بعد ان كتبت في هذا الحيز قبل اشهر عن قرار السفارة العراقية في كندا بحرق جثمان الكاتب الراحل محمد شاكر السبع بعد وفاته غريباً معدماً لعدم قيامها بتسديد ثمن دفنه لولا مبادرة بعض افراد الجالية العراقية في كندا وعلى رأسهم ابنة الشاعر الكبير عيسى الياسري الدكتورة أروى ووالدها بجمع المبلغ الكافي لاستخراج جثمان الراحل وتبرع عدد من الخيرين لتكريمه بدفنه في مقبرة احد العراقيين ، اسعدني كثيرا امس وصول رسالة من الشاعر عيسى الياسري يبلغني فيها بأن القنصل العام في مونتريال الذي اراد حرق جسد محمد شاكر السبع اعيد الى بغداد في ديوان وزارة الخارجية بعد قراءة مقالتي في الجريدة مباشرة ..أسعدني ان تجد كلماتنا صدى وان تنصر مظلوما او تنتقد مخطئا او تعالج خطأ فهذا مانبغيه جميعا حين نطلق اصواتنا عبر اعمدتنا الصحفية لنطالب باحقاق الحق واصلاح مايمكن اصلاحه ليس لرغبتنا في احراز مجد صحفي بل للاستمتاع بحرية التعبير التي تصورنا اننا امتلكناها بعد سقوط العهد الدكتاتوري ..
بالتزامن مع هذا الخبر المفرح ، بلغني خبر تعرض زميلنا الصحفي الجريء وفارس الكلمة الحرة الاستاذ علي حسين لدعوى قضائية رفعها ضده نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي بعد ان عبر عن رأيه ككاتب تصور انه يمتلك الوسيلة التي تمكنه من انتقاد الفساد والاخطاء السياسية الجسيمة التي اوصلت البلد الى ماوصل اليه ، وكعراقي لايرتضي ضميره ان يصمت عن الاخطاء مادام يمتلك القدرة على رفع صوته وايصال آرائه الى الآخرين ، وهذه ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها الكاتب علي حسين وزملاء آخرين يكتبون في جريدة المدى ايضا الى مثل هذه المحاولات لمصادرة آرائهم وقمع حرية تعبيرهم مايدل على ان فضاء المدى سيظل حرا وحاضنا لمن يبغي التغيير والاصلاح الحقيقيين ..
واذا كان القنصل العراقي في مونتريال قد اعيد الى بغداد بكلمات في جريدة، فهل ستوقف كلمات في نفس الجريدة عجلة زميلنا واستاذنا علي حسين وتكمم فمه ؟...
كلنا قد نصبح يوما علي حسين مالم تتوحد الكلمة العراقية امام طغيان رجال السياسة الطارئين وزعماء الأحزاب الناقمين ..وفرحتنا التي لم تتم بوفود الديمقراطية الينا وأدها في مهدها حقد الساسة على ارباب الوطنية الخالصة والكلمة الشريفة وخشيتهم من الاصوات الهادرة ولهذا السبب دفع الثمن العديد من الكتاب والصحفيين والناشطين المدنيين من دمائهم او تكميم افواههم ، وصار العراق في مقدمة البلدان التي يقتل او يغيب فيها الصحفيون ان لم يكن بأيدي اعداء العراق من ابناء تنظيم القاعدة وداعش فبأيدي أعداء العراق الجدد من قادة الميليشيات والساسة الطائفيين ورموز الفساد الذين يحاربون كل صوت يخالف صوتهم وكل كلمة تفضح فسادهم وزيفهم ...
ككاتبة ، اتضامن مع علي حسين لأننا جميعا قد نصبح يوما علي حسين ، وكعراقية ، اتضامن مع الحق والروح الوطنية التي يجب ان نتحلى بها جميعا ونحن نواجه هجمة اقسى من الهجمات الخارجية ..وكان الله في عون الشرفاء ...
كلمات.. في جريدة
[post-views]
نشر في: 12 ديسمبر, 2016: 09:01 م