قدم المشغل النقدي في اتحاد ادباء كربلاء اولى أماسيه وكانت للناقد حيدر جمعة العابدي والتي حملت عنوان (الرواية العراقية ما بعد 2003 نحو واقعية نقدية جديدة) والتي حاول فيها ان يقدم فصلا من كتاب له عن الرواية العراقية محاولا سبر اغوار ما يميزها عن الرواي

قدم المشغل النقدي في اتحاد ادباء كربلاء اولى أماسيه وكانت للناقد حيدر جمعة العابدي والتي حملت عنوان (الرواية العراقية ما بعد 2003 نحو واقعية نقدية جديدة) والتي حاول فيها ان يقدم فصلا من كتاب له عن الرواية العراقية محاولا سبر اغوار ما يميزها عن الروايات التي سبقت هذا التاريخ.
في بداية الأمسية قال رئيس المشغل الناقد الدكتور علي حسين يوسف ان هذه اول امسية وباكورة اعمال الملتقى الذي نريده ان يكون نشيطا ومهما وقابلا لزيادة الوعي النقدي..واضاف ان مصطلح الواقعية النقدية ربما يكون مصطلحا قد غشيه النسيان  إذ لم يعد يتناوله النقاد كثيرا مثلما كان في السابق حينما ازدهر إبان القرن التاسع عشر لكن في الحقيقة يمكن القول إننا إزاء واقعية نقدية جديدة تجسدت في الرواية العراقية المعاصرة وكانت أبرز تمثلاتها صور الصراع الديني والطائفي التي زخرت بها الرواية عندنا بعد سنة ٢٠٠٣ ، فضلا على تفكيك السرديات الكبرى وأشار الى اننا ارتأينا أن يكون هذا المفهوم محور نقاش في المشغل النقدي لعلنا نصل الى مفهوم جديد وحلقة نقاشات مستمرة.
تحدث بعدها الناقد العابدي وقال إن ما يميز الرواية العراقية اليوم هو قدرتها على عرض كافة أوجه الواقع الإيجابي والسلبي منه وعلى مختلف الصعد الدينية والسياسية والثقافية والاجتماعية دون قيود تذكر وان ما أتاح لكتابها حرية نقد وتعرية وتشريح كل مواطن الخلل في المجتمع ورفض كل أشكال الوصاية على الثقافة بشكل عام والرواية بشكل خاص. واضاف: لذلك نجد أن الكثير من الروايات التي تدخل ضمن إطار الواقعية النقدية الجديدة قد انطلقت من فهم جديد للواقع وللأدب يعتمد على اعادة تشكيل الواقع وإصلاحه من خلال نافذة الأدب لا كفن أو حساسية جمالية ناعمة. واشار الى انه كان يفهم الأدب في السابق وإنما كفاعلية نقدية ومعرفية خلاقة قادرة سبر ما وراء الواقع .لقد استطعت الرواية تفكيك جميع أشكال الاستبداد والاستحواذ والتسلط التي ظلت تمارسها جميع مؤسسات الدولة ضد كل أشكال الوعي النقدي والثقافي  موضحا ان الرواية تمكنت من التغلغل عميقا في قلب هذه المنظومة القمعية وكشف مواقع الخلل والاستغلال الاجتماعي الحاصل اليوم وتبعاته النفسية والإنسانية على الواقع التي حولت العراق إلى بؤرة للصراع الطائفي والفشل السياسي والاقتصادي لدرجة أصبحنا معها مجتمعا يصنف على انه الأكثر وحشية وعصبية ويمضي بقوله..وكي لا نسقط في فخ التنظير الأعمى والإسقاطات الفكرية الخالية من موضوعيتها اعتمدنا على نماذج روائية مختلفة تحمل هذا النزوع الحجاجي الرافض لكل أشكال التهميش الاجتماعي والثقافي والديني متعكزين على رؤية وثقافة  تيار(الواقعية والنقدية) القادر على تحديد مكامن الفشل والخلل في الواقع العراقي، كما اعتمدنا معيار التنوع والاختلاف كشرط أساسي في هذه الروايات حيث قمنا بوضع تصنيف جديد لهذه الروايات يعتمد الدقة المفهومية والعلمية وذلك  ضمن مبحثين نجد أنهما يشكلا رؤية واقعية جديدة تنتظم من خلالها خصوصية الرواية العراقية ما بعد 2003  ويبين انه تم الاعتماد في المبحث الأول على رواية (المهمشين) صورة الثقافي والاجتماعي حيث بينا في هذا المبحث صورة المهمشين في الرواية العراقية مع بيان ابرز الاشكاليات التي تتناولها عبر موضوعتها وسمات هذا النوع معززين ذلك بنصوص نقدية تختلف  في تناولها لصورة المهمشين.
وعن المبحث الثاني قال العابدي انه تم الاعتماد على نوع جديد وهو رواية (الصراع الطائفي) صورة السياسي والديني من خلال هذا الصراع ،حيث بينا أن لكل  رواية من هذه الروايات طريقة وأسلوبا مختلفا تتناول فيه صورة  الصراع الطائفي ما بعد 2003 والتي تتخذ شكلا جديدا من الصراع يعتمد  الجانب السياسي والديني كمرجعية فكرية تحركه باتجاه السيطرة والاستحواذ على حركة الواقع معززين ذلك بنصوص نقدية تتناول اغلب صور هذا الصراع الصراع  .
تخلل الأمسية العديد من المداخلات النقدية المهمة حيث افتتح المداخلات الروائي علاء مشذوب ،الباحث حسن عبيد عيسى، الدكتور محمد عبد فيحان ، الأديب رفعت المنوفي . وختمت برئيس الاتحاد الدكتور عمار المسعودي .