(التربية الخلقية للانسان أهم من خبزه وثوبه) بكلمات الفيلسوف اليوناني سقراط هذه أبدأ الحديث عن جانب ينبغي أن يولى الأهمية القصوى لدوره المؤثر في بناء الأجيال ونهضة الأمم. ولعل أهمية طرح هذا الموضوع ينبع من اسباب وظواهر باتت واقعاً لا مناص منه بسبب تسارع إيقاع الحياة اليومية للفرد وتزايد ارهاصات ومشاكل المعيشة للفرد والإدمان المتنامي كالنار في الهشيم لمستخدمي الانترنت في ظل تفشي ظاهرة هدر الوقت والجهد وسوء الاستخدام لوسائل التواصل الاجتماعي بمختلف انواعها وهذا هو بيت القصيد باعتباره الجانب الأهم في تحديد وتوجيه الأجيال القادمة التي نشأت وتستمر في عالم رقمي له بداية وليس له نهاية ، لذا أصبح لزاماً أن يكون لكل فرد في المجتمع دور مهما كان شكله في التأثير على حجم ونوع المحتوى المتداول في عالم الشبكة العنكبوتية وماهية مصادره ودوافعه وتأثيراته وانعكاساته الآنية والمستقبلية على الفرد والمجتمع.
يعيش العالم العربي اليوم تحت وطأة أحداث متنوعة في الزمان والمكان تتناول معلومات مهولة سواء كانت بالكلمة أو بالصوت أو الصورة لكن كيف يمكن أن نتحرّى الدقة والمصداقية ونزاهة الطرح؟
التحدي الأكبر اليوم هو كيفية توعية المجتمع للفائدة من الخدمة العظيمة التي تقدمها التكنولوجيا وماهي سُبل ترجمة ما تتضمنه من ايجابيات على ارض الواقع وتطوير الذات لبناء الامة، كيف يمكن لنا أن ننتقل من مستخدمين سطحيين الى مبتكرين ومبدعين ومنتجين في مناخ تسوده القيم والمبادئ.
تشير الاحصائيات للسنوات الثلاث الأخيرة بحسب موقع "مجلة محرك البحث" الفئات العمرية لمستخدمي التواصل الاجتماعي عالمياً، فإن 89 % من المستخدمين هم في الفئة العمرية 18-29، مقابل 82 % للفئة 30-49 و65 % للفئة 50-65 و49 % لمن هم فوق 65 عاماً.
وفي احصائية اخرى تم الكشف عنها في مؤتمر قمة شبكات التواصل الاجتماعي في دبي نيسان الماضي ، أن السعودية تحتل المركز الأول في عدد مستخدمي برنامج سناب شات في العالم، تليها إيرلندا في المرتبة الثانية والسويد في المرتبة الثالثة.
كما نمت أعداد مستخدمي البرنامج في 2015-2016 في العالم من بليونين، في أيار 2015، إلى 6 بلايين في تشرين الثاني 2015، ثم 7 بلايين في 2016.
هذه الأرقام المهولة ممكن أن توضح صورة عن حجم التأثير الناجم عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في عالمنا العربي على وجه الخصوص.
ما يهمنا هنا هو الاستثمار الحقيقي في مجال الرياضة والشباب في إعداد اجيال المستقبل، لاسيما أن الخوض في مضمار الرياضة والشباب واسع الآفاق ومتعدد الأوجه بشكل يمكن من خلاله استلهام طاقات الشباب نحو طرق مثالية للحياة العصرية في يومنا الحاضر وفي المستقبل.
النشاط الرياضي والشبابي لغة عالمية يجيدها الجميع على حد سواء، بل وتحمل في طياتها اسمى المعاني الإنسانية والسلمية بعيداً عن الجنس والعرق واللون والمعتقد.
يوفر المناخ الرياضي فرصاً عظيمة لإرساء أجواء تنافسية شريفة نجد الشباب الآن بأمس الحاجة لها للإبتعاد عن شبح الحروب والإقتتال والانحراف.
المعنيون عن الشأن الرياضي والشبابي في العالم العربي اليوم بأمسّ الحاجة الى اتخاذ قرار تأريخي لإحداث نقلة نوعية بأعلى درجات مقياس ريختر ترسم بحكمة ملامح أفضل الطرق العلمية الحديثة عبر تأسيس منصة رقمية عربية خالصة وفق رؤيا ستراتيجية بعيدة المدى يتم تنفيذها وإدارتها وتنميتها وإدامتها من قبل الشباب العربي الواعي والقادر على النهوض بالأمة علمياً وثقافياً ورياضياً.
ثورة رقمية لنهضة رياضية
[post-views]
نشر في: 7 ديسمبر, 2016: 09:01 م