ali.H@almadapaper.net
دائماً ما يلومني بعض القرّاء الأعزاء ويكتبون معاتبين : لماذا لاتتوقف عن متابعة يوميات الساسة العراقيين، ألا تشعر بالملل.. سؤال وجيه حتماً، وجوابه يجب أن يكون أكثر وجاهة، فأنا ياسادة ياكرام تعودت في هذه الزاوية الصغيرة ، أن أبحث لكم عن الغريب في عالم الديمقراطية العراقية، ورغم ان البعض يرى "بطراً" في مثل هذه الأحاديث، لكني أحاول أن أنقل لكم آخر أخبار "صولات" عالية نصيف التي اكتشفتْ بالصدفة أنّ العراقيين : " لم ولن يعودوا بحاجة الى المفلسين سياسياً الذين باتوا مجرد وجوه كالحة لا تتمتع بأيّ شعبية في الشارع " ، ولهذا قررتْ أن تبصم بالعشرة لقانون العشائر، لأنه سيسمح لها بإقامة فصل عشائري ضد كل من تسوّل له نفسه الاقتراب من أصحاب " الوجوه المليحة " وأعني بهم بالتأكيد جبهة الإصلاح البرلمانية ، لا تبتئسوا فهناك خبر مفرح: صالح المطلك يعترف ولو متاخراً أنّ الدولة المدنية التي يحلم بها العراقيون ماتت بالقاضية ! وسأشغلكم بخبر أكثر طرافة ، فقد أصدر مكتب نائب رئيس الجمهورية توضيحاً للشعب العراقي يخبره أنّ السيد نوري المالكي " مجرد موظف متقاعد ولا يتسلّم راتباً أو مكافأة من رئاسة الجمهورية، ولم تخصص له أية تخصيصات تتعلق بشراء سيارات أو قطع أثاث أو رصد مبالغ صيانة أو فتح مكاتب جديدة، ولا نفقات ومخصصات سفر ولا زيادة في الحماية"، ولهذا على العراقيين جميعاً ألّايصدقوا الشائعات الإمبريالية المغرضة التي تقول إن عدد أفراد حماية السيد نوري المالكي فقط 750 عنصراً !
لا يزال ساستنا "الأفاضل" مصرّين على أن يتعلموا فن الخديعة من المرحوم ميكافيللي، سيضحك البعض مني ويقول يارجل إنهم لايقرأون وإن قرأوا لايفهمون، لكنهم ياسادة شطّار جداً في اللعب على مشاعر البسطاء.
دعونا لا نبحث عن مبررات لما يجري من خراب وقتل وموت وسرقة للثروات، ماذا يعني لساكني المنطقة الخضراء أن يصبح عدد المشرّدين خمسة ملايين، وأن يتحول العراق إلى مقبرة جماعية، وأن تُرمَّل نساؤه وتسبى بناته.. لا شيء مهمّاً مادام هناك في البرلمان من يعتقد أنّ العالم يتآمر على التجربة العراقية العظيمة!
ماذا تعني الديمقراطية في بلد يلجأ كل نائب فيه إلى أهله وعشيرته وأقربائه، لكنه في الفضائيات يصدح بأفخم العبارات عن الدولة المدنية والمواطنة؟
في كل يوم يسيء ساستنا إلى الديمقراطية، عندما يعتقدون أنها تعني بناء دولة القبائل والأحزاب المتصارعة والطوائف المتقاتلة.
أيها السادة الأفاضل ، نرجو من معاليكم أن تتركونا في حالنا، وإذا كان هذا هو مفهوم الديمقراطية لدى قبائلكم، فالله المستعان، لانريدها، وإذا كانت الديمقراطية مستمدّة من نظرية عواطف النعمة ، فأرجوكم اعفونا من الدخول في نعيمها، فقد حوّلتم العراق إلى دولةٍ أصابها الخلل العقلي، فتجاوز حدود النكتة، فضحك عليه العالم حتى البكاء. علامات الخراب لا تعدُّ ولا تحصى، وأدلّة انعدام المستقبل ، لا تحتاج إلى مجهود كبير لحصرها، كان آخرها قانون العشائر .