بغداد - المدىقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان العراق قد إستقر على أساس الإرادة الشعبية وليس عبر انقلاب من البعث او من غير البعث. وشدد على انه لا يمكن ان يصل البعث الى السلطة التشريعية. وقال "لكننا نشخص ونميز ونشير الى من تبرأ من البعث ومن كان مجبرا على الإنتماء إليه ومن تحرر من قيوده واصبح يعمل من أجل العراق الجديد اما الذي ما زال مؤيدا للبعث ويمجد جرائمه فسيتصدى له الشعب بارادته ووعيه".
جاء ذلك خلال إستقبال المالكي بمكتبه الرسمي امس جمعا كبيرا من شيوخ عشائر ووجهاء مدينة الصدر مشيرا الى ان من أهم المتطلبات هي الإصلاح الإجتماعي والإصلاح السياسي، وان الاستقرار السياسي هو الاساس لجميع المتطلبات،لقد عانينا من الطائفية والتمييز العرقي والقومي "وعلينا العمل على تحقيق نظام سياسي عادل، لان النظام العادل هو النظام الذي أوصت به كل الرسالات السماوية.واضاف " لقد إستلمنا خرابا من النظام المباد،ولاحظتم عملية الذبح والقتل لشبابنا من قبل النظام وازلامه الذين إنتهكوا الحرمات وكرامة الإنسان،واستخدم الأسلحة الكيمياوية والمقابر الجماعية لدفن ابناء شعبنا احياء ولاتوجد أي دولة تقوم بكل ذلك، هكذا يكون النظام السياسي نظاما فاسدا إذا إنتهج كل ذلك، وان عملية إصلاح النظام السياسي منها تبدأ المشكلة ومنها تنتهي المشكلة، وعلينا أن نحصل على نظام سياسي قائم على أساس الحريات ويتجه لإستغلال الأموال والثروات للخدمات وتلبية تطلعات المواطنين بدلا من أن يستغلها للحروب والمغامرات، وبطبيعة الحال الخدمات تعطلت لأن النظام السياسي كان فاسدا، وعطل كل شيء في العراق وأدى إلى فقدان التضامن العربي بسبب غزوه للكويت، وأوصلنا إلى فقدان السيادة وجعلنا تحت طائلة الفصل السابع الذي ما زلنا نعاني منه بسبب هذا النظام".وأضاف " لقد واجهنا قتل الانسان على هويته،وكانت التدخلات بالشؤون الداخلية والقاعدة والعصابات تعمل على مصادرة الحرية والديمقراطية، واثبتت التجربة أن احدا لم يستفد من الحرب الأهلية الطائفية، لذلك اليوم عندما نتحدث عن الخدمات لابد أن تكون لنا حكومة قوية ودولة قائمة على أساس المواطنة". وقال "بالهمة الوطنية قضينا على المعاناة وأمامنا الكثير لنعمل على تحقيقه،فقد سيطرنا على الطائفية ولن نسمح بعودتها مرة أخرى، وكان الأمن شعارنا منذ البداية لأن عليه تترتب عملية الإعمار والتنمية والخدمات، والعمل جار على ذلك والاجهزة الأمنية تواصل متابعتها لما تبقى من الإرهابيين".واشار الى ان جميع شرائح المجتمع قد تعرضت إلى التهديد ومنهم القضاة والأطباء وأساتذة الجامعات لأنهم بذلك أرادوا أن يعطلوا كل شيء في الدولة، وقاموا بذلك من أجل أن يقولوا ان العملية السياسية فاشلة وقد ساعدتهم في ذلك إرادات خارجية، وتسمعون من يمجد بالماضي ويدعو اليه حتى من داخل مجلس النواب. وتساءل قائلا" أية إنجازات قام بها النظام غير الحروب والمغامرات والمقابر الجماعية والأسلحة الكيمياوية،وبعد كل ذلك يريدون أن يتسللوا إلى مواقع المسؤولية،وكيف فقد العراق سيادته وكيف دخلت القوات الأجنبية.
المالكي: البعث لن يعود للحكم وزمن الانقلابات انتهى
نشر في: 8 فبراير, 2010: 09:20 م