ali.H@almadapaper.net
الحمد لله أن انتهت الأزمة الدبلوماسية بين عشائر الفضيلية سريعاً، ووقى العراق شرّ حرب أهليّة نحن في غنى عنها في مرحلة عصيبة نواجه فيها إرهاب داعش ، وإرهاب التخلّف وروزخونيّة موفق الربيعي في وقت واحد.
ذلك أنّ حالة الصراع العشائري في جمهورية الفضيلية ، أوجدت العديد من مناسبات الصدام بالقاذفات والهاونات ، لولا تدخل أطراف " عاقلة " لاحتواء الموقف المتفجّر، وكان آخرها إصدار قانون العشائر، الذي اتضح بالدليل القاطع ، أنه ما كان له أن يرى أبواب مجلس النواب، لولا الاهتمام الذي أولاه السادة المستشارون في رئاسة الجمهورية ، الذين بشّرونا بأنهم مع " مدنيّة العشائرلا مع عشائرية الدولة " ، وهذا المصطلح الذي نحته النائب شيروان الوائلي لكثرة مطالعاته في الفلسفة التفكيكيّة ، للأسف نعيش اليوم مع موجة من التصريحات الغريبة ، نائب يذكّرنا بمصلح " يشوّر " ، وآخر يريد لأرصفة العراق أن تطفو بالدم ، وثالث أعاد لنا أمجاد حذاء عالية نصيف ، مصطلحات وأفعال لانهاية لها من أبطال البرلمان، الذين عوّدونا على أنّ الانتماء للوطن ليس مهمّاً جداً، وأنّ المشكلة فقط في وصف المواطنة ، هل هي في غياب الدولة ، كما أخبرنا النائب عبود العيساوي ، أم في وضع تشريعات تتيح لرئيس العشيرة أن يتولى منصب القاضي ، وضابط الشرطة ، ومنظّم المرور ، ومسؤول عن الحصة التموينية؟ المهم في النهاية أن نفكّك أوصال الوطن مثلما فكّكنا من قبل أواصر الرحمة وأوصال المواطنة.
في كتاب "ماذا عن الغد" يقول التفكيكي جاك دريدا "إن الخصم الرئيس للبشرية هم صنّاع التخلّف الذين يأخذوننا معهم كل يوم إلى الهاوية. "
هل تريدون مزيداً من دروس التفكيكيّة، أعيدوا الاستماع لحديث المستشار الجمهوري شيروان الوائلي الذي أدلى به قبل أيام في أحد برامج " التوك شو " وبه يتقمّص شخصيّة مدير تسويق، أو مسؤول دعاية وإعلان في وكالة تجاريّة ، ليتحدّث عن اضطرار رئاسة الجمهورية لخوض معترك العشائرية ، حمايةً للعراق من الخارجين على القانون ، من خلال عبارات من عيّنة : أننا بلد عشائري ، وأن العشائر هي التي وضعت أُسس الدولة العراقية ، والأعراف العشائرية القديمة كانت الأساس في بناء الدولة المدنية ، حتى تخيّلت أنني أقرأ في رسالة الإنكليزي جون لوك في الحكم المدني .
سيضرب أحد القرّاء حتماً ، كفّاً بكفّ لأنني مازلتُ أرطن بأسماء دريدا ولوك مضافاً إليهم الزعيمة عالية نصيف.
يسأل أندريه جيد ، صاحب كتاب الأمل أندريه مالرو : لماذا لايوجد أغبياء في روايتك هذه ؟ فيجيب مالرو مبتسماً: إنني لا أكتب لكي أُثير الملل في النفوس، أمّا عن الاغبياء، فهناك الكثيرون منهم في الحياة.
نعم عزيزي القارئ شاهد الفضائيات ، وستجد أننا نعيش عصر الأغبياء بجدارة.
جميع التعليقات 2
بغداد
الأستاذ علي حسين صح كلامك فعلاً نحن نعيش عصر الأغبياء بجدارة عصر ام القواطي و ام البطالة ام قادرة عالية نصيف ومُنَظِرْ المدينة العشائرية الكنفوشيستية الفاضلة شروان الوائلي وفيلسوف الزمن الغبي الأغبر ابراهيم القشمري المقبورين في المنطقة الخضراء خانة إنسان
أبو أثير
سيدي الكريم ... المشكلة في العراق منذ تقريبا ما بعد أنقلاب 8 شباط ألأسود في عام 1963 أن هناك حفنة ومجموعة تصدرت السلطة والحكومة بالقوة وبألأنقلابات وهم يعتبرون بالمصطلح السياسي المغامرون السياسيون الطارئؤن ... حيث تصدرت السلطة ومغانمها المادية والمعنوية و