اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مَن خطف أفراح شوقي ؟

مَن خطف أفراح شوقي ؟

نشر في: 27 ديسمبر, 2016: 06:57 م

ali.H@almadapaper.net

الرسائل وصلت.. هكذا قالت الروايات المتسرّبة من كواليس اختطاف الزميلة أفراح شوقي ، حدث ذلك أيضاً قبل أيام حين تجولت عصابات الجريمة المنظمة بكل حرية لتغتال عدداً من المسيحيين .  
الرسائل وصلت إلى كل من يحاول أن يقول لماذا يتجول المسلحون في المدن بكل حرية من دون أن يحاسبهم أحد  ؟!
ليس المهم هنا لصالح مَن خُطفت أفراح شوقي ، أو أن عملية الخطف هذه  لم تكن سوى إضافة جديدة إلى العبث الموجود في شوارع العراق الآن .
وليس المهم أن يستنكر معصوم أو ينفعل العبادي أو يقلق سليم الجبوري ، المهم ان  حركة إرادة" حصلت على أول إجازة تأسيس حزب رسميّة ، الحمد لله أصبح لدينا أخيراً حزب سياسي " ننبطح " بظله ، الغريب أن رئيسة الحزب لم تستنكر خطف صحفية عراقية ، لكنها ملأت الجوّ صراخاً وعويلاً يوم منع  الأمن البحريني نساءً بحرينيّات من التظاهر .
لقد عشنا من قبل ظاهرة رمي الصحفيين من سطوح البنايات ، وقبلها سيناريو الاغتيال بدم بارد  وكلها  غزوات الغرض منها نشر نظرية الخوف التي سيتم من خلالها تدجين الجميع واقتيادهم، وبناء جمهورية رعب جديدة على أنقاض جمهورية الخوف التي ظن الناس جميعاً أن ستار النهاية أُسدل عليها.
رسالة الخطف ، تريد منّا جميعاً أن نصبح جبناء، وأن نمارس فضيلة الخوف، وأن نحمل لقب مواطن "ذليل" بامتياز، أن تتنظف البلاد من الذين يرفضون الانصياع لأوامر أصحاب السيارات المظللة.
لا أدري أي نوع من الشهامة يمكن ان يتمتع بها رجال  يقدمون على خطف امرأة  ! هل كتابتها مقالاً ينتقد ظواهر تسيء  للدولة يحلل خطفها ؟ هل كان حلم العراقيين بالتغيير ينتهي بقتلهم  وذبحهم وخطفهم  وتهجيرهم تحت سمع وبصر الجهات الامنية؟
يؤسفني أن أقول إنّ المسؤولية ليست مسؤولية بعض القتلة والخارجين على القانون ، إنها بالاساس مسؤولية الاحزاب السياسية التي شجعت على ظاهرة " السيارات المظللة " و " كواتم الصوت " ، مسؤولية الدولة التي صمتت ، فبدا هذا الصمت  تشريعاً لثقافة الخطف والقتل. فعندما يتخاذل  المسؤول  الأمني أمام أصحاب السيارات المظللة  ، يُصبح في إمكان زمرة مجرمة ، ان تعتقد أنّ مسألة فرض قانون محمود الحسن  بيدها!
للأسف ما يهم أحزابنا " اللطيفة " ليس أكثر من أنهم يشكلون أغلبية، لا يهمهم بناء دولة ،  ولا تأسيس حياة سياسية سليمة، المهم هو القبيلة وانتصاراتها، وهذا هو المخيف في ما يحدث الآن  ، لأنه يحوّل البقية الباقية من مؤسسات الدولة إلى ساحة حرب لإثبات تمكن القبيلة من البلاد، وفي سبيل هذا تُبذل المحاولات التي ترى أنّ تشريع قانون العشائر أفضل من بناء مؤسسات الدولة .
كلّ هذه المحاولات من أجل الحفاظ على مشاعر القبيلة ووحدتها في مواجهة قوى مدنيّة واجتماعية، تثبت  بالدليل القاطع أنّ الخاطفين ليسوا وحدهم . كلهم يتناوبون افتراس العراق ، في فراشٍ داعشي مريح .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. محمد سعيد

    لا اريد التعليق علي تشخيصاتكم الحقه بشان اوضاع العراق المسلوب الإرادة ,ولا اعلم حقا من ساهم في ضياع البلد , لكن ومن الموكد لدينا شله مرتزقه يجب رميهم في مزابل التاريخ لا خافقهم في اداره البلد ومنذ عام 2003 ,رغم ما حققوا لذاتهم من جاه وهمي , واس

  2. alwansaad

    العراقيون جميعا يفهمون جيداحقائق الخطف . من يخطط ومن ينفذ ولماذا ! والجميع يخافون الكلام حفاظا على ارواحهم لان الدولة لاتحميهم ! واذا كانت الدولة هكذا فهي ظليعة بالامر وهذه نتيجة طبيعية . تحياتي للاخ علي حسين

يحدث الآن

اسعار الدولار تنخفض في بغداد واربيل مع الاغلاق

اقتصادي: ارتفاع صرف الدولار لا يؤثر على المواطن البسيط

مناظرة بين ترامب وهاريس على الهواء مباشرة في هذا الموعد

مدرب لايبزيج يوجه رسالة إلى برشلونة بشأن أولمو

وزارة العمل تطلق منظومة "ضمان" الرقمية الخاصة بالتقاعد الاختياري

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram