دبي / سلام المناصير في آخر يوم لي في أنغولا وتحديدا في عاصمتها المخيفة ليلا " لواندا " قررت أن أبعث برسالة إلى الفرقاء الرياضيين وبخاصة المتصارعين على إتحاد الكرة من أعضاء منحلين واعضاء مؤقتين واللجنة الأولمبية .
الكل يتفق أن الحل لا بد أن يكون بالحوار ولا لغة غير ذلك لأن من أتخذ قرار تجميد الإتحاد تأكد مئة بالمئة أن فيفا لن يقتنع بأي خطوة إلا بالتراجع عن قرار الحل ، وبالمقابل فان الكابتن حسين سعيد يدرك تماما قبل غيره أن الرجوع إلى الوراء لن يكون سهلا وربما مستحيلا في ظل غياب الثقة والأمان ! وعلى هذا الأساس فأفضل صيغة للوصول إلى نقطة مشتركة بين الفريقين هي : الهدوء والتحاور بعقلانية ووضع المصلحة العامة على أرض الواقع وكفانا شعارات ومزيدات على الآخرين. قبل البطولة الأفريقية بيوم واحد جمعني لقاء مع كمال شداد رئيس الإتحاد السوداني لكرة القدم وبعد أن عرف أني من العراق الحبيب ( كما يحب ان ينادي ) قال لي بالحرف الواحد : أين وصلت أزمة الكرة العراقية ؟ أجبته بإبتسامة حزينة : لا جديد .. الإتحاد منحل ولجنة مؤقتة تسيّر الأمور وفيفا مجمّد للنشاطات .. ردّ عليّ قائلا: فيفا لن يتراجع عن قرار التجميد ما لم يعد الإتحاد السابق أو يتوصل الطرف الآخر الى قناعة موحدة في الداخل تجبر الإتحاد الدولي على إعادة النظر في الأمر .جملة واحدة توقفت عندها طويلا : لا تراجع من كل الجهات .. الموقف واحد من كل الأطراف.. التعليق مشترك من جميع الإتحادات .. ومن الضحية ؟ أنها كالعادة ، اليتيمة والحزينة في بلاد الرافدين : كرة القدم !وعند تنقلي إلى مدينة بينغلا ألتقيت في أول يوم لي في هذه المدينة السياحية الهادئة سمير زاهر رئيس الإتحاد المصري لكرة القدم (الذي لم يسلَم من الإنتقادات في بلده وربما الفوز بكأس أفريقيا يمنحه دعماً جديداً ) ، وأثناء الحديث قال لي : إن شاء الله يعود العراق إلى عظمته وأن تحل جميع مشاكله . قاطعته : كابتن هل تقصد الرياضية أو الأمن أو السياسة ؟ فاجابني : كلها يارب .ثم سألني زاهر عن جوهر الخلاف بين الأولمبية واتحاد الكرة فقلت له : المشكلة يا باشا في عدد الهيئة العامة .. فيفا يقول فقط 63 عضواً والآخرون يرفضون ذلك ويطالبون بالتوسيع والزيادة .هنا قاطعني وقال متسائلا: لماذا 63 عضواً .. هل في العراق 63 نادياً فقط ؟ الاجابة طبعا : لا نحن نملك مئات الأندية ولكن فيفا يقول هذه الضوابط والمعايير .رد مستغربا : (طيب .. نحن في مصر لدينا الهيئة العامة تتجاوز الـ 150 عضواً ، بل أكثر بكثير، نحن أندية الدرجة الممتازة والأولى والثانية والثالثة يدخلون ضمن الجمعية العمومية للإتحاد ولا يتدخل فيفا بتقليص العدد او زيادته ما دامنا في الداخل متفقين على هذا الشيء والكل يشترك في الإنتخابات والافضل من يفوز ). أنتهى كلام زاهر ومن حقي أن أتأمل في ما ذكره : فهل العراق الوحيد الذي تفرض عليه هذه المعايير.. ولماذا نحن من دون الدول الأخرى عصا التهديد والحرمان والعقوبات موجهة إلينا وتلاحقنا في كل زمان ومكان .. فهل هو قدرنا أو دليل أكيد على ضعفنا وإستغلال الآخرين لفرقتنا ؟رعد حمودي يطالب بتوسيع الهيئة العامة وحسين سعيد يقول لا مانع من ذلك أذا ما وافقت المنظمة الدولية .. فلماذا يرفض فيفا خياراتنا ويحتم علينا القبول بالمختلف عليه.. فهل هناك يد خفية تعمل للإضرار بمؤسستنا الرياضية أو أنها بالفعل لوائح دولية ستطبق على الجميع والبداية من أرض الرافدين؟تساؤلات مشروعة والإجابات متأكد أنها لن تأتي على الأقل في المستقبل القريب .. ولكن يبقى السؤال المحير : متى وأين وكيف ستنتهي أزمة إتحاد الكرة العراقي ؟هل سنخسر مشاركات منتخبات الشباب والناشئين في بطولة آسيا بعد أن ذهبت علينا مشاركتا اربيل والنجف في كأس الإتحاد الآسيوي .. وهل سنرفع الراية البيضاء ونتنازل عن لقبنا القاري من قبل أن ندخل في الأجواء لأن القرعة باتت قريبة وقريبة جداً .. وهل سيكون عام 2010 عاما لغياب المشاركات الخارجية من أندية ومنتخبات ؟بصراحة : هل غاب الرجال الأوفياء لبلادهم .. وهل بالفعل طغت المصلحة الشخصية على الوطنية .. وهل وهل وهل .. أتصور أن " هل " لن تنتهي حتى الغد !* اعلامي رياضي في قناة الـ mbc.