ميونيخ  / فيصل صالحاذا كان من حق جمهور كرة القدم العربي بصفة عامة وجمهور الكرة المصري بصفة خاصة ان يعبر عن سعادته بهذه الطريقة الرائعة التي امتزجت فيها المشاعر الجياشة ودموع الفرح التي غزت شوارع القاهرة وجميع مدن مصر المحروسة بفوز المنتخب المصري بلقب الأمم الأفريقية  بكرة القدم السابع واللقب الثالث بصورة متتالية
 فمن حق حسن شحاتة أن  يعبرعن سعادته اضعاف تلك السعادة التي عمت الساجدين والعتاولة من لاعبي المنتخب المصري..والسبب في ذلك هو أن المنتخب المصري الذي تربع على القمة الأفريقية ثلاث مرات تحت اشراف هذا المدرب الكبير هو غيره الذي شهده تأريخ الكرة المصرية منذ ظهور ماركتها الأصيلة والتي حملها لاعبون كبار من أمثال صالح سليم ومحمود الجوهري وحمادة إمام وشحتة ورضا والشاذلي ومصطفى رياض وعلي ابو جريشة وطه بصري وفاروق جعفر ومحمود الخطيب وطاهر ابو زيد وحتى المعلم حسن شحاتة نفسه.اقول هو يختلف عن تأريخ المنتخب المصري في الوقت الحاضرلأن هذا المنتخب فرض نفسه على الساحة الأفريقية بكل شيء وتمكن أن  (يفرهد)..ومعنى الفرهود في اللهجة العراقية الدارجة هو الأستيلاء..تمكن أن (يفرهد) جميع القاب البطولة الأفريقية التاسعة عشرة بحيث لم يسبق لأي منتخب مصري او عربي او أفريقي ان يحقق ما حققه منتخب مصر على المستويين الفرقي والشخصي..اللقب مصري..أحسن لاعب في البطولة وفي تأريخ مصر الحديث اقترن بـ(عميد ) الكرة المصرية الأول اللاعب الكبير أحمد حسن..هداف البطولة اقترن بالأكتشاف الجديد للمعلم حسن شحاته والمتمثل باللاعب الموهوب جدو الذي لا يختلف بالموهبة الكروية والحس التهديفي سوى بالشكل واللون عن افضل هدافي الكرة الأفريقية والعالمية..أفضل حارس للعنكبوت المصري عصام الحضري..الذي يعتبر الضلع الثالث من الاضلاع التي وقف المصريون عليها بثبات في البطولات الأفريقية الثلاث..أفضل لاعب في اللعب النظيف محمد فتح الله الذي كان عنوان الأداء المصري في هذه البطولة..أفضل خط دفاع افضل خط هجوم.ولهذا من حق حسن شحاته الذي أعطى لبعض اللاعبين الذين اصابهم غرور الشهرة الأوروبية درسا في الألتزام والأخلاق وابعدهم عن تشكيلة المنتخب المصري حفاظا عليهم من (الفيروسات) المعدية في وقت احتاج فيه لاعبو مصر الى صمام امان وضابط ايقاع من الطراز الأول حتى تتمكن عناصرها من تحقيق هذا الانجاز غير المسبوق.وكذلك قدم شحاته وفي مناسبة هذا (الفرهود) المصري في انغولا قدرة تدريبية وموهبة فنية استندت الى تأريخ هذا المدرب الكبير عندما كان أحد أعمدة الكرة المصرية اذ كان على مستوى الأداء او على مستوى السلوك والخلق العالي والرزين الذي تميز به شحاته الأنسان قبل ان يكون اسطورة من اساطير الكرة العربية والمصرية والأفريقية.وهذا الخلق والسلوك سبق وتحدث به لي لاعب المنتخب العراقي ونادي الشرطة السابق طارق عزيز قبل اكثر من ثلاثين عاما عندما كان شحاتة يلعب في الكويت واكد لي عزيز بأن حسن شحاتة انسان قبل ان يكون نجماً من نجوم كرة القدم ..ويبدو أن هذا الفارس الاسمر لم يخذل الواثقين من سلوكه العالي ولاسيما بعد ان قاد منتخب مصر بهدوئه وبسلوكه التربوي وقدراته التدريبية للتربع على(قمة) الكرة الأفريقية ولعب الدور الرئيس في جميع الأنجازات التي حققها الساجدون في ليلة الحادي والثلاثين من كانون الثاني عام 2010  وكذلك في عملية (الفرهود) التي قام بها نجوم الكرة المصرية في انغولا ..الله كم أنت عظيمة يامصر.