TOP

جريدة المدى > مواقف > لا يجب أن تكون اليمن دولة فاشلة بسبب الإرهاب

لا يجب أن تكون اليمن دولة فاشلة بسبب الإرهاب

نشر في: 9 فبراير, 2010: 04:20 م

ترجمة : عمار كاظم محمد ان محاولة تفجير طائرة متجهة الى ديترويت في يوم عيد الميلاد قد حذر الجميع بضرورة الانتباه الى الخطر الذي تشكله الخلايا الإرهابية التي تدربت في اليمن .هذا البلد الذي يقع على قمة الرأس الجنوبي لشبه الجزيرة العربية يحتاج الآن الى دعم دولي عاجل لأن فشل الوضع على حدود العربية السعودية – منتج النفط الأكبر في العالم – سيكون ذا نتائج وخيمة على الاقتصاد العالمي والحرب على الإرهاب.
 المؤتمر الدولي حول اليمن والذي عقد في لندن ذكرني في الأسبوع الماضي بإحد اقتباسات الملك السعودي عبد الله المفضلة من القرآن « لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم « تلك الآية تلخص ما ندعوه في الغرب بناء أمة بينما اليمن تنزلق نحو كونها دولة فاشلة بسبب مجموعة من الأسباب السيئة فيها ، الشك في دعم إيران لانفصالي الحوثي والتحول غير المراقب للقاعدة والحركة الانفصالية في الجنوب إضافة لأرتفاع البطالة فيها بنسبة 35 % لذلك يجب على الولايات المتحدة أن تتأمل في طلب الملك عبد الله في عرض رؤيته لبناء امة لأنقاذ الدولة اليمنية . لكن في وجود إرادة لاحتواء التهديدات الأمنية فإن على واشنطن أن لا تكرر أخطاء إدارة الرئيس بوش في العراق وأفغانستان حيث ركزت الولايات المتحدة بشكل كبير على حل مشاكل الامن الآنية دون عنونة السياق الأكبر للتهديدات الإرهابية حيث أن الدرس الصحيح في اليمن هو أن يتم بناء حكم وتنمية اقتصادية جيدة . ربما يكون الشخص المناسب لقيادة تلك الإستراتيجية هو الملك عبد الله حيث أن الرئيس اوباما يريد تفادي تحول اليمن الى أفغانستان أخرى ما يتحتم عليه مد اليد لمساعدة الملك السعودي . وجود مثل هذه الشراكة سيجلب الاستقرار لليمن على مختلف الصعد منها استراتيجية تحويل القاعدة التي يمكن الإفادة منها ومؤازرتها عن طريق الاستفادة من برنامج إعادة التأهيل السعودي لأعضاء القاعدة السابقين من خلال الإشراف عليه في اليمن وتمويله بشكل جيد حيث كان هذا البرنامج ناجحا جدا ويمكن مضاعفته في اليمن .ويمكن للولايات المتحدة والعربية السعودية أن تمولا برنامج الحوافز المالية لأعضاء القاعدة السابقين من اجل مساعدتهم على العودة مرة ثانية الى المجتمع . الخطوة الثانية هي وجوب أن نكون متقدمين بخطوة على مجندي القاعدة من خلال اشغال الشباب اليمنيين العاطلين عن العمل وهذه استراتيجية سعودية أخرى يصر الملك عبد الله على انها يمكن أن تحتوي التطرف حيث أن بناء المرافق الرياضية وربطها بمراكز التأهيل في أنحاء اليمن كافة من خلال التعاون بين السعودية والولايات المتحدة سيكون بداية جيدة ويمكن دفع الشباب اليمني للقيام بالمساعدة في بناء هذه المراكز. وفي الحقيقة فان هناك شركة في فيرجينيا عندها براءة اختراع تقنية لنصب هذه البنايات خلال 24 ساعة .الخطوة الثالثة يجب علينا أن نعرف ان التنمية الاقتصادية في اليمن هي إحدى الطرق الأكيدة لتقويض تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وقد اشار الملك عبد الله الى مشروع مارشال بعد الحرب العالمية الثانية كمثال لما هو مطلوب في اليمن . ومع ثروة تمويل تقدر تقريبا من ترليون دولار فان العربية السعودية لديها رأس المال الذي يستطيع مجاراة التمويل والتقنية الأمريكية التي يمكن أن تحدث فرقا مهماً في اليمن هناك قلق ملح في اليمن يتمثل بتضاؤل إمدادات المياه حيث أن حوالي 46 % فقط من الريفيين اليمنيين يصل اليهم الماء بشكل كاف وعملية القيام بوحدات تكرير لمياه البحر يمكن أن تحل هذه المشكلة وتؤدي الى الالتفات الى التنمية الاقتصادية . ثم هناك وجود السياحة الناشئة في اليمن حيث يمكن الاستفادة من تطوير السواحل اليمنية وجعلها مناطق سياحية يمكنها أن توفر وظائف وتزيد من دخل الحكومة المركزية . الأمر الرابع: على الرغم من أن الاحتياطيات النفطية البسيطة في اليمن قد بلغت ذروتها في عام 2001 ثم بدأت بالتضاؤل لكن هناك يوجد غاز وفير ويمكن أن يصبح مصدرا لمداخل التصدير حيث يمكن لأي فريق قانوني وتجاري سعودي – أمريكي من الخبراء يمكن أن يساعد اليمن بالقيام بمفاوضات عقود تصدير الغاز الطبيعي لضعف الغاز في العربية السعودية . علاوة على ذلك فإن موقع اليمن مفيد استراتيجيا لكل أسواق الغاز السائل في حوض آسيا والباسفيك والمحيط الهادي وعلى جانبي الأطلسي . وحينما تصبح اليمن أكثر استقراراً فإن شركات النفط الأجنبية ستكون راغبة بالقيام باستثمارات مالية ضخمة التي يحتاجها اليمن لتطوير احتياطيات الغاز الطبيعي بالكامل في البلاد. وقد تعهدت هيلاري كلنتون أن تقوم بتحسين المساعدة الأمريكية لليمن والتي تبلغ حاليا 121 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات وفي هذه الأثناء تعهدت العربية السعودية بمبلغ 1,25 بليون دولار كمساعدة حيث أن واشنطن والرياض من خلال عملهما معاً يمكن أن يجعلا أموالهما تعمل بشكل أكثر جدية ونجاح الشراكة السعودية الأمريكية سينقذ اليمن من انفجار وان تصبح ملجئاً للإرهابيين وهذا يعتمد أيضاً بالتأكيد على تعاون الرئيس علي عبد الله صالح في ذلك. عن/ كرستيان ساينز مونيتر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية
مواقف

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية

ترجمة : عمار كاظم محمد كانت أسماء شاكر، أحد المرضى الراقدين في مستشفى الأمراض النفسية في  بغداد، تجلس على بطـّانية مطبوع عليها صورة نمر ، كانت عيونها متثاقلة، فقد بدأ مفعول الأدوية بالعمل ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram