ساينس مونيتور: تزايد نفوذ إيران وروسيا في الشرق الأوسط بعد تحرير حلبقالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية، إنه مع تحرير حلب، بدأت كلّ من إيران وروسيا تشهدان زيادة نفوذهما في الشرق الأوسط على حساب واشنطن، فالبلدان الحليفان للرئيس السوري بشار الأ
ساينس مونيتور: تزايد نفوذ إيران وروسيا في الشرق الأوسط بعد تحرير حلب
قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية، إنه مع تحرير حلب، بدأت كلّ من إيران وروسيا تشهدان زيادة نفوذهما في الشرق الأوسط على حساب واشنطن، فالبلدان الحليفان للرئيس السوري بشار الأسد يقولان إن الانتصار على المعارضة في حلب يعزز موقفهما عالميًا وفي المنطقة، إلا أن المحللين يقولون إنه في ظل عدم انتهاء الصراع، فإنهم سيدفعون على الأرجح لتحقيق حل سياسي.
وكان الأسد قد قال إن تحرير حلب لم ينته بتحرير المدينة نفسها، بل يجب تأمينها من الخارج، وأشار إلى أن الهدف القادم يعتمد على أي مدينة بها العدد الأكبر من الإرهابيين. إلا أن الأصداء الستراتيجية لتحرير حلب تتجاوز المدينة، كما يقول المحللون، ولها دلالة على إعادة تجهيز ديناميات القوى في الشرق الأوسط، ففي سوريا، استثمرت كل من روسيا وإيران قوتهما العسكرية وخططا للنتيجة التي أراداها، وحافظا على نظام الأسد ومنعا سيطرة الإسلاميين أو حدوث مزيد من الفوضى، كما تقولان، وفي الوقت نفسه استطاعا أن يهزما جهود واشنطن وحلفائها، تركيا والسعودية وقطر، للإطاحة بالأسد على يد المعارضة.
وبالنسبة لإيران، يعني هذا توسيع نفوذ محور المقاومة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما، وبالنسبة لروسيا، فإنه يمثل خطة نحو استعادة نفوذ الماضي، حتى مع تراجع رغبة أمريكا على الانخراط في الشرق الأوسط.
ويقول فواز جرجس، خبير شؤون الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد إن ما يهم روسيا وإيران حقًا هو أن المشروع السياسي الجيوستراتجى المعادي للأسد ولإيران قد فشل، وقد تم دفنه تحت أنقاض حلب، مضيفًا أن سوريا يمكن أن تكون معلمًا لظهور نظام دولي جديد، خاصة بعد أن قرر الرئيس أوباما عدم الانخراط أو التورط أو الاستثمار برأس مال سياسي أو عسكري كبير فى المنطقة.
"وول ستريت جورنال" عن معركة حلب: مثال صارخ على تراجع دور واشنطن
أكدت صحيفة وول ستريت جورنال، أن نجاح الجيش السوري في تحرير مدينة حلب من قبضة المليشيات والتنظيمات المسلحة، يعد أكبر مثال على التراجع الصارخ لدور واشنطن في الملف، والشرق الأوسط بشكل عام.
ونقلت الصحيفة في تقرير لها أمس عن مسؤولين غربيين وعرب ـ لم تحددهم ـ قولهم إن ما يجري يعد دليلا على تعاظم دور روسيا وحلفائها في المنطقة لقيادة الأحداث في الصراع السوري الدائر منذ ما يقرب من 6 سنوات، مشيرة إلى أن إدارة باراك أوباما تم استبعادها من المفاوضات، التي أجرتها روسيا وتركيا، هذا الأسبوع، لتقديم المساعدات الإنسانية لسكان مدينة حلب المحاصرة تحت القتال بين الجماعات المسلحة والجيش السوري.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية يعمل في الشرق الأوسط قوله: "لم نعد نجلس في المفاوضات، الشيءالوحيد الذي نفعله هو المناشدات العاجلة، لوقف العنف من أجل السماح للناس بمغادرة المدينة.. نحن ندعم هؤلاء الناس، لكننا فشلنا في حمايتهم".
وذهبت الصحيفة بالقول إن القادة في روسيا وإيران، أكبر القوى الداعمة للرئيس الأسد، قللت من الولايات المتحدة، الأربعاء، مع نجاح القوات السورية استعادة السيطرة على مدينة حلب، التي كانت تمثل واحداً من مراكز التمرد المسلح المناهض للأسد.
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إن التعاون مع تركيا قد يكون أكثر فعالية من المحادثات مع واشنطن، الأمر الذي وصفه باللقاءات غير المثمرة، بحسب ما جاء في وكالة إنترفاكس الروسية.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول أنه في الوقت الذي تراجع فيه نفوذ واشنطن في الشرق الأوسط، أظهرت روسيا نواياها تمديد نفوذها ودورها. فالعديد من الحلفاء العرب اعترفوا بدور روسيا القيادي حاليا في المنطقة.
واستشهدت الصحيفة بتصريحات وزير الخارجية سامح شكري، الذي قال في مقابلة الأسبوع الماضي "لا يمكن التقليل من أهمية روسيا كلاعب دولي كبير".