علي القيسي تمضي وزارة التربية قدما في تطبيق تجربة التعليم المسرع، التي نجحت في بلدان عديدة سبقتنا اليها، لما لمشروع التعليم المسرع من مردودات ايجابية فائقة للفرد والمجتمع. لاشك ان التعليم يمثل في وجه من وجوهه المهمة، اعادة تشكيل وتأهيل الشخصية،
بما يرسخه من قيم قادرة على بناء الشخصية الايجابية التي لها الدور المهم في الانتاج والابداع، وفي شتى مناحي الحياة. يعدّ هذا الامر ضرورة تحتاجها المرحلة لما طرأت على الشخصية العراقية من تغيرات بسبب نكوص التعليم في فترة الحصار التي طالت جيلين من الناس، فضلا عما لحق الشخصية بعد تغييرات 2003 ، خصوصا حين شهدنا انهيار منظومة القيم الاجتماعية عامة ، لما توافر من مغريات عديدة سمحت بها الظروف المرتبكة التي دفعت بعض ضعاف النفوس لاستغلال الاوضاع في تزوير الشهادات، وانتحال الوظائف، والدرجات التي لن ينالوا مثلها حتى في احلامهم، اضافة الى ذلك غياب الكفاءت بسبب ما جرى اثناء الاحداث والحوادث ، ليتعرض بعد كل ذلك البناء الرصين للتربية والتعليم الى التصدع والنكوص بمراحله المختلفة.اذن مشروع التعليم المسرع حاجة مرحلية جديرة بالدعم والتشجيع، لما ستفرزه من جيل جديدة مكتمل الادوات العلمية والتعليمية، ويحسب للوزارة التي اخذت بالاسباب والنظريات التربوية الحديثة، التى يمكن لها ان تنهض بالعملية التربية من كبوتها وتنقذها من نكوصها. واذا كانت الجهات التربوية قد وجدت السبل الناجعة في رفعة التعليم والارتقاء به من خلال تجارب تربوية حديثة وناجحة في الدول الاخرى، جدير بها ان تأخذ ايضا بتجارب التعليم المستمر لمعلميها ايضا. فقد كان قرار عودة المفصولين السياسيين الذي اتخذته الحكومة لدوافع انسانية واخلاقية تجاه شرائح نالها الحيف والظلم، قد سمح لعودة مئات المعلمين والمدرسين لمدارسهم وممارسة مهنتهم التي حرموا منها سابقا، لكن الهـّوة الكبيرة التي حصلت لأغلب هؤلاء الذوات بسبب تركهم المهنة لسنوات طويلة بات واضحا ، اذ معظم هؤلاء المعلمين بحاجة لاعادة تأهيل من خلال دورات مكثفة او ورش سريعة، بغية ان يتواصلوا مع الاوساط التي عادوا اليها. حيث تحوم شبهات عديدة حول بعض المعلمين العائدين من عدم قدرتهم على ايصال المعلومة للطلبة، ما ولد انطباعا لدى كثير من اولياء امور الطلبة الذين اخذوا يبحثون عن سبل تعالج قصور استيعاب ابنائهم المواد المدرسية. من هنا ينبغي على الوزارة وهي تسعى جاهدة لتقديم افضل المناهج والتجارب في التعليم ،ان تنتبه لهذه الشريحة من معلميها وتزجهم في دورات مستمرة لتطوير قابلياتهم، وتأهيل قدراتهم المهنية التي هي بالتالي تصب في خدمة العملية التربوية برمتها.
كلام ابيض : التعليم المسرّع والمستمر
نشر في: 9 فبراير, 2010: 06:01 م