TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مع الأسف

مع الأسف

نشر في: 19 ديسمبر, 2016: 09:01 م

يقول المهاتما غاندي "عندما تكون على حق تستطيع ان تتحكم في اعصابك ، اما اذا كنت مخطئا فلن تجد غير الكلام الجارح لتفرض رأيك"...ربما نجح المهاتما الهندي في السيطرة على اعصابه بالمواظبة على الرياضة الروحية والابتعاد عن مغريات الحياة فجاء خطابه هادئا عقلانيا ، ورغم ذلك تمكن من اقناع شعب هائل العدد بمبادئه واحدث علامة فارقة في تاريخ الهند حين منحها استقلالها وحريتها..
تذكرت مقولة المهاتما حين سمعت الخطاب العراقي الجديد على لسان ساسته الذين لم يكتفوا باعتناق افكار طائفية هدامة والانغماس في ملذات الحياة ودسم السياسة بل بدأوا يتراشقون بالالفاظ النابية والسباب على شاشات التلفاز لتاكيد خطابهم المتطرف ..
كان مقدم البرنامج الحواري مستمتعا بنجاح حلقته التي يدور موضوعها حول اعتناق الخطاب الطائفي لدى بعض رجال السياسة فقد اثبتوا له ولنا ان لاأمل في تسوية او تسامح او وئام مادام البعض يعمل بجد على تكريس خطابه وترسيخ مفاهيمه بمهاجمة الآخروتأشير سلبياته فقط والحث على معاقبته ، بينما ظل الضيف الثالث المحايد يردد " مع الاسف "...
نحن نأسف فعلا على ظهور مثل هذه النماذج الرديئة على شاشات التلفاز لتضخ حقدها الدفين وتنبش الماضي لتؤجج روح الثأر، وناسف ايضا لتبني بعض القنوات مثل هذه الخطابات لتحقيق نسبة مشاهدة اعلى ..وناسف اكثر على زمن صار المواطن العادي فيه يشاهد فيه مرارة واقعه على ألسنة متنعمة ومرفهة في حياتها الخاصة وفقيرة جدا في حياتها السياسية فمن لايمتلك ناصية الخطاب المقنع فقير جدا ومن يلجأ الى الشتائم فهو بائس ويائس جدا ، ولكن ، ماذنب المواطن العادي الذي يشبه من يتوه في صحراء شاسعة وحين يجد احدا يدله على وجهته يكتشف فيما بعد ان الدليل ضلّله ؟..مواطننا العادي مضلل بأفكار ساسته واجندات القنوات الفضائية ويمكن ان تكون هذه فرصته الأخيرة ليحدد خياراته ، بأن يتجنب تأييد الخطابات الطائفية لأنها تقود الى مستقبل مظلم وان يجافي رجالا يستخدمون الكلام الجارح لفرض آرائهم ، وان يبحث عن خطاب معتدل واهداف واضحة وألسنة أكثر رقياً ..لن ننتظر مثلا أن يهب لنا القدر رجلا كالمهاتما غاندي لنسير خلفه بثقة  واطمئنان حتى لو لم يقدم لنا وعودا معسولة لكن بامكاننا ألا نعيد الكرة ونتبع من ظللنا من قبل ..وكما قال مورفي:" لايكرر مايفعله احمق الا احمق مثله " فهل سنختار ان نكون حمقى وأن نردد ماأخرج ساستنا عن طورهم ودفعهم الى استخدام لغة الشتائم والتهديدات وسيلة للتخاطب فيما بينهم؟.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram