وديع غزوان افتتح نائب الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني كوسرت رسول علي قبل يومين دائرة معارف اربيل التي تعد الاولى من نوعها على مستوى إقليم كردستان , وهي خطوة باتجاه توفير المعلومات من مصادرها للباحثين المهتمين بشؤون الشعب الكردي ,
 لسد النقص في هذا الجانب خاصة وان كثيراً من المصادر التي تناولت تاريخ هذا الشعب تاثرت بهذا القدر او ذاك بالنزعات العنصرية التي سعت الى تشويه بل طمس كل ما للكردستانيين من تاريخ ,بل ان البعض وامعاناً في غيه روج لدعوات مضللة عن اصل هذا الشعب .المهم ان التاريخ الطويل من القهر والتغييب والتهميش الذي استهدف الارث الحضاري للكرد وثقافتهم تطلبت اهتماماً غير اعتيادي بهذا الجانب وتوسيع دوائر المعرفة لتشمل كل نواحي مواطني الإقليم : عاداتهم وتقاليدهم ولغتهم وغيرها ويأتي تشكيل دائرة معارف أربيل خطوة بهذا الاتجاه . ومن الامانة الاشارة هنا الى ان برنامج القائمة الكردستانية لم يغفل هذه الناحية حيث ورد في حقل المجال الثقافي العديد من الفقرات التي تؤكد حرص حكومة الإقليم منذ 1992على النهوض بالمستوى الثقافي بجانبيه الحكومي متمثلاً بوزارة الثقافة والجماهيري ممثلاً بالمنظمات والمراكز الثقافية غير الحكومية . وكانت احد ى ثمار هذا الاهتمام اقامة عشرات المهرجانات والملتقيات الادبية والمعارض المتنوعة وبشكل خاص معارض الكتب التي كانت مؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون الرائدة فيها وبشهادة عدد غير قليل من الادباء والاكاديميين . وقد تم طبع آلاف الكتب في مجالات مختلفة كما ان هناك عشرات المؤسسات الثقافية المستقلة المدعومة من الحكومة ناهيك عن تشجيع مجال الانتاج السينمائي الذي مازال متعثراً لاسباب ليس محل مناقشتها هنا .وابرز ما جاء في البرنامج من فقرات يمكن اجمالها بالعمل  (على تأسيس المكتبات , الارشيف الوطني ومتاحف جديدة .. وتطوير الجسر الثقافي القومي وتخصيص ميزانية لجمع الوثائق التاريخية , وتفعيل اكاديمية اللغة الكردية وتوسيعها لجمع خبراء اللغة بجميع اللهجات .. )واذا عرفنا ان المتخصصين في شأن الادب الكردي قد عزو ابرز اسباب بقائه دون مستوى الاهتمام الذي حظيت به بقية الاداب العالمية الاخرى الى حالة التقوقع التي اضطر اليها وعدم وجود حركة ترجمة منظمة عن الكردية وقلة المعاجم , فان الفرص متاحة الآن الى نفض الغبار عن كثير من النصوص الابداعية التي يزخر بها الادب الكردي كما انها مناسبة للمؤسسات الثقافية الرسمية والشعبية لدراسة شاملة ترسم من خلالها معالم الطريق تؤسس لمرحلة من الازدهار الثقافي في الاقليم يتناسب وتاريخ هذا الشعب .ونعتقد ان مثل هذه المهمة تحتاج الى خبرات مؤسسات وعناصر لها  المعرفة والدراية الكا فيتين للنهوض بهذا الجانب بالتنسيق مع وزارة ثقافة الإقليم والمنظمات الدولية لان اي طرف لايمكن له وحده ان ينجزمثل هذه العمل الكبير والتاريخي  وقد آن الأوان لوضع خطة مستقبلية للنهوض بالجانب الثقافي بما يتناسب والتاريخ العريق للشعب الكردي .