قدم المخرج الغواتيمالي جايرو بوستامانته فيلمه الطويل الأول "البركان Ixcanul ". وحاز الفيلم مؤخراً على جائزة الدب الفضي ما جعله أول فيلم من غواتيمالا يحقق ذلك. نجاحه في برلين برهن على كونه بشارة طيبة لبوستامانته حين فاز الفيلم بجائزة ماياهول لأفضل فيل
قدم المخرج الغواتيمالي جايرو بوستامانته فيلمه الطويل الأول "البركان Ixcanul ". وحاز الفيلم مؤخراً على جائزة الدب الفضي ما جعله أول فيلم من غواتيمالا يحقق ذلك. نجاحه في برلين برهن على كونه بشارة طيبة لبوستامانته حين فاز الفيلم بجائزة ماياهول لأفضل فيلم أمريكي لاتيني وأفضل مخرج في المهرجان العالمي الثلاثين لوادي الجرة في المكسيك. يدور فيلم "البركان" حول ماريا وهي فتاة من المايا عمرها 17 سنة تعيش مع والديها في مزرعة للبن على جانب بركان نشط في غواتيمالا. يدها في الزواج موعودة إلى أغناثيو بينما قلبها مع الحالم الدائم بيب. على الرغم من أنها امرأة فطرية فإن ماريا تحاول أن تغير مصيرها وتعتقد بأن العالم الحديث التي حلمت به دائماً سوف ينقذ حياتها.
* من أين ولدت فكرة كتابة فيلم "البركان"؟ وماذا أرادت هذه القصة أن تروي ؟
- لقد ولدت من اللقاء مع ماريا، ماريا الحقيقية. "البركان" قصة مستخلصة من حقائق الحياة الواقعية لهذه الشخصية. ثمة مساحة واسعة من الخيال لكن المشكلة أن الأمر الجيد في دراما الفيلم ينبع من حياة ماريا وحين التقيتها وجدت أني كنت أقف أمام شخص ضعيف تماماً لكن في الوقت نفسه كانت تحمل حكمة خاصة كي تكون قادرة على العيش ما وراء ذلك. كان ذلك في المراحل الابتدائية.
* هل تعني كلمة " Ixcanul " القوة داخل البركان؟
- نعم، " Ixcanul " تعني البركان. لغة المايا مفهومية والمفهوم هو هذه القوة التي تغلي والتي تريد فقط أن تنطلق وتتفجر.
* أنت نفسك كصانع فيلم ماذا تعتقده عن هذه القوة الداخلية التي تجبرك على رواية القصص؟
- إنه شيء دائماً أرغب بفعله وثمة قصص لا تستطيع أن تدعها تهرب، تقيدك حين تعثر عليها ومن الضروري أن تروى كي تظهر شيئاً صغيراً من التاريخ.
* أخبرني قليلاً عن الممثلين، أفهم أنك استخدمت أناساً عاديين من المجتمع حين صورت الفيلم فكيف كان توجيه الممثلين غير المحترفين؟ وما هي الإيجابيات والسلبيات؟
- لم تكن هناك رغبة في استخدام غير ممثلين. بدأت أبحث واكتشف بأنه لم يكن هناك العديد من الممثلين وبالأخص "الكاتشيكلز"(السكان الأصليين)- كانوا قليلين. إحدى أكبر الممثلات التشاكليات من غواتيمالا هي ماريا تيلون التي أدت دور "خوانا" وهي جزء من جماعة مسرح الشارع الناشطة سياسياً جداً بالنسبة لحقوق المرأة والناس الفطريين. كانت ممثلة محترفة وباقي الطاقم استخدمنا ممثلين آخرين عملوا في المسرح وأناساً لم يكونوا ممثلين وجدناهم من خلال البحث عن كادر في مكان السوق. الحقيقة هي أني لم أعمل أبداً مقارنة إن كانوا محترفين أم لا فأنا ببساطة احترمت ما يحملونه أو لا يحملونه من تجربة. ظهرنا بتقنية لكل فرد وكان ذلك الأمر قد منحنا النتيجة على الشاشة. أنا مقتنع جداً بالعمل مع الممثلين.
* ما هي التحديات التي واجهتها في التصوير؟
- كل التحديات! كان عملاً مشكوك جداً. كنا نصور في بركان نشط. هاج البركان فكان علينا أن نتوقف كذلك ليس لدينا الكثير من الماء والكهرباء. حقاً كانت تحديات. كنا تماماً متعددي الثقافات. كان هناك أناس من مختلف الجنسيات، لكن في النهاية اعتقد بأنه على الرغم من كل تلك العقبات فإنه كان هناك أيضاً أمل- لم تكن هناك عقبات ممكن أن توقفنا أو تسبب لنا تغيير الستراتيجية. بدلاً من ذلك كانت عقبات مفيدة لنا كي ننشئ خطتنا الخاصة وذلك ما فعلناه.
* كيف جرى تمويل ميزانية الفيلم؟
- كانت عملية معقدة لأن غواتيمالا ليس فيها موارد مالية ولا معونات وما زال الشعب لا يمتلك وعياً بأن السينما يمكن أن تكون مهمة لا للناس الذين يصنعون الفيلم بل للبلد بأكمله وللصناعة كلها والاتصال. بدأنا مشروعاً ذا تمويل شخصي مع قروض مصرفية واتخذنا حقاً جميع المخاطر. مكنتنا هذه القروض من بلوغ التصوير الأول لكن ما زلنا غير قادرين على إنهاء الفيلم. ثم ساهمنا مع شركة فرنسية كمساعدي إنتاج وبدأنا نحصل على تمويل عالمي. وكانت شركة "ريجين سينرغيا" من الأوائل التي ساعدتنا ثم بدأت تأتي التمويلات الأحرى معاً ونجحنا في إنهاء الفيلم في أفضل المختبرات مع أفضل فريق ساعدني كثيراً إذ في النهاية كان علي أن أؤكد على كل الجهد الذي بذله فريقي.
* ماهي الأحوال الحالية للسينما الغواتيمالية؟
- إنها في حالة طوارئ تماماً. هناك العديد من المخرجين الذين يريدون صناعة الأفلام وهناك العديد الذين حققوا ذلك. هناك استجابة كبيرة من الناس لكن ثمة شكوى من عدم مد يد العون. اعتقد بأن المشكلة تتجاوز المساعدة لأن عليك أن تفهم بأنه إن كان المكان فقيراً جداً فإنك لا تستطيع أن تطلب المال نفسه مقارنة فيما إذا كان البلد غنياً. المشكلة أن اللامبالاة التي تبديها الحكومة تجاه صناعة الفيلم لكني اعتقد بأنها حالة عادية لأن الصناعة ما زالت جديدة وهذا هو سبب اللامبالاة لأنهم لم يدركوا بعد بأن الأمور بدأت تترسخ. الآن هناك العديد من الأفلام في دائرة المهرجانات وهناك أفلام لم تشارك في المهرجانات لكنها تحصل على النجاح في دور العرض المحلية في غواتيمالا. اعتقد بأن الناس بدأوا يستيقظون ويدركون بأن البلد بحاجة أن يقدموا شيئاً له لكن الأمور تسير ببطء بسبب التاريخ الذي نمتلكه.
* كم فيلماً تقريباً يقدم كل سنة في غواتيمالا؟
- حسب معرفتي الشخصية من 1 إلى ستة أفلام.
* ومدارس السينما؟
- هناك مدرسة للفيلم هي أيضاً دار للإنتاج وتسيطر على مهرجان الفيلم المعروف عالمياً. إنها جديدة جداً لكن هذه المدرسة مهمة جداً لأنها المركز الوحيد للسينما في البلد. هناك العديد من الخريجين وبدأ أحدهم يقدم العون للآخر. كل تلك الموجات سوف تحرك شيئاً في جزء من القارة من بعض النواحي.
* كيف كان استقبال فيلم "البركان"؟
- في غواتيمالا كان استقبالاً قوياً وكذلك في الصحف وكان الناس بانتظاره. لا أعرف كم من الناس والبلدان كانت تنتظر الفيلم لكن أولئك الذين جاءوا ليتحدثوا معي لم يهاجموني لكنهم بدلاً من ذلك قدموا لي التهاني(يضحك).