يفرض النسيان والتناسي نفسه واقعاً ملموساً في سلوكيات البشر وتعاملهم مع الأحداث بصورة غريبة في الصور والمواقف التي يمرّ بها ويتأثر وقد تكون نافعة بعض الأحيان من أجل الاستمرار والتغلّب على المصاعب والعكس صحيح أيضاً فقد تكون من ابواب الظلم التي تحفّ بنا من حيث لا نعلم !
شاهد القول الاستطلاعات واستفتاء الرأي الذي يشهده الشهر الأخير وربما الاسبوع الاخير من كل عام لتقييم الاحداث والاشخاص في ميدان الرياضة كاختيار افضل لاعب كرة وافضل رياضي وفريق ونادٍ والبرنامج الرياضي الافضل والمقدم والصحفي وغيرها من المسمّيات التي تخص الواقع الرياضي ، حيث تسلط الاضواء في الغالب على الاحداث التي تشهدها الفترة الاخيرة والتي اشرنا اليها من العام وهنا تضيع حقوقاً كبيرة لمسميات مهمة حدثت مطلع العام وغلّفها النسيان في الوقت الذي تستحق ان تكون فيه على قمة هرم الاحداث والاسماء وهي حالة مصاحبة لأغلب الاستطلاعات والاستفتاءات التي نشهدها من قبل وسائل الإعلام المحلية ولم نلمس في يوم من الايام الموضوعية والشفافية في الاختيارات، بل نرى العشوائية وما لا يقبله المنطق والعقل في التصنيف وتربك المتابعين والجمهور الذي لابد أن تهتز ثقته بهذه الاستفتاءات مهما تكن مهنيتها المعتمدة وإن كنت أشكّ بذلك.فهل من المعقول أن تفوز أربعة برامج رياضية بالمركز الأول في منطقة واحدة وكأنها فصّلت على أهواء مَن أجرى هذه العمليات التي تفترض مهنية ودقة عالية في اختيار العيّنات العشوائية التي تعتمد في التصنيف فيما يختلف اللاعب الأفضل والنادي والإنجاز بصورة غير معقولة؟ هناك أيضاً ظاهرة التأثير في الوقت الضائع حيث تصلنا عشرات الرسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل اصدقاء ومتابعين تحثّنا للاختيار بدافع النخوة لصديق أو رياضي او اتحاد ومن الممكن أن نتحمّل زعل فلان وفلان بسبب عدم الاستجابة لرغباتهم.ان الاستفتاءات في جميع ضروب الحياة والرياضة منها هي حالة حضارية متطورة تعكس رقي الجمهور والشعوب عموماً وتخضع لمعايير علمية معروفة لابد لنا أن نتعامل معها وفق هذه الاساسيات أو نتركها للمعنيين ولا يمكن أن تكون وكالة الانباء الهامشية التي لا تنال شعبية واسعة ومعرفة بها من المتابعين هي الافضل باستفتاء لا يتجاوز عدد المشتركين فيه اصابع اليد الواحدة والأمر لا يمكن ان يكون منوطاً بما ننشره وفق مزاجياتنا وسلطتنا في هذا المنبر الإعلامي كما لا يمكن ان نغضّ الطرف عن انجاز رياضي عالمي ناله بطل معروف بشقّ الأنفس ليهمل بطريقة غريبة مع نتيجة أخرى في بطولة هامشية لا تستحق الذكر.
وأود اخيراً أن أشير الى ان عدد من النقاد الرياضيين والمحللين الذين باتت وجوههم معروفه جماهيريا يتحملون وزر الضبابية والتعتيم على الاسماء والنتائج المشار اليها بسبب تناقض مواقفهم من منبر إعلامي الى آخر بآلية تخضع لمجاملتهم لتلك القناة الفضائية وذلك المنبر الإعلامي ويذكرني هذا الموقف المتعاكس في الطروحات حتى مع ملف استقدام المدرب الأجنبي لمنتخبنا الوطني أو الاعتماد على المدرب المحلي فهو في برنامج يوم الأحد صباحاً يقاتل لأجل المدرب المحلي وبعد يومين مساء نراه يناقش بالأدلة العقلية والنقلية عن ضرورة جلب المدرب الأجنبي لانه الافضل ، وما دمنا نتعامل بهذه الروحية والهامشية وعدم احترام الرأي وموضوعيته فإن أي استفتاء مهما كان حجمه من الصعب أن نبني عليه مصداقية أو نأخذه على محمل الجد بتكريس واقعنا الرياضي وافضليته وفقاً للإنجاز.
غياب مصداقية الاستفتاء
[post-views]
نشر في: 26 ديسمبر, 2016: 09:01 م