اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > " لولاكي "

" لولاكي "

نشر في: 29 نوفمبر, 2016: 07:18 م

ثمة أشياء أعجز عن تفسيرها ، ولا أعتقد أنّ إنساناً عاديّاً مثلي يجد لها تفسيراً معقولاً  . وعلى سبيل المثال جميعنا نعرف أنّ معظم الأحزاب الدينية بفرعيها السنّي والشيعي  هي التي تولّت حكم العراق منذ أول انتخابات برلمانية عام 2005 . وأعرف، أو أفترض، أنّ المسؤول عن أزمات العراق ومشاكله ، وضعفه أيضا ، هو سيطرة  مسؤولي أحزاب الإسلام السياسي على مؤسسات الدولة  ، وازدياد عدد الذين تلاعبوا بأرواح العراقيين وأموالهم . وقد ازدادت معدلات القتل والتهجير والبطالة والتشرد  في بلاد أُريد لها أن تحكم ضمن ما يفرضه الدين  .
وأتمنى أن لايعتبر البعض الحديث موجّهاً للدين ، فالذين يحكموننا لاعلاقة لهم بجوهر الدين المتمثل بـ  " المعاملة الحسنة وإقامة العدل وبث الأمن والسلام "
إذن سأشعرأنا المواطن المغلوب ، مثل ملايين العراقيين  بأنني خُدعت ، حين يخبرني مسؤول كبير تولّى مناصب عديدة من أنه : "   لولا الدعم الإيراني الفوري، والامريكي ، لسقطت الدولة والحكومة ومجلس النواب " ، ففي مقاله اليومي بصحيفة العدالة  يكتب القيادي البارز في المجلس الأعلى  السيد عادل عبد المهدي  منبّهاً أن العراق كان في طريقه الى الزوال حين دخلت داعش الموصل .
ولعلّ السيد عادل عبد المهدي وهو يكتب هذه المقالة يدرك جيداً أن ما جرى ويجري في العراق خلال السنوات الماضية كان تجربة عملية على حرق كل أثر للتغيير وقد كان مشهد الصراع الطائفي على المناصب والمغانم بالغ الدلالة والإيجاز ، ولهذا فالسؤال الذي أطرحه على السيد عادل عبد المهدي : ما معنى  13 عاماً من  التغيير  ، والموازنات الانفجارية ،  ومجالس النواب التي  صدّعت رؤوسنا بالإصلاح  والشفافية ؟  ليخرج علينا   سياسي كبير  يخبرنا بأننا كنا على شفير الهاوية لولا  .... !!!!!
سيدي العزيز  كنا نعتقد أن قادة البلد سيبدعون في الإعمار وإدارة شؤون البلاد أكثر من إبداعهم في تعليم الناس الفلسفة والأخلاق الحميدة، واكتشفنا أنهم بدل أن يحرسوا الحدود ضيّعوا استقرار المدن، جاءوا باسم المحرومين والمظلومين وتحولوا إلى أغنى طبقات المجتمع، صدّعوا رؤوسنا بخطب عن دولة القانون فيما هم يُهرّبون أموال الشعب، دمّروا الحياة السياسية وأقاموا بديلا عنها تجمعات شعارها المحسوبية والانتهازية، يدعون إلى النضال وهم يقفون أذلّاء أمام أبواب حكّام دول الجوار.
كنا نعتقد أنّ الحرية والأمان والمساواة حق! فإذا نحن أمام ساسة حوّلوا الحق إلى ضلالة والحياة إلى جحيم يكتوي بنارها معظم العراقيين، كم مثير للاشمئزاز أن الساسة الذين كانوا يطالبون بالحرية نراهم اليوم يمارسون الوحشيّة والاستبداد !
السيد عادل عبد المهدي.. عفواً  .. ملّت الأُذن العراقية من  سماع  أغنية " لولاكي " البائسة ذوقاً ،  وتتمنى أن تسمع نغماً أصيلاً ، يذكّرها بأنّ هذه البلاد تستحقّ الأفضل والأجمل والأحسن .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. شكيب يوسف

    اتسأل دائما لماذا تكرر الناس اخطائها وهل ان الشعوب يجب ان تكتوي بالنار لتعرف ان الله حق والساسة يجب ان يسحلو في الشوارع لكي يدركوا انهم من عامة الناس وان لا علاقة لهم بالرب فلا يتكاتبون عن الشعب امام الله مثلما كان يتمتم لويس الرابع عشر وهل على اهل بغداد

يحدث الآن

اسعار الدولار تنخفض في بغداد واربيل مع الاغلاق

اقتصادي: ارتفاع صرف الدولار لا يؤثر على المواطن البسيط

مناظرة بين ترامب وهاريس على الهواء مباشرة في هذا الموعد

مدرب لايبزيج يوجه رسالة إلى برشلونة بشأن أولمو

وزارة العمل تطلق منظومة "ضمان" الرقمية الخاصة بالتقاعد الاختياري

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram