TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الرابح الأكبر

الرابح الأكبر

نشر في: 2 ديسمبر, 2016: 09:01 م

ماالذي يحدث في بلدي ؟ هل انتظرنا الديمقراطية عقودا لتشتتنا ؟ لماذا صرنا ننسى انتماءنا للعراق وينتمي كل منا لقوميته ،لطائفته، لمذهبه ، لأقليته ليستمد القوة ..هل جعلتنا الديمقراطية نشعر بالضعف ليختبئ كل منا تحت خيمة انتمائه الجديد ؟...
حين تتابع الاخبار السياسية ، ستجد المسيحي يشكو التهجير والكردي يشكو حرمانه من حقوقه وتمزقه بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم ، والشيعي يشكو من تجاهل الحكومة ، والسني يشكو من التشرذم والتركماني من التهميش والايزيدي من الاهمال ..لن تجد عراقيا راضيا وسعيدا بما حصل عليه من هبة ديمقراطية وفرصة لممارسة انتخاب من يمثله وقدرة على انتقاد الحكومة في العلن ..وستجد تشظيا داخل المكونات والطوائف ذاتها ..
هل تعرف من الرابح الأكبر في هذه الفوضى ؟..انهم المسؤولون الذين يتنقلون كبيادق الشطرنج من كتلة الى اخرى ومن تحالف الى آخر فقط ليضمنوا فوزهم بالانتخابات ، وبعد فوزهم ، يضمنون الحصانة الديبلوماسية والحمايات والمال الوفير والمستقبل الزاهر لاولادهم ، بينما تتناقص اموال الشعب وتتضاءل خدماته وتتبخر احلامه بحياة افضل ومستقبل اكثر ضمانا ..هل يعني هذا ان الديمقراطية اورثتنا الضعف ومنحت القوة للمسؤولين ..فمع كل انتخابات جديدة يتضاعف التشظي وتنشطر الكتل وتنقسم المكونات بينما يتلاشى معنى الوطن وتتحول الوطنية الى شعارات جوفاء لاغير ..
والآن، يبحث المسؤولون عن خيام جديدة ينضوي تحتها المواطنون فيخرجون عليهم بقانون مجلس القبائل والعشائر الذي سينتج عنه مسؤولون جدد ومجالس محلية جديدة وحمايات ورواتب جديدة و(دروب ) جديدة للاستفادة الشخصية..ويقول المؤيدون للمشروع انه يهدف الى حماية وحدة العراق ونبذ الطائفية لكنه يصب ايضا في خدمة المسؤولين ويشرذم العراقيين اكثر فأكثر حين يصبح انتماء الفرد للعشيرة أضمن حماية له من انتمائه للوطن ..هل تضاعف الخوف من الديمقراطية اذن  ليتضاعف معه البحث عن انتماءات اكثر حماية للفرد ؟...
ربما سيلومني البعض ، فالعشيرة قوة وحصانة للفرد من التمرد والانحراف لأنها تعمل على تقويم سلوك افرادها وتوجيههم لكنها عودة ارتكاسية الى الماضي البعيد ..الى ايام كان العرب فيها قبائل متعددة قبل ان يوحدهم نظام الدولة فأين نحن الآن من نظام الدولة ؟ اين الوطن الواحد والهدف الواحد والمصالح المشتركة ..اين ماتعلمناه في مناهج التربية الوطنية عن الوطن والدولة ..هل سيغدو شعارات ايضا ...كما اصبحت الديمقراطية ..في بلدي ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram