبة فنية اجادها المخرج وجوّدها الممثلون بجدارة كبيرة، أحمد طعمة التميمي وسعد محسن وفلاح عبود ومرتضى حنيص وعلي نجم الدين وعلي عادل وزهير و ماهر وحيدر ومجموعة من الشباب التونسي تتقدمهم الفنانة زهرة شتيوي.
لا بد من الإشارة إلى الاختيارات الموسيقية الدقيقة التي نفذها د. حكمت البيضاني، وإلى تصميم وتنفيذ الانارة التي تكلف بها الفنان عقيل عبد علي.
كان الوفد مجتمعا خلية نحل عملت سوية دون كلل أو ملل من أجل رفع اسم العراق والمسرح العراقي عاليا .

"ستربتيز"  وجدل النص والصورة
العروض العراقية جاذبة دائما للجمهور التونسي الذي يتابع بشغف استثنائي ما يقدمه المسرح العراقي. وهذا ما حدث مع مسرحية "ستربتيز" التي قدمتها فرقة مسرح بغداد للتمثيل بالتعاون مع دائرة السينما والمسرح، يوم الثلاثاء 22 / 11، في مسرح الفن الرابع في العاصمة التونسية (الفن الرابع او المسرح الوطني  يديره الفنان فاضل الجعايبي)، والمسرحية من تأليف مخلد راسم واخراج الفنان علاء قحطان وتمثيل د. أحمد شرجي ورضاب احمد وياسر قاسم ووسام عدنان وعامر نافع والسينوغرافيا للفنان جبار جودي والتأليف الموسيقي زيدون حسين .
تعالج المسرحية قضية مركبة وشائكة داخل العائلة العراقية إلا وهي الوضع الاجتماعي التراتبي وعلاقته بالمقدس الذي أصبح لبعض الأطراف سلعة تباع وتشترى. أب كادح يقع في صراع مزدوج مع  ابنته المتمردة التي  تعيش مع اخوتها الثلاثة أحدهم إرهابي واثنان يضيعان بين أوامر الأخ المتشدد ودعاء الأب التي لا يتجاوز سقف البيت الذي لا يصمد أمام تداعيات الأحداث.  "ستربتيز" قراءة موجعة لوضع مجتمعي مؤلم لا بد من تظافر جهود  الجميع من أجل إصلاحها لان الفساد المالي ضرب اطنابه في البلد ولا بد للمسرح ورجال المسرح ان يواصلوا قراءة هذا الواقع من أجل كشفه وتغييره.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

كلمة في أنطون تشيخوف بمناسبة مرور 165 عاما على ميلاده

الحصيري في ثلاثة أزمنة

الهوية والتعبير الاسلوبي.. مشتركات تجمع شاكر حسن واللبناني جبران طرزي

موسيقى الاحد: احتفاليات 2025

تنويعات في الوضوح

مقالات ذات صلة

الهوية والتعبير الاسلوبي.. مشتركات تجمع شاكر حسن واللبناني جبران طرزي
عام

الهوية والتعبير الاسلوبي.. مشتركات تجمع شاكر حسن واللبناني جبران طرزي

خضير الزيدي مرت التجربة الفنية العربية بعدة متغيرات اسلوبية وطروحات فكرية ومنها (التجربة العراقية واللبنانية وبعض الدول العربية) وكانت مرحلة ستينيات القرن المنصرم الفترة الملفتة حسب اراء نقاد الفن ومنها انطلق الفن العربي مواكبا...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram