الكتاب:أنطوان جيخوفتأليف:ميخائيل جيخوفترجمة ابتسام عبد الله طبع هذا الكتاب في روسيا عام 1933، وهذه هي الطبعة الانكليزية الاولى له، انها ذكريات ميخائيل جيخوف عن شقيقه الكاتب الكبير.والترجمة الانكليزية جاءت بمناسبة مرور 150 عاما على ولادة جيخوف، وهي تقدم لمحات حقيقية عنه والحياة المشتركة التي جمعت الشقيقين،
ان الارتباط العائلي عامل إضافة رقة الى ذكريات الطفولة، وهي في بعض الاحيان تتناقض مع ذكريات انطوان نفسه عن تلك المرحلة من حياته، الشقيقان يتذكران قسوة والدهما، اذ كتب انطوان،(لدى استيقاظي صباح كل يوم) اقول لنفسي " هل سيضربني والدي اليوم؟") اما ميخائيل فيستعيد مشاهد من مدينة،تاغانورغ، مسقط الرأس(مدينة حديثة فيها مبان انيقة وطرق تسطف على امتدادها الاشجارّ) وهذه الصورة تختلف عن تلك التي كتب عنها انطوان بقوله،"مدينة في جنوب روسيا، قذرة، كئيبة،فارغة،كسول وجاهلة. " وتبدأ الذكريات تتصاعد لتجذب القارئ اكثر اليها، وذلك عندما يبدأ السرد عن معركة وكفاح العائلة للبقاء في موسكو بعد إفلاس الاب جيخوف، وكان عليه الانتقال الى تاغانورغ هرباً من الديون وخوفاً من السجن. وفي تاغانورغ، كان على الثلاثة السكن في غرفة واحدة تحت السلم،اوكان عليهم استئجار جزء من السرداب الرطب للكنيسة، وفي تلك الظروف ابدى الثلاثة مقدرة استثنائية للعمل. ينهضون في الساعة الخامسة صباحاً من اجل الحصول على طعام للعائلة،يعانون البرد والجوع.وكان على جيخوف(الكاتب) السير ميلين من اجل الوصول الى المدرسة،بعد جهد كبير بذله لجمع الروبلات الكافية لمصاريف الدراسة. وفي خلال تلك المرحلة لم يخف انطوان جيخوف من تهديدات المدرسين الذين يحاولون الحصول على رشوة من التلاميذ. كما انه تحمل مسؤولية العائلة من دراسات وأدوية في الجامعة (حيث الزي الموحد الاجباري وجواسيس الشرطة وغرف للاعتقال في باحتها). وعلى الرغم من اضطهاد الحكومة والرقابة، كانت مدينة موسكو وسنت بيترسبرغ ايضاً، حافلتين بالابداع.وبدأ من هناك ابداع انطوان جيخوف، بعد عدد من الرسومات الهزيلة والتخطيطات التي نشرها في المجلات. ونشر ايضاً عدداً من الاعمال المتسلسلة ومنها،"جريمة قتل في حمّام صيني،ولقيت نجاحا كبيرا. وفي الاسواق، كان الناس يتلقفون الكتب من الباعة المتجولين. ويتجادل فيها الطلاب عن الفودكا وفطيرة القرنبيط وعن تولستوي وتورغنيف.أاما جايكوفسكي فقد ارسل صورة فوتغرافية له موقًعة الى جيخوف اعجاباًبه.وهناك ايضا رسام روسيا الكبير للمشاهد الطبيعية، ليفتان، وكانت اعمالة الضخمة للمناظر الريفية، تعادل مسرحيات جيخوف التي تتناول تلك الإجواء ايضا. وقد ربطت صداقة عميقة الاثنين، اضافة الى استيحاء شيء منهافي عمله" النورس" والتي تتناول جزءاً من قصة حب عميقة له. ان الناس والاحداث هي التي اثارت مخيلة جيخوف، كما تسرده هذه الذكريات، والتي تكشف ايضا عن زيارته الشاقة لجزيرة ساخالين (المستعمرة السيبيرية التي امضى فها ثلاثة اشهر في عام 1890،(لإجراء مقابلات مع السجناء) وكتب فيما بعد الملاحظات عنها، وكان نتيجة تلك الرحلة المجهدة تقرير عن الحالة البائسة للسجناء. كان هم انطوان جيخوف تحسين الاوضاع الاجتماعية، ولم يحل لمرضى السل، الذي سيقتله وهو في الـ44 من عمره من العمل بجدية اكبر (وحتى في ايام الصيف التي كان يمضيها في الريف، اصطف الفلاحون باستمرار خارج منزله طلباً في مساعدته في علاجهم). لقد فتح المدارس والمكتبات والمستشفيات، ومنح مساعدات جمة لإطعام المعوزين وادوية لمرضى الكوليرا والتيفوئيد. إنً المئات من قصصه تقدم صوراً ومشاهد لروسيا قبل الثورة، كما ان مسرحياته الخالدة ليست فقط من منجزاته. ان هذا الكتاب يقدم انطوان جيخوف، مبدعاً فذاً وانساناً عمل لمجتمعه الكثير. عن/ الصنداي تايمز
صورة أنطوان جيخوف
نشر في: 9 فبراير, 2010: 04:29 م