اليوم تُنهي اللجنة الأولمبية العراقية كتابة آخر فصول الإثارة في أحجية منصب الأمين العام الذي كان يشغله د.عادل فاضل بعنوان وظيفي شكلي منذ أكثر من عام ونصف دون أن يمارس واجباته الفعلية تحت ذرائع مختلفة يُحيط بها الغموض حول السبب الحقيقي لغيابه وسفره خارج العراق ومن ثم الإعلان أخيراً عن تقديمه الاستقالة لأسباب شخصية.
الانتخبات التكميلية التي ستجرى اليوم على هامش اجتماع الجمعية العمومية هي من ستحسم الصراع بين 5 مرشحين لإشغال المنصب المذكور وبالتالي ضمان تفعيل الجانب الفني المعطّل الذي يشكل روح وجوهر المنظومة الاساسية للجنة الأولمبية سواء في علاقاتها مع الاتحادات المختلفة أم السعي الى إيجاد الأرضية المناسبة لتحقيق الإنجاز الرياضي.
وفق تلك الرؤية الحساسة لابد أن يدرك المرشحون الخمسة وقبلهم الناخبون أهمية وصعوبة ما تنتظرهم من مهام جسيمة وإرث ثقيل متراكم يتطلب ممن يسعى الى الفوز بالمنصب أن يرتقي بفكره وبرنامجه المفترض الى مستوى عالٍ يفرض من خلاله شخصيته الاعتبارية ويعيد تنظيم آلية العمل باستثمار الصلاحيات الممنوحة له من دون السماح بتداخل الواجبات أو استمرار تجميده كواقع فرض منذ غياب الأمين المستقيل.
وبعيداً عن أحقية وحضوظ الاسماء التي ستدخل صراع الانتخابات فإن المصلحة العامة تفرض على الجمعية العمومية الركون هذه المرة الى اسلوب المفاضلة المجردة من العلاقات الشخصية واختيار من هو الأكفأ وله بصمات نجاح في عمله الحالي ويحمل من الخبرة والأفق الواسع ما يمكنه من واجبه بمسؤولية واخلاص كبير.
يخطأ مَن يظن أن الانتخابات التكميلية اليوم ستكون على جانب من البساطة والسهولة وتكاد تكون روتينية ولو أدرك المعنيون أهمية دور الأمين العام لتوصلوا لقناعة مطلقة بانها ستكون أكثر تعقيداً من انتخابات اللجنة الأولمبية التي جرت عام 2014 لأنها ستتجه نحو ميزان التغيير من الواقع الحالي والمتأزم وخاصة بعد فشل أول اختبار واجهته الرياضة العراقية تحت قيادتها المنتخبة من خلال المشاركة في العاب ريو 2016 وظهر جلياً وجود ضعف وتقصير في الجوانب الفنية في التهيئة والتحضير واسلوب ورسم ملامح الوصول الى الإنجاز الفعلي.
الجميع يتأمل في تجسيد حقيقي هذه المرة للعملية الديمقراطية وتصحيح الأخطاء السابقة التي كانت حصيلة المفهوم الخاطىء في فلسفة منح الأصوات تحت تأثير العلاقات والمصالح وهي التي أسهمت في وصول عناوين غير قادرة على إحداث الطفرات النوعية في عملها ، بل كانت سبباً في تراجع الرياضة العراقية وقلة النتائج المتميزة على الصعيد الخارجي.
بأختصار : إن اللجنة الأولمبية العراقية وهي تواجه أزمات بين فترة واخرى على مستوى العلاقات مع اتحاداتها الرياضية وتداخل في المهام والواجبات ضمن مفاصلها الإدارية اصبحت بحاجة ماسة الى أمين عام يُعيد ترتيب الأوضاع ويطرح لغة تفاهم جديدة تعزز وحدة البيت الأولمبي ويطلق مشروع مستقبلي لحصد الانجازات وخلاف ذلك فإن انتخاب من لا يمتلك تلك الرؤية ستذهب باجتماع السبت وعمليته الانتخابية الى حيث الفشل والمزيد من الانشقاق والإخفاق!
بانتظار أمين الأولمبية
[post-views]
نشر في: 16 ديسمبر, 2016: 09:01 م