ali.H@almadapaper.net
تصدَّر نشرات الأخبار مساء أمس مجموعة أخبار " لطيفة " من يوميات العراق " السعيد " . أثار انتباهي منها تصريح للجنة الثقافة والإعلام البرلمانية تؤكد فيه أن عيد الغدير سيكون عطلة رسمية ، واليوم الوطني للعراق لايزال على جدول الخلافات .
كان ملك العراق فيصل الاول يحلم بتقليد أبراهام لنكولن، الرجل الذي خاض حربا من أجل تحرير أميركا من وحشيتها، وقال ذات يوم لتشرشل: " العراق ليس موقعا جغرافيا يخترقه نهران، بل هو كنز تاريخي"، كان العراقيون قد خرجوا من ظلمات الحكم العثماني ، وكان فيصل يسعى لتأسيس دولة حديثة، أحد أهم أركانها رجال للفكر المستنير، والجهود العظيمة لمحمد رضا الشبيبي والرصافي والزهاوي وساسون حسقيل والكرملي وتلامذتهم .العراق الذي حلم فيصل الاول ان يكون لؤلؤة الشرق الاوسط ، نراه اليوم غارقاً في البؤس، بغداد تعاني الإهمال ودولة المواطنة ، أصبحت صرحا من خيال هوى ..
نتذكر فيصل الاول، ونراه في العام 1931 يصر على دخول العراق عصبة الامم المتحدة، وحين يستمع نوري السعيد الى مندوبي الدول الكبرى وهم يتحدثون عن مشكلة الاقليات في العراق، يلقي كلمته الشهيرة التي يقول فيها العراق بلد لكل العراقيين بجميع طوائفهم وأعراقهم ومذاهبهم، ويرفض طلبا تقدمت به أمريكا بتحديد اماكن للاقليات الدينية، ويفاجئ مندوبي عصبة الامم المتحدة بوفد عراقي ضم بين أعضائه المسلم والمسيحي واليهودي والعربي والكردي والإيزيدي والصابئي ، ليعلن في الثالث من تشرين الاول عام 1932 قبول العراق عضوا في عصبة الامم المتحدة ، في ذلك الزمان خاض العراقيون جميعا حروبهم من اجل البناء والرفاهية والإعمار والتعليم.
تحتفظ ذاكرتنا بأسماء ذوي الأعمال المبهرة . نتذكر ساسون حسقيل ، لانه حارب الفساد، ونتذكر توفيق السويدي لانه رفض ان يستغل القضاء لصالحه، ونتذكر حسين جميل لأنه حوّل مجلس النواب الى ساحة للدفاع عن الحريات، نتذكرهم ونرثي لحال البلاد التي لا تعرف لها يوما وطنيا، فيما تتفق بالإجماع على إغراق البلاد في النعرات الطائفية .
في كل دول العالم هناك في الدساتير، يوم وطني يمثل الحدث الأبرز في تاريخ هذه الدولة، إلّا في هذه البلاد التي تمتد بجذورها آلاف السنين، وفيها تأسست أقدم الدول ، وعلى ارضها كتبت أولى الشرائع، لكن البعض يستكثر عليها أن يكون لها يوم وطني.
أيها السادة إنّ الاعتزاز الحقيقي بذكرى إمام الحق علي " ع " يفرض على لجنة الثقافة البرلمانية أن تقرأ سيرة هذا الرجل العظيم ، وأن يقف أعضاؤها وقفة حقيقية أمام هذه السيرة ويتعلموا منها، لا أن يعيشوا مع علي يوم الغدير فقط ، ومع معاوية باقي أيام السنة!
جميع التعليقات 1
د عادل على
مادا كان يحصل لو استمر النظام الملكى؟؟؟؟هل كان صدام رئيس وزراونا والبكر رئيس جمهورينا وعدنان خيرالله طلفاح وزير دفاعنا وهل كانت الالاف من ابناء شعبنا تستشهد لكى ينجح البعث وتفوز امريكا بكل شيىء وخاصة الاحتياطى النفطى العالمى وهل كنا نحارب جارتنا ايران ال