بحضور نخبة طيبة من النقاد والمثقفين أقام منتدى عنكاوا للفنون بالتعاون مع المركز الثقافي الأكاديمي في عنكاوا – أربيل حفل توقيع كتاب ( أنزف على عودي في حقل أنغام .. التماعات) وهو آخر إصدارات المرواتي عمار احمد .. وقد تخلل حفل التوقيع عدد من
بحضور نخبة طيبة من النقاد والمثقفين أقام منتدى عنكاوا للفنون بالتعاون مع المركز الثقافي الأكاديمي في عنكاوا – أربيل حفل توقيع كتاب ( أنزف على عودي في حقل أنغام .. التماعات) وهو آخر إصدارات المرواتي عمار احمد .. وقد تخلل حفل التوقيع عدد من الدراسات النقدية قدمها كل من : الناقدة الدكتورة فاتنة محمد حسين، والناقد الدكتور فرح أدور والناقد النفسي شوقي بهنام يوسف: جاءت دراسة الدكتورة فاتنة بعنوان(العزف بالكلمات .. بنية الائتلاف والاختلاف في التماعات المرواتي ..أنزف على .... عودي في حقل أنغام ) تعمقت فيها قراءة وتحليلا ووما جاء فيها: فالمرواة .. نص مغامر .. يغرد خارج سرب التجنيس .. يؤطر لرؤية تقوم على اللامنهجية واللاسيميترية .. وتقرّ منذ البدء باستحالة شيخوخة اللغة حينما تستظل بقدرة كاتب يتقن مطاوعة الكلمات ، والعزف على أوتارها بمهارة عالية ، هو لا يدندن حروفها فحسب ،انما يراقصها على ايقاع وتر مخاتل ، يراوغ بين الحرف والحدس تارة .. والضوء والظل .. تارة ، والبياض والسواد تارة أخرى ، يقتنص آليات اشتغاله من مجالات شتى .. ليتفرد في صياغة شذرات متناغمة متسلسلة الإيقاع تنقلك من حقل الى آخر أكثر اثارة .. تبقى مشدوها ،على طول المسير بأناقة التعبير وسلاسة النغم وقوة المبنى ورقة المعنى وتناقض الكون ، فالكلمة لديه نابضة بالحياة مترعة بالأمل لكنها في الوقت ذاته مثقلة بالوجع ذاهلة في غياهب الواقع الخرافي حد البلادة والجنون !!
ولعلنا نقف على مشارف هذا التناقض المحموم منذ العتبة الأولى ،العنوان ، الذي يدخلنا في مفارقة مقصودة ،على المستويين الدلالي والتشكيلي .
اذ يتصدر التركيبة العنوانية الفعل المضارع (أنزف ..) والذي يحيل بالضرورة على حقل دلالي يرتبط ارتباطا وثيقا بالموت والالم والمكابدة ، ليأتي عنصر المفارقة فيما بعد ليزيد الرؤية التباسا وضبابية ، ذلك ان العود يحيل بدوره الى حقل دلالي على الضد تماما من الحقل الأول ،لارتباطه الوثيق بالطرب وصفو النفس فضلا عن المتعة والأنس ، وعند محاولتنا الوقوف على حدود التشاكل والاختلاف بين الحقلين نجد أن باقي التركيبة العنوانية لا تزيد المعنى الا ارباكا ودهشة ،مما يثير فضولنا للبحث عن الخيوط الشابكة بين هذا النسيج المتآلف ، اذ على الرغم مما يكتنف العنوان من مفارقة وتناقض ،لا تجد مناصا من الافتتان بمدى تناغمه وتجانسه ، ذلك أن مآلَ الانغام هو العود ، ومآل النزيف الى حقل .. لاشك أن الألغام تحولت فيه أنغاما شجية ،عبر ما يشرعه الكاتب من نوافذ للأمل داخل النص قلبت موازين الواقع المثقل بالاسى والحرمان والفجيعة الى التماعات تشرق بالحب والعطاء ، وفراشات تنثر البهجة بين ثنايا الذات المغتربة ،فالنزف هنا رديف موضوعي لفعل العزف الذي يمارسه الشاعر على أوتار اللغة ،فيستنطق، عبر الإبحار في حقولها الوارفة ، جل ما في الكلمة من صوت ،وجل ما في الصوت من نغم ، وجل ما في النغم من أثر نفسي عميق ، لا يفتأ يحاول ردم الهوة السحيقة بين الجمال والقبح ، بين الموت حزنا والموت حبا .. بين اللحن الشجي والحرف النديّ.