تستهدف الجماعات المسلحة وعصابات الجريمة المنظمة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و18 عاما حيث يعملون على استدراج الأطفال عبر ما يسمى بغرف الدردشة أو من خلال عرض المضامين والصور والفيديوهات الخليعة أو من خلال تبادل الملفات أو التأ
تستهدف الجماعات المسلحة وعصابات الجريمة المنظمة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و18 عاما حيث يعملون على استدراج الأطفال عبر ما يسمى بغرف الدردشة أو من خلال عرض المضامين والصور والفيديوهات الخليعة أو من خلال تبادل الملفات أو التأثير على الطفل لتشغيل “الكاميرا ” أو إقناعه بإرسال صور تجسده في وضعيات غير لائقة .
وغالبا ما يقع استغلال هذه الصور والملفات الخاصة لابتزاز الطفل والسيطرة عليه كليا لتنفيذ كل ما يطلب منه من دون أدنى اعتراض، وإن حاول التملص والرفض يُهدد بنشر صوره الفاضحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى صفحات الأقارب والأصدقاء .
وتشكل الشريحة العمرية من 13 إلى 16 سنة الفئة الأكثر وقوعا في شرك مجرمي الإنترنت لا سيما وأن هذه الفترة من العمر تتسم بأنها فترة حرجة يمر فيها الطفل بما يعرف بسن المراهقة ويكون قابلا للانجراف نحو كل المغريات، خصوصا إذا ما كان ينتمي إلى عائلة محافظة لا تترك له متنفسا لتعبير بشكل صريح عن مشاعره.
• الأطفال ضحية للأفكار الهدّامة
وفي هذا الصدد تقول الباحثة الاجتماعية خديجة عباس إن عدد الأطفال الذين يستخدمون الإنترنت في مجتمعنا يتزايد يوما بعد يوم، وإنّ ما نخافه هو أن تصبح هذه الشريحة الاجتماعية فريسة سهلة، وهدفا مكشوفا لمجرمي الإنترنت، ولتيارات الانحراف الخلقي والسلوكي. كما قد يقع الأطفال ضحية للأفكار الهدامة والتعصب والحملات التي تشنها جماعات الغلوّ والتطرف، ساعية ما وسعها الجهد، إلى زعزعة استقرار المجتمعات وأمنها، وإعاقة نموها وازدهارها”.
من واجب الآباء تقديم النصح والإرشاد لأبنائهم قبل السماح لهم باستخدام الانترنت، مع ضرورة اطلاعهم على محتوى الشبكة وحظر بعض المواقع عنهم
• الكمبيوتر موضوعٌ للجريمة
وتنقل لنا الدكتورة هدى محمد الخبيرة بتربية الاطفال تجربتها مع موضوعات الجريمة المرتبطة بالكمبيوتر قائلة : تعرّف الجريمة في الإنترنت بأنها الجريمة، التي يكون الكمبيوتر موضوعا أو وسيلة أصلية لاقتراف الجرم، وتنقسم إلى قسمين: الصنف الأول يكون فيه الكمبيوتر موضوعا للجريمة، ويشمل جرائم محددة ترتبط بأجهزة الكمبيوتر أو بالشبكات. ويتعلق الأمر هنا بأعمال إجرامية ترتبط بتقنيات المعلومات والإنترنت، ويدخل في هذا الباب القرصنة المعلوماتية أو ما يعرف بالاستخدام غير المشروع للمعلوماتية، بغرض الإضرار بالغيــر.
وأما الصنف الثاني فيكون فيه الكمبيوتر وسيلة اقتراف الجرم. ويشمل هذا الصنف الجرائم التي تحاربها القوانين الموضوعية في كافة الدول وهي اليوم تتصدى لها، وعلى نحو متزايد، في الفضاء الافتراضي للإنترنت سواء تعلق الأمر بالمواد الخليعة للأطفال، أو التحرّش الإجرامي أو الغش، أو خرق قانون حماية الملكية الفكرية، أو الاتجار بالمواد المحظورة”.
وتؤكد الدكتورة هدى أن الطفل كثيرا ما يدمن ألعابا إلكترونية مبرمجة على القتل الافتراضي للكائنات البشرية وأحيانا تحمل رسائل خفية تحاكي الهجمات الانتحارية الشائعة مؤخرا بكامل أنحاء العالم، وهذه الألعاب تغزو بكثرة شبكة الإنترنت .
وتفاديا لوقوع الأبناء في مثل هذه المخاطر التي تحيق بهم قدّمت لنا الدكتورة هدى جملة من التوصيات التي قد تساعد الآباء والأمهات على ذلك منها فتح باب الحوار مع الطفل، ومده ببعض المعلومات التي قد تساعده على كفل سلامته الشخصية .
وتثقيف الطفل من خلال سرد قصص له تحمل نماذج عن الاستغلال الجنسي أو لفت انتباهه إلى الأضرار التي قد تطاله من تسجيل فيديو لجسده عاريا أو لصوره، وتخويفه من أن الصور والفيديوهات لا تمحى من الشبكة أبدا، ومن أنها ستشكل له مستقبلا مصدر إزعاج وخجل أمام أصدقائه وعائلته ودعوته لضرورة احترام خصوصياته، وعدم عرضها أمام من لا تربطه بهم سوى العلاقات الافتراضية.