ضيّف نادي الكتّاب في كربلاء الأديب والناقد علي لفته سعيد ليقدم محاضرة حملت عنوان ( الرواية بين الحكاية والسرد).في البدء قال مقدم الامسية القاص حمودي الكناني ان ما يملأ نفسي غبطة وبهجة ان اتشرف بتقديم واحد من اعمدة السرد والأدب في ال
ضيّف نادي الكتّاب في كربلاء الأديب والناقد علي لفته سعيد ليقدم محاضرة حملت عنوان ( الرواية بين الحكاية والسرد).
في البدء قال مقدم الامسية القاص حمودي الكناني ان ما يملأ نفسي غبطة وبهجة ان اتشرف بتقديم واحد من اعمدة السرد والأدب في العراق، فعلي لفتة سعيد هذا الكاتب الذي برع في كتابة الرواية والقصة لم يقتصر نشاطه الابداعي على السرد فقط وإنما تعداه الى الشعر والنقد والإعلام ، وقد برع في هذه الاجناس ونال جوائز مستحقة وهو في هذه الأمسية سيحدثنا عما يراه هو عن الرواية بين الحكاية والسرد وما هو الاختلاف بين هذين المفهومين ..واشار الى ان سعيد لا يستقر على حال وهو يحاول ان يحرك الساكن في عملية التلقي وتلقفه من الآخرين وهو بهذا له حسنة المحاولة وحسنة الولوج الى عوالم جديدة يستنبطها من البيئة العراقية بعد ان أخذنا عمرا نلتقى من الاخرين ما يقال وكأنه أمر مسلم به لا يجوز المساس به.
وتحدث الأديب سعيد عن ان ما يقوله في هذه المحاضرة ليس بحثا او دراسة أكاديمية بل هي محاولة لطرح راي أو رؤية جديدة لمفهوم وتعريف الرواية والفرق بين الحكاية في الرواية والسرد فيها وما هي الاختلافات ولماذا الحكاية وانه غير معني بالحكاية الشعبية او الحكاية الميثولوجية بقدر ما يعني انه معني بالحكاية داخل الرواية المنتجة والسرد .. ثم قال أن الرواية هي العنصر الأكثر تطورا من العناصر الأخرى كونها هي المتسيدة على عالم التلقي مثلما هي متسيدة على اهتمامات الأدباء ورغبتهم بكتابة رواية حتى من قبل الشعراء والنقاد أنفسهم فان الرواية وفق مفهوم النقاد من إنها العمل الأدبي الذي يتمتع بقدرة كبيرة على التخيّل وربطه بالواقع. ورغم إن لا تعريف ثابت للرواية كما يذهب الكثير من النقاد.. ثم عرج سعيد الى توضيح ما قيل في الحكاية والسرد من قبل نقاد عالميين كجيرار جينيت ليقول ان الحكاية التي تضمر نسقا واحدا وهو ضخ المعلومة والثيمة بإطار وسياق ظاهري لا يحتوي على نسقه المضمر ولهذا فان هناك اختلافا بين الرواية التي تعد مذكرات أو اعترافات وبين الرواية التي تعتمد على المخيلة وبناء الحدث وفق إدارة خاصة تنوجد من قدرة السارد على الاتيان بطريقته الخاصة ولهذا فان أغلب الروايات التي تعتمد على المذكرات تكون ناجحة في حكايتها لكنها فاشلة أو غير منضبطة في إيقاعها السردي. ويمضي سعيد بقوله انه ورغم إن قراءات جينيت تأخذ البعد البنيوي في نقده وأفكاره، فإن هذه القراءة لا تبتعد عن حقيقة جوهرية إن كل كتابة يمكن أن تكون حكاية،
ويؤكد بإنه يمكن الوقوف على تفاصيل الفرق حين نعرف ونفهم ان ليس كل كتابة روائية فيها سرد عالٍ إذا ما اعتمدت على روح الحكاية التي نطلق عليها ( السالفة ) التي يمكن ألّا يكون فيها تعدد مستويات الروي والانتقال من روي غائب الى حاضر الى متكلم الى مخاطب والراوي العليم والسرد بضمير الغائب.. لكن السرد يتحمل وزر كل هذه الطرق والانتقالات الروائية إذا ما فشل في عملية التحكم في إدارتها.ويشير ايضا إن الحكاية ربما لا تضع السارد لها كجزء من الحكاية فهو يتحدث عن شخوصه وأبطاله بعيدا عن التحكم بالانفاعلات الكتابية.. وهنا نقصد الكاتب المنتج فهو يذهب بها الى ان يروي لمجرد الروي من أن أحداثا وقعت في هذا الجزء من العالم حتى لو كان فوق سطح المريخ مثلا..