منذ السادس عشر من آب 2016 يجري اعتقال الروائية الشهيرة آصلي أردوغان ، أحد أهم الأصوات في الأدب التركي المعاصر ، ووجهت إليها تهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية و"المساس بالوحدة الوطنية"، على الرغم من أن التهمة الأخيرة تم اسقاطها الشهر الماضي.ومنذ ذلك الو
منذ السادس عشر من آب 2016 يجري اعتقال الروائية الشهيرة آصلي أردوغان ، أحد أهم الأصوات في الأدب التركي المعاصر ، ووجهت إليها تهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية و"المساس بالوحدة الوطنية"، على الرغم من أن التهمة الأخيرة تم اسقاطها الشهر الماضي.ومنذ ذلك الوقت يطالب الكتاب والمثقفون بالإفراج عنها، وكانت الكاتبة تعمل في هيئة تحرير جريدة «أوزجوز - جونديم» التي تم اغلاقها في ظل حالة الطوارئ التي تلت الانقلاب الفاشل فى 15 تموز، في سياق حملة اعتقال لأكثر من 20 صحفيا. وآصلي، لا تجمعها صلة قرابة مع الرئيس رجب طيب أردوغان، كما قد يتوهم بعضهم من اسم عائلتها.ويعتقد محامين بارزين ونشطاء في حقوق الإنسان ان اعتقالها هو خرق لكل من الدستور التركي والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان،.
وتعتقد مجموعة متكونة من 18 من الخبراء من بينهم عدد من القضاة والأكاديميين ان هذا الاحتجاز الذي يسبق المحاكمة المقررة للكاتبة يعد اجراء تعسفيا ، غايته على ما يبدو الحد من المعارضة السياسية، وانتقاد، نظام الرئيس رجب طيب أردوغان.
ويقول احد المحامين الاتراك البارزين ،: "ان ما يحدث هو تدمير لحياة أصلي أردوغان لغرض تخويف الناس وأمثالها من الكتاب."
فيما اشارت محامية تركية اخرى ، الى ان قرار احتجاز آصلي أردوغان غير عادل وغير قانوني.
واضافت " أن اجراء احتجاز المتهم قبل اجراء المحاكمة يتم اتخاذه في ظروف استثنائية عند توفر وقائع تظهر شكوك قوية في ارتكابه الجريمة، ويكون هناك سبب وجيه للاحتجاز"،
"وفي قضية أصلي أردوغان وعلى الرغم من أنها اتهمت بارتكاب جريمة خطيرة للغاية ولكن لا يوجد أي دليل" قوي "على هذه الجريمة. فهل ان معارضتها للاجراءات الحكومية يعتبر دليلا لهذه الاتهامات؟ بالطبع لا."
وقالت المحامية أن احتجاز آصلي أردوغان لا ينسجم مع الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان الذي يعتبر الاحتجاز كإجراء وقائي. وأن الاتفاقية تحظى بالأسبقية على القانون التركي في الحالات التي يكون فيها الطرفان في حالة نزاع.
وأضافت المحامية، "ان آصلي أردوغان كانت تكتب بشجاعة حول القضايا التي تحرق كل من يجرؤ على المساس بها وذكرها، مثل المسألة الكردية التي منعت الحكومة التركية الحديث عنها خارج نطاق ما تسمح به، مثل قضايا المدنيين الذين قتلوا، وقضايا القتلة الذين لا يخضعون للمساءلة من قبل الدولة ... نحن أمام واقع يعاقب فيه الكاتب فقط لأنه يعبر عن وجهات نظر لا ترتضيها الحكومة وبعض الجماعات الأخرى "
، وكانت الروائية التركية أليف شفق، قد كتبت رسالة إلى أردوغان وهي في سجنها في اسطنبول.
قالت فيها "لقد اتهموك" بكل هذه الأشياء الفظيعة "ولكن لا احد منهم مقتنع في قرارة نفسه بهذه الاتهامات."أنت شخصية ترغب في ان ترى عودة للانسجام بين الأتراك والأكراد. وتهتم بمواطنيها. انت آخر شخص على وجه الأرض يمكن اتهامه "بالتحريض على العنف والإرهاب".
"نحن – جميعا الكتاب والقراء - ننتظر بفارغ الصبر اليوم الذي ستخرجين فيه من بوابات السجن الذي سيأتي حتما ولن يتمكن احد من هزيمتك".
وأثارت قضية الكاتبة انتقادات دولية من جماعات حقوق الإنسان والاتحاد الأوروبي، وسط مخاوف متزايدة بشأن حملة الرئيس أردوغان على وسائل الإعلام وجماعات المعارضة في السنوات الأخيرة. الحملة كثفت بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز الماضي والسلطات الواسعة التي منحها للحكومة اعلان حالة الطوارئ.
ويقول الكاتب الانكليزي كات لوكاس، "نحن نعتقد ان الاعتقال المستمر لآصلي أردوغان هو انتهاك لحقها في حرية التعبير ونرحب بالآراء القانونية التي تدعم هذا الرأي" ، معلنا أنه "لا توجد أسباب قانونية لسجنها. ونحن نحث السلطات التركية على اإطلاق سراحها، وغيرها من العديد من الكتاب المعتقلين بصورة غير قانونية في أعقاب الانقلاب، وعلى الفور ودون قيد أو شرط ".
أن آصلي أردوغان محتجزة لمجرد ممارستها حقها السلمي في حرية التعبير: " وان استمرار احتجازها هو دليل دامغ على سياسة القمع التي تمارسها الحكومة التركية، والتي تواصل شن حملة لا هوادة فيها لاسكات الأصوات المعارضة والمنتقدة لسياساتها."
ومن المتوقع أن تعقد في 29 كانون الاول الجاري جلسة الاستماع الأولى في قضيتها. و مثل هذه المحاكمات غالبا ما تستمر لفترة طويلة.
عن: الغارديان










