ali.H@almadapaper.net
الرسائل وصلت.. هكذا قالت الروايات المتسرّبة من كواليس اختطاف الزميلة أفراح شوقي ، حدث ذلك أيضاً قبل أيام حين تجولت عصابات الجريمة المنظمة بكل حرية لتغتال عدداً من المسيحيين .
الرسائل وصلت إلى كل من يحاول أن يقول لماذا يتجول المسلحون في المدن بكل حرية من دون أن يحاسبهم أحد ؟!
ليس المهم هنا لصالح مَن خُطفت أفراح شوقي ، أو أن عملية الخطف هذه لم تكن سوى إضافة جديدة إلى العبث الموجود في شوارع العراق الآن .
وليس المهم أن يستنكر معصوم أو ينفعل العبادي أو يقلق سليم الجبوري ، المهم ان حركة إرادة" حصلت على أول إجازة تأسيس حزب رسميّة ، الحمد لله أصبح لدينا أخيراً حزب سياسي " ننبطح " بظله ، الغريب أن رئيسة الحزب لم تستنكر خطف صحفية عراقية ، لكنها ملأت الجوّ صراخاً وعويلاً يوم منع الأمن البحريني نساءً بحرينيّات من التظاهر .
لقد عشنا من قبل ظاهرة رمي الصحفيين من سطوح البنايات ، وقبلها سيناريو الاغتيال بدم بارد وكلها غزوات الغرض منها نشر نظرية الخوف التي سيتم من خلالها تدجين الجميع واقتيادهم، وبناء جمهورية رعب جديدة على أنقاض جمهورية الخوف التي ظن الناس جميعاً أن ستار النهاية أُسدل عليها.
رسالة الخطف ، تريد منّا جميعاً أن نصبح جبناء، وأن نمارس فضيلة الخوف، وأن نحمل لقب مواطن "ذليل" بامتياز، أن تتنظف البلاد من الذين يرفضون الانصياع لأوامر أصحاب السيارات المظللة.
لا أدري أي نوع من الشهامة يمكن ان يتمتع بها رجال يقدمون على خطف امرأة ! هل كتابتها مقالاً ينتقد ظواهر تسيء للدولة يحلل خطفها ؟ هل كان حلم العراقيين بالتغيير ينتهي بقتلهم وذبحهم وخطفهم وتهجيرهم تحت سمع وبصر الجهات الامنية؟
يؤسفني أن أقول إنّ المسؤولية ليست مسؤولية بعض القتلة والخارجين على القانون ، إنها بالاساس مسؤولية الاحزاب السياسية التي شجعت على ظاهرة " السيارات المظللة " و " كواتم الصوت " ، مسؤولية الدولة التي صمتت ، فبدا هذا الصمت تشريعاً لثقافة الخطف والقتل. فعندما يتخاذل المسؤول الأمني أمام أصحاب السيارات المظللة ، يُصبح في إمكان زمرة مجرمة ، ان تعتقد أنّ مسألة فرض قانون محمود الحسن بيدها!
للأسف ما يهم أحزابنا " اللطيفة " ليس أكثر من أنهم يشكلون أغلبية، لا يهمهم بناء دولة ، ولا تأسيس حياة سياسية سليمة، المهم هو القبيلة وانتصاراتها، وهذا هو المخيف في ما يحدث الآن ، لأنه يحوّل البقية الباقية من مؤسسات الدولة إلى ساحة حرب لإثبات تمكن القبيلة من البلاد، وفي سبيل هذا تُبذل المحاولات التي ترى أنّ تشريع قانون العشائر أفضل من بناء مؤسسات الدولة .
كلّ هذه المحاولات من أجل الحفاظ على مشاعر القبيلة ووحدتها في مواجهة قوى مدنيّة واجتماعية، تثبت بالدليل القاطع أنّ الخاطفين ليسوا وحدهم . كلهم يتناوبون افتراس العراق ، في فراشٍ داعشي مريح .
جميع التعليقات 2
محمد سعيد
لا اريد التعليق علي تشخيصاتكم الحقه بشان اوضاع العراق المسلوب الإرادة ,ولا اعلم حقا من ساهم في ضياع البلد , لكن ومن الموكد لدينا شله مرتزقه يجب رميهم في مزابل التاريخ لا خافقهم في اداره البلد ومنذ عام 2003 ,رغم ما حققوا لذاتهم من جاه وهمي , واس
alwansaad
العراقيون جميعا يفهمون جيداحقائق الخطف . من يخطط ومن ينفذ ولماذا ! والجميع يخافون الكلام حفاظا على ارواحهم لان الدولة لاتحميهم ! واذا كانت الدولة هكذا فهي ظليعة بالامر وهذه نتيجة طبيعية . تحياتي للاخ علي حسين