ali.H@almadapaper.net
ولمّا كان اليوم العشرون من كانون الأول 2016 ، ظهر النائب " الهمام "
محمود الحسن ، بعد غيبة دامت أسابيع لينشر على صفحته في الفيسبوك فديو " كليب " نشاهد فيه عميداً في الجيش العراقي ، يقف في كامل قيافته العسكرية ، وهو ينادي الحسن بعبارة " سيدي " بتذلل ، ويترجاه أن يتدخل لإصدار عفو عن ابنه طالب الكلية العسكرية الذي ظل يغش في الامتحانات لعام ونصف العام، وحجة العميد " الدمج " أن ابنه لم يقتِل ، ولم يسرق ولم يسلّم مدناً ، لكنه " ياسيدي غشّ في الامتحانات ، مجرد غش لاغير ، فهل يستحق ان يفصل من الكلية ؟ ويأتيه جواب حامي حمى القانون محمود الحسن ليطمئنه أن ابنه بريء ، وأن الغش جريمة بسيطة يشملها العفو حتما ، وإن هي إلّا ساعات، حتى كان النائب الهمام يخطب بمجموعة من المواطنين عن خدماته في سبيل المجتمع ، حتى انه مستعدّ لأن يوقف مشروع الكابل الضوئي ، لأنه يؤثر على أرزاق الناس ! ، وإن هي إلّا دقائق بعدها، حتى كان الحسن يشيع " مخدِّر " العفو في الأجواء ويعلنها صريحة أن مَن سرق وغشّ وهرّب الاموال ، لايعدّ مجرماً إنه خطأ ويمكن إصلاحه ، وقبلها بيوم كان محمود الحسن يهلّل من على قناة الشرقية عن الحريات التي قيّدها من كتبوا الدستور !
الذين علّقوا على الفديوات الطريفة واللطيفة للنائب محمود الحسن ، تساءلوا ماذا يحدث في هذه البلاد ؟ وهل وصلنا الى هذا المستوى الذي يخرج فيه نائب يتباهى بالفساد .
للأسف ينسى البعض أن المرحلة التي نعيش في ظلها ، ما كان لها أن تتأسس، لولا شبكة مافيا الفساد ، أو قل إنّ وضع نموذج مثل محمود الحسن في البرلمان كان بمثابة رد الاعتبار للفساد ، فهل كان غير الفساد منهجا وطريقا لمعظم الحكومات التي جاءت منذ عام 2005 وحتى هذه اللحظة ؟ هل كان غيره سلاحا مؤثرا وحليفا ستراتيجيا ؟ ، فساد من الرأس حتى الذيل، بدأ بإغراق المجتمع في طائفية فاسدة وشعارات فاسدة ، واستمر الفساد ينمو وينتشر ويتوغل، حتى وصل إلى معظم مفاصل المجتمع العراقي .
الكهرباء فساد، الحصة التموينية فساد أكبر، تراخيص النفط كانت عين الفساد، التعيينات فساد أعمق ، صفقات الاسلحة فساد منظور ومتطور ، المشاريع الوهمية فساد مسكوت عنه ، الانتخابات التي قادها محمود الحسن فساد بالصوت والصورة ، ويمكنك أن تضيف إلى الفساد، عبارة الخراب نعم ، هذا النظام السياسي هو الراعي لهذا الخراب المترامي الاطراف ، هو الحامي لزمن الفشل والانتهازية وهل أكثر خرابا مما نشاهده ونسمعه بصوت قادة المرحلة وهم يتضاحكون ويخططون لابتزاز المواطن المسكين بمشاريع وهمية من عيّنة " المصالحة التاريخية " التي يراد لها هذه الايام ان تتحول الى فساد أعمق اسمه " المصالحة المجتمعيّة " .
جميع التعليقات 1
خليلو...
عندما أسس الدكتور سندرسن الكلية الطبية في العراق في أحد الإمتحانات غش أحد الطلاب فيه وعند الإمساك به قرر فصله من الكلية فتدخلت جهات على عادتنا في الامر محاولين إلغاء أمر الفصل وهم يدافعون عن صاحب أول تجربة في الفساد برروا دفاعهم بأن الطالب الغشاش قريب من