دعونا نتفاءل برحلة الوفد الرسمي الى سويسرا في مهمة إقناع الاتحاد الدولي لكرة القدم على رفع الحظر عن الملاعب العراقية بعدما تلقت وسائل الإعلام معلومات مُطمئِنة صرّح بها رئيس الاتحاد عبدالخالق مسعود تفيد بقناعة الرئيس جياني انفانتينو بما عرضه الوفد عليه من بيانات واشرطة فيديو وصور ورهنَ الموافقة على نتائج تقرير لجنة تفقّد الملاعب.
صراحة لا نمتلك سوى التفاؤل والنصيحة في هكذا ملف شائك ذي ارتباطات متعددة أابرزها الحالة الأمنية في البلد وما تمثله من معضلة كبيرة أمام تطلعات وزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم اللذين جرّبا أكثر من مرة لإقناع مسؤولين دوليين ضليعين في شؤون الكرة وتنظيم المباريات ومنظومة أمن الملاعب لم يخرجوا بنتاج ايجابية بسبب ظرف بلدنا وتوالي حروب المنطقة والصراعات الإقليمية التي تجعله بيئة ساخنة يُخشى التقرّب منها للسياحة فما بالنا ونحن نروم تضييف مباريات دولية للأندية والمنتخبات التي تجذب نحو 25-40 الف مشجع تقريباً كمواطنين وعرب وأجانب؟
مسحة التفاؤل بتجاوب انفانتينو مع عرض وزير الشباب والرياضة عبدالحسين عبطان لعشرات الصور والأشرطة عن سلامة اللعب في العراق ضمن مدن معينة تعيش أفضل الأجواء أمنياً واجتماعياً وتستقطب زوّاراً من جميع انحاء العالم في مناسبات كثيرة خلال العام الواحد، مُسحة التفاؤل هذه اشاعها رئيس الاتحاد الدولي نفسه بتناغمه مع مشروعية الطلب العراقي وتفهمه أزمة الجمهور العراقي ومعاناته منذ أربعة عقود حُرِم خلالها من تشجيع منتخب بلده على ارضه ، ومع ذلك ترك انفانتينو رفع الحظر من عدمه على عاتق توصية اعضاء مجلس (فيفا) غير التنفيذي في اجتماعهم المرتقب يومي 9و10 كانون الثاني 2017.
مع أن الوفد استعرض صلاح ملاعب مختلفة من العراق وفي مقدمتها العاصمة بغداد، إلا أن انفانتينو وجّه لجنة خاصة بتفقّد ملاعب مدن أربيل ودهوك وكربلاء والبصرة ، ونعتقد أن المدة المتبقية كفيلة بإجراء مسح وزاري شامل للملاعب الأربعة من خلال لجنة محلية تكون مسؤولة عن أية ثغرات أو نقوصات تؤشرها لجنة (فيفا) من النواحي الفنية والإدارية والتنظيمية واللوجستية ، فالفرصة مواتية لتؤكد الوزارة ومعها اتحاد الكرة مصداقية نداءاتهما السابقة للمؤسسات العربية والدولية بجاهزية ملاعب العراق لاحتضان استحقاقات انديته ومنتخباته وإقامة المؤتمرات والندوات وورش تطوير العاملين في مجالات التدريب والتحكيم بنجاح مُبهر.
وبما أن المباراة الودية التي منح (فيفا) الضوء الأخضر لوفدنا بإقامتها بين منتخبنا الوطني وأحد المنتخبات العربية أو الأجنبية لمعايشة واقعية ملاعبنا وتقييم مدى صواب قراره إذا ما أقدم على تجريب رفع الحظر، فإن المباراة الودية غالباً ما يطغي عليها الإجراء البروتوكولي غير الرسمي الذي لا يحفّز من يعنيهم الأمر في الداخل لرفع معدّل الحرص لإنجاح المباراة وفق ضوابط دولية معتمدة، نقترح أن يتم التنسيق مع أحد الاتحادات العربية مثل مصر والسعودية والجزائر وقطر وتونس قبل استحصال موافقة (فيفا) لإقامة إحدى مباريات كلاسيكو دورياتها في ملعب كربلاء الدولي لتوسّطه جميع الملاعب العراقية وقربه من مطاري العاصمة بغداد والنجف، وأن يتحمّل رجال الأعمال والشركات الراعية جزءاً كبيراً من نفقات المباراة أو حسب ما يقتضيه الاتفاق بين الاتحادين ، كون مثل هذه المباريات تثير اهتمام جمهور البلدين وتنعكس الإثارة الإيجابية على أداء المكلفين بانجاح الكلاسيكو بمساندة رجال الإعلام من صحافة وقنوات فضائية وتشكل ركيزة اساسية بهدف إطلاع الجمهور العربي أولاً على حقيقة التفاعل "المسؤول" للجمهور العراقي مع الحدث الكروي الرسمي للاعبي فريقين من خارج الحدود لكنهم أعزاء في قلوبنا ونحرص على طمأنتهم وسلامتهم مثل بقية اللاعبين المواطنين.
إن العناق الحار بين انفانتينو ومسعود ولهفة الثاني لاستحصال قناعة الأول مثلما اوضحتها الصورة المنشورة في الموقع الرسمي للاتحاد أمس الأربعاء برهان ناصع على رغبة رئيس فيفا الجديد الانفتاح الى جميع الاتحادات والاستماع الى مشاكلها واتخاذ القرارات المنسجمة مع انظمة ولوائح اتحاده ، لكن على مسعود أن يثبت جدارة اتحاده هو الآخر بتنظيمنا أقوى دوري في المنطقة وليس أضعفها كما وصفه في المؤتمر الصحفي مؤخراً، هذه شهادة دامغة تقوّض مساعينا الدولية لإعادة المباريات الى ارضنا لأن منافسات الدوري وما يتصل بها تمثل التحدي الأول لجميع الاتحادات للحُكم على نجاح مجالس إداراتها أو فشلها.
كلاسيكو عربي في كربلاء
[post-views]
نشر في: 30 نوفمبر, 2016: 01:24 م