بقلم / زيدان الربيعيهناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم يتركون أثرا طيبا خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر الذي كافأهم بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي. في زاوية (نجوم في الذاكرة) سنحاول الغور في مسيرة أحد نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها،
حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عدة على اعتزالهم اللعب وحتى قسم منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى. نتحدث في الحلقة الثالثة والأربعين عن مسيرة لاعب فريق القوة الجوية والمنتخبات العراقية السابق سعدي يونس الذي ولد في بغداد بداية خمسينيات القرن الماضي ولعب نحو38 مباراة دولية، إذ سيجد فيها القارئ الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.بداياته: بدأ اللاعب سعدي يونس مع الفرق الشعبية في منطقة كرادة مريم ببغداد ثم انتقل إلى فريق ناشئة السكك بأشراف المدرب الراحل جرجيس الياس في منطقة الصالحية وكان معه اللاعبون علي كاظم، ثامر يوسف، حساني علوان، فتاح محمد، جلال عبد الرحمن واستمر مع هذا الفريق لسنوات عدة، حيث صقل موهبته بشكل جيد وبعد أن التحق بالخدمة العسكرية ساعدته موهبته الكروية في الانضمام إلى فريق المشاة، احد أهم الفرق العسكرية في سبعينيات القرن الماضي ولعب أول مباراة له مع هذا الفريق ضد فريق الكلية العسكرية في المباراة النهائية لبطولة الجيش وتمكن من تسجيل هدف في هذه المباراة وقد استمر مع هذا الفريق لمدة غير قصيرة ثم انتقل بعد ذلك إلى فريق النفط الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثانية وسبب انضمامه إلى نادي النفط يعود إلى كونه موظفا في النفط.وكانت نقطة التحول قد حصلت في حياة اللاعب سعدي يونس عندما قرر الانضمام إلى فريق الكهرباء " الصناعة حاليا " وبقي معه لمدة أربع سنوات ولعب إلى جانب اللاعب الكبير ضرغام مهدي الحيدري الذي رافقه في رحلة البروز والتألق إلى جانب اللاعب حميد سلمان. ونظرا للمستوى الجيد الذي قدمه مع فريق الكهرباء تحركت نحوه إدارة نادي القوة الجوية من اجل ضمه للفريق وقد نجحت في إقناعه لينضم إلى هذا الفريق عام 1975 الذي كان يضم مجموعة من اللاعبين المعروفين أمثال كاظم وعل، ناجح فاضل، المرحوم كاظم كامل، حميد سلمان، سعدي توما، وكان سبب تحرك الإدارة المذكورة نحوه وحميد سلمان كما يقول: يعود إلى أن أعمار لاعبي القوة الجوية الكبار بدأت تتقدم وكان هناك مجبل فرطوس ، صاحب خزعل في طريقهما إلى الاعتزال لذلك حاولت الإدارة تطعيم الفريق بوجوه جديدة، لكنها مجربة في اللعب بدوري الكبار. وقد بقي سعدي يونس لاعبا في صفوف فريق القوة الجوية إلى عام 1981، حيث تعرض إلى الإصابة وتمت معالجته في لندن ثم أدت هذه الإصابة إلى اعتزاله اللعب بشكل نهائي عام 1982.مسيرته الدولية في حين كانت مسيرة اللاعب سعدي يونس مع المنتخبات الوطنية مسيرة جيدة برغم انه برز في وقت كانت المنتخبات العراقية تزخر باللاعبين الكبار، حيث اختير إلى المنتخب الوطني الذي شارك في بطولة كأس فلسطين الثانية التي جرت في ليبيا عام 1973 إلى جانب نجوم كبار أمثال شامل كامل، فلاح حسن، عليوي حسين بطوش، جلال عبد الرحمن، المرحوم كاظم لعيبي، ثامر يوسف، جليل حنون، ورحيم كريم، ثم شارك مع المنتخب الوطني عام 1974 ببطولة كأس آسيا التي جرت في طهران والتي حصل فيها منتخبنا على المركز الرابع وكان هناك نجوم كبار في هذا الفريق أمثال علي كاظم وفلاح حسن، ثم شارك مع المنتخب الاولمبي في تصفيات دورة مونتريال الاولمبية عام 1976 التي جرت في طهران.ومن المفارقات في حياة اللاعب سعدي يونس أنه مثّل المنتخب الوطني قبل منتخب الشباب بأكثر من ثلاث سنوات ! حيث كان بين صفوف أول منتخب عراقي للشباب شارك في بطولة آسيا للشباب في البطولة التي جرت في الكويت عام 1975 والتي أحرزها مناصفة مع المنتخب الإيراني، وفي عام 1976 كان أيضا مع منتخب الشباب الذي شارك في بطولة شباب آسيا التي جرت في بانكوك والتي حصل فريقنا فيها على المركز الثالث.وعن السبب في تداخل لعبه بين المنتخب الوطني ومنتخب الشباب يقول سعدي يونس: أن المدرب المرحوم ثامر محسن كان مدربا للمنتخبين الوطني والشبابي، لذلك منذ عام 1973 كنت لاعبا في المنتخب الوطني، لكن عندما تسلم المدرب المذكور مهمة منتخب الشباب قرر ضمنا أنا ومجموعة من اللاعبين إلى هذا الفريق، لأنه يعرف مستوانا الفني والبدني بصورة جيدة برغم أننا كنا لا نقتنع برؤيته هذه على اعتبار أن اللاعب الذي يمثل المنتخب الوطني يكون قد وصل إلى مرحلة تفوق مرحلة اللاعبين الشباب الذين يلعبون مع منتخب الشباب، لكن برغم كل هذا كنا نحترم رؤية المدرب ونلعب بحرص وإصرار.أجمل مبارياتهلعب سعدي يونس العديد من المباريات الجميلة إلا انه يعتز كثيرا بمباراة المنتخب الوطني الودية ضد منتخب تونس التي جرت في بغداد وانتهت بالتعادل السلبي. وعن سبب اعتزازه بهذه المباراة يقول: أن المدرب الراحل ثامر محسن كلفني بمراقبة اللاعب التونسي الكبير طارق ذياب وقد نجحت في أداء المهمة بشكل لافت للنظر حتى أن رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم آنذاك فهد جواد الميرة كرم الفريق ببطانية لكل
سعدي يونس.. لاعب غيور إستعان به المدربون في منتخبين
نشر في: 9 فبراير, 2010: 05:34 م