"الاختلاف في الرأي لا يفسد من الود قضية"، وفق هذه الرؤية والاتجاه الفكري الحر، تناولت المحاضرة التي أقامها منتدى نازك الملائكة في اتحاد الأدباء والكتاب، مؤخرا، وحملت عنوان (المرأة بين مدنيتين..قراءة سيسولوجية معاصرة) وهي الورقة التي قدمها وحاضر فيها
"الاختلاف في الرأي لا يفسد من الود قضية"، وفق هذه الرؤية والاتجاه الفكري الحر، تناولت المحاضرة التي أقامها منتدى نازك الملائكة في اتحاد الأدباء والكتاب، مؤخرا، وحملت عنوان (المرأة بين مدنيتين..قراءة سيسولوجية معاصرة) وهي الورقة التي قدمها وحاضر فيها الأكاديمي في قسم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة بغداد الدكتور احمد الحسني.
في مستهل محاضرته قارن الدكتور احمد الحسني الدراسة السيسولوجية للمرأة، بين مدرستين وهما الاتجاه المادي المتمثل بالمدرسة الغربية، وهو اتجاه سائد ويتمثل بالاتجاهات المطروحة وله الغلبة لظرف أو قضية ما، والاتجاه الآخر هو الديني المتمثل بالمدرسة الإسلامية.
وتساءل الحسني هل ان المرأة تعد مشكلة أم قضية؟، لكنه أكد انه يميل لمدرسة مالك بن نبي التي سماها مشكلة واستنادا إلى كتابه (مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي)، إذ اقر المؤلف فيها على ان القضية لا تكون جزئية في معالجة النهوض الحضاري، لأننا إذا أخذنا موضوع المرأة علينا أن نأخذ الجوانب الحضارية بمجملها، ليتم معرفة الخلل والإشكال الحضاري.
وأوضح الدكتور احمد الحسني ان المدرسة المادية ظهرت باتجاهات وتيارات نسوية وتحديدا في أوروبا، وغالبا ما كانت هذه الاتجاهات والتيارات على قضايا الإنجاب مثل الإجهاض ومنع الحمل ونوعية الرعاية الصحية المتوفرة للأمهات والعنف الأسري والتحرش والاغتصاب، ومرتكزة على إيحاءات منحها المجتمع الأبوي والاضطهاد والتشهير الجنسي أي تحويل المرأة إلى سلعة جنسية، علما إن هذه التيارات بمجملها تختلف في توجهاتها عن بعضها البعض، لكن الشائع في المجتمع الغربي اليوم تبني الحرية الإباحية كمرتكز للوقوف على هذا الموضوع، واستنادا إلى ذلك ظهرت في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي العديد من التحركات النسوية ضد هذه التوجهات والأفكار بعد فشل دعوات معادية للإباحية في أوروبا.
وبخصوص الاتجاه الإسلامي، بين الحسني ان القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة أعطت للمرأة الحقوق الكاملة سواء في الطقوس أو العبادات، وكذلك حقها في العيش الكريم سواء في بيت أهلها أو في بيت زوجها، وكذلك حقها في الكثير من الجوانب التي تحفظ كرامتها.
وتناول المحاضر رؤية الدكتور علي شريعتي والدكتور علي الوردي للمرأة، مؤكدا إن الأول يتبنى المدرسة الإسلامية رغم انه عالم اجتماع وهو خريج السوربون الفرنسية، والثاني يتبنى المدرسة المادية وهو عالم اجتماع أيضا وخريج جامعة تكساس الأميركية.
وفي ختام المحاضرة منح رئيس اتحاد الأدباء والكتاب ناجح المعموري درع الجواهري للمحاضر.