ali.H@almadapaper.net
تقول الأخبار إنّ عدد الأحزاب التي ستدخل الانتخابات القادمة ، سيتجاوز المئة بمراحل ، وكنتُ في هذا المكان قد زففتُ البشرى للعراقيين أن عدد أحزابنا ارتفع من 30 إلى 90 حزباً ، لكن يبدو أننا شعب يعشق السياسة ويتبرّك بالأحزاب، ولايهمه أن تكون 150 حزباً ديمقراطيّاً ، عشائريّاً ، بعد أن صدر قانون العشائر الذي ربما تدخل به بعض القبائل إلى الانتخابات ، باعتبارها الممثلة عن شكل الحكم القادم في العراق .
الجزء الأكبر من أخبار هذه البلاد مضحك، وكان أشدّها سخريةً هو الخبر الذي طالعتنا به وكالات الانباء عن الزيارة التي قامت بها النائبة حنان الفتلاوي ، إلى بريطانيا ، وقد اكتشفنا مؤخراً أن " الزعيمة " رئيسة لجنة الصداقة البريطانية – العراقية ، وأنها التقت مع مجموعة من اللوردات البريطانيين ، وربما شرحت لهم نظريتها في التوازن الطائفي " سبعة مقابل سبعة"
وأنا أقرأ خبر النائبة الفتلاوي ، خرجت علينا الصحف البريطانية بخبر يقول : إن جمعية الدفاع عن الدولة المدنية طالبت رئيسة الوزراء تيريزا ماي "بعدم استغلال منصبها للترويج للمسيحيّة ، بعدما تحدثت الأخيرة عن قناعاتها الدينية في لقاء صحفي.." وكانت رئيسة الوزراء قد سألت في وقت سابق عن كيفية اتخاذها القرارات الصعبة، فقالت: "إنّ الأمر يتلخّص فيما إذا كنتَ تفعل الصواب، ولديك الثقة والطاقة للتقدم وإيصال الرسالة الصحيحة". ولدى سؤالها عما إذا كانت تتبع نهجاً "أخلاقياً"، قالت: "أعتقد أن الأمر به شيء من العقيدة، فأنا أنتمي للكنيسة الأنجليكانية .
الجمعية نبّهت رئيسة الوزراء أنها تحكم بالنيابة عن الجميع، بما في ذلك الأقليات الدينية وبالطبع الغالبية من المواطنين الذين يعدّون غير متديّنين ، ولهذا لايجوز لها فرض قيمها الدينية على الآخرين.
عندما تُقسِّم البلدان إلى قبائل وطوائف ، فإنك بالتاكيد تصرّ على أنّ هذه البلاد ليست دولة مؤسسات ، ولا وطناً. لكن ماذا عن الذين يريدون أن يفرضوا قناعاتهم الطائفية على شعب بأكمله ، الجواب ربما نجده عند السيدة الفتلاوي .
أعرف القليل جداً عن السادة الذين يصرّون على أن يحوّلوا العراق الى دولة عشائرية طائفية ، لأن معرفتهم لا تفيد في شيء،. لكني أعرف جيداً أنّ العراق تحوّل من دولة مؤسسات ، إلى كلمة عابرة في غرف مخابرات دول الجوار ، وعندما بدأ البرلمان بمناقشة قانون العشائر ، لم أجد شيئاً أكتبه سوى كلمة ، نعي لدولة أرادها عبد الكريم قاسم قبل أكثر من نصف قرن أن تكون دولة مدنيّة .
أعرف كما يعرف الكل أن وطناً جميلاً ، مثل وطننا لم يحتمل وجود قائمة طويلة من المخلصين ،لأنهم غير طائفيين ولا ينتمون الى قبائل البرلمان الذي وضع الصيهود والمطلك وعالية نصيف والكربولي في صدارة المشهد السياسي والعشائري .
منّكِ لله، ياحنان الفتلاوي ، قلّبتِ علينا المواجع.. أفضل عقاب لك أن أمنحك لقب لورد لتطبقّي نظريّتك في مجلس العموم البريطاني !
جميع التعليقات 2
شكيب يوسف
رحم الله علي الوردي عندما قال ان قيم البداوة تزحف الى المدن عندما تضعف الدولة .... وعراق اليوم البداوة والقبلية والطائفية امراض مزمنة فيه، تعيش في بيئة غير صحية مع قادة مجتمع مصابون بطائفية وفساد مزمن.
خليلو...
أشهد أنك رجل إستفزازي تستفز شعور الناس وتسبب لهم مشاكل صحية تزيد إرتفاع ضعط الدم عندهم أو قد تسبب لهم الإصابة بمرض السكر ، ولطالما عزمت على ترك متابعتك ولكنني أجد نفسي ناكثا عزمي فأعود اليك مرة أخرى : عيني الله يرحم والديك( والرحمة للاحياء ةالأموات) إشيجي