إياد الصالحي ضوء أحمر سلّطه الزميل العزيز سلام المناصير في هذا العدد لكل من تهمه أزمة اتحاد الكرة المنحل من خلال استنارته بحكمة اثنين من ابرز رجال الكرة العربية واكثرهم حنكة وفلسفة في شؤون اللعبة هما كمال شداد رئيس اتحاد الكرة السوداني وسمير زاهر رئيس اتحاد الكرة المصري ، حيث نبّها الى ضرورة اعادة النظر في قضية الاتحاد من زاوية مصلحة البلد في محورين الاول :
زج اتحاد الكرة المنحل في خلية المباحثات عن كيفية اقناع الاتحاد الدولي لكرة القدم بغية رفع التجميد عن الكرة العراقية وهي رسالة مباشرة الى اللجنة الاولمبية الوطنية ، والثاني : توسع قاعدة الهيئة العامة لاكثر من 150 عضواً مثلما اشار سمير زاهر ، مؤكدا ان اندية الدرجات الاولى والثانية والثالثة تشترك في تكوين الهيئة العامة في مصر ولا علاقة لفيفا بذلك طالما ان من صاغ اللائحة الانتخابية هم اعضاء الهيئة انفسهم بموجب قناعات مشتركة تحمي مصلحة اللعبة ولا تسمّم اجواء العلاقات الى حد عدم التقارب اوالتنازل اوالتضحية !من حق رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية رعد حمودي ان يدفع تهمة الضغوط الحكومية او غيرها عن ارادة قرار مكتبها التنفيذي والتأكيد اكثر من مرة بانه لا تراجع عن قرار حل اتحاد الكرة إلاّ عندما تشعر الاولمبية بانها حققت اهدافها بتصحيح اوضاع البيت الداخلي للعبة ، هذا امر جيد يحسب لها لانها المسؤول الاول والاخير عن كل ما يترتب من عقوبات واضرار ومصادرة حقوق مشاركة المنتخبات الوطنية مستقبلاً في ظل اصرار فيفا على عدم قبول اجتثاث مجلس ادارة الاتحاد وتسليم مقدراته بيد لجنة مؤقتة ، الا اننا اخذنا نرسم علامات الاستغراب مؤخراً من تراجع الاولمبية عن بيانها السابق وكأنها ادركت فداحة ما تقوّل به امينها العام د.عادل فاضل بان زيارة لوزان لم تكن لها صلة بأزمة الكرة من قريب او بعيد ، ولم يجر مناقشتها مع رئيس اللجنة الاولمبية الدولية جاك روغ ، وهذا ينافي التصريحات التي اطلقها الامين المالي سمير الموسوي قبله بان ملف الازمة سيكون على رأس جدول اعمال رئيس اللجنة الاولمبية وامينها العام خلال تلك الزيارة ، وجاء الدليل في حديث رعد حمودي للزميلة (الملاعب) قبل ايام كاشفاً تحاوره مع مدير العلاقات الدولية بيرو ميرو اثناء الزيارة نفسها بخصوص قرار حل الاتحاد وتلمسه التفهم الكامل من الاولمبية الدولية لموجباته مع عدم تحديد مدة معينة لمعالجة الملف ، ووعدِه للمسؤول الدولي بان الحلول موجودة وستنتهي معضلة الانتخابات بسرعة قبل تفاقم تداعيات العلاقة بين فيفا والعراق ويخسر الأخير المزيد من رصيده الكروي عربياً وقارياً وعالمياً !اليس هذا التناقض ما بين إدعاء هاتفي من لوزان بالبراءة من ازمة الكرة اثناء لقاء روغ وبين حقيقة ما نشرته ( الملاعب) من تشاور جدي مع مسؤولي العلاقات والقانون في الاولمبية الدولية يضيف دليلا جديدا على ان اصل ( الطبخة) التنفيذية لم تتهدرج على شعلة زرقاء بواقعيتها غير مؤججة برياح الضغينة والكُره والاقصاء العمد؟ثم ماذا كان يرمي رعد حمودي من اقحامه الحكومة في عبارة : (من الطبيعي ان يكون هناك دور مهم للحكومة يتناسب مع دورها المؤثر في دعم اللجنة الاولمبية من الناحية المالية وان اي قرار يُتخذ سيكون حصراً بيد المكتب التنفيذي) ! ما علاقة التمويل الحكومي للاولمبية أسوة بمئات القطاعات الرسمية وشبه الرسمية التي تغطي ميزانياتها الحكومة من اجل اعادة بناء البلد بعد الخراب الذي ولدته ظروفه القاهرة، ما علاقة ذلك بقرار الاولمبية السيادي كما تزعم، هل هي رسالة مشفرة بان حمودي لا يمكنه حسم القضية من دون ان يرفع اصبعه لإستئذان موافقة د. علي الدباغ الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية الذي سبق ان دخل طرفا في الازمة من خلال تسلمه ملفها الانتخابي قبل ان يطالب الاتحاد المنحل بسحبه منه بحجة عدم حياديته وتأثيره على الهيئة العامة لتتبنى القرار 16 لعام 1986 بحسب تصريح ناجح حمود نائب رئيس الاتحاد المنحل لاحدى القنوات الفضائية ؟نثق بشكل مطلق بنيات رعد حمودي الطيبة لايجاد حل سريع يضمن حقوق الجميع لكننا نطالبه بالمصارحة اكثر : من يقف حائلا امام عدم إقرار الحل الذي طرحه امام الاولمبية الدولية ، واي عاقل يصدق القول بان مدة الازمة ستبقى مفتوحة ، الا يعني ذلك فتح الباب امام مبادرات بثياب المزايدات وربما مؤامرات جديدة تطيح بآخر جدار فاصل بين الكذب والحقيقة في ازمة الكرة ؟خذوا الحكمة من شداد وزاهر ، لا حل إلاّ في بغداد ، ولا قناعة تلد إلاّ من رحم لقاء تصارحي ووطني يضع العراق اولا " الرمز الاكبر" الذي من اجله تهون جميع تضحيات حمودي وسعيد وبقية العناوين المثيرة في سيناريو ( الكرة العراقية حبيسة الأنا والنفوذ والتضليل ) !
مصارحة حرة: لا تقدم.. الأولمبية تتراجع!
نشر في: 9 فبراير, 2010: 05:43 م