لم تعد لانا كلاركسون شخصية معروفة بعد الآن، لكن حين وُجِدت ميته – بطلق ناري في فمها – في القصر الكاليفورني لمنتج في موسيقى البوب، فيل سبكتور، في 2003، فإن هذه الممثلة التي تحوّلت الى مضيفة في نادٍ ليلي فازت في النهاية بلحظة مجد كانت تروغ
لم تعد لانا كلاركسون شخصية معروفة بعد الآن، لكن حين وُجِدت ميته – بطلق ناري في فمها – في القصر الكاليفورني لمنتج في موسيقى البوب، فيل سبكتور، في 2003، فإن هذه الممثلة التي تحوّلت الى مضيفة في نادٍ ليلي فازت في النهاية بلحظة مجد كانت تروغ منها لفترة طويلة.
كما تصفها شخصية في الفيلم الجديد لأتش بي أو [ هوم بوكس أوفيس، شبكة تلفزيون امريكية ] : (( إنها كابوس كل امرأة. )) ذلك لا يفسّر لماذا ديفيد ماميت كتب وأخرج " فيل سبكتور "، رواية عن فضيحة تجعل قرينة الشك لصالح سبكتور، الذي كان حوكم عن جريمة قتل كلاركسون في 2009 في محاكمة ثانية. استفاد سبكتور أيضا من إتاحة الفرصة لرواية قصته بواسطة طاقم عظيم من الممثلين، يقودهم آل باتشينو وهيلين ميرين.
يمكن ان يكون أن سبكتور هو كابوس كل شخصية مهمة في هوليوود : شهير، يفقد كل شيء وينتهي في المحكمة، يبدو ضعيفا، مذنبا ومُجَزَّعا. ادّعى سبكتور أن كلاركسون اطلقت النار على نفسها وجعلت منه ضحية. في الفيلم، يشير اليها بقوله (( تلك البلهاء ))، ويقول أنها (( أتت الى هنا ودمّرت حياتي بغرزها مسدس في فمها. )) فيلم "فيل سبكتور" لا يدور حول علاقته مع كلاركسون، 40 عاما، التي كانت تعمل في نادي الهاوز أوف بلوز في وست هوليوود وكانت تأمل في بداية انطلاقة في مسيرتها الفنية المؤجلة عندما ذهبت الى المنزل بعد منتصف الليل مع رجل الموسيقى العجوز.
هو ليس رواية سيرية مقنعة عن طفولته الصعبة ومسيرته الفنية اللافتة للنظر منتجا لأغاني مثل "دا دو رن رن"، "ذا لونغ وندنغ رود" و"يو هاف لوست ذات لوفنغ فيلينغ"، رغم أن الكثير من موسيقاه لم تكن موسيقى افلام. الفيلم هو اساسا مسرحية من شخصين عن سبكتور وواحدة من محامي الدفاع عنه، لندا كيني بادن، التي تلعب دورها هيلين ميرين. ليس هناك الكثير من الشدّ الدرامي بين الاثنين : لندا هي، في البداية، نزّاعة الى الشك حول القضية، لكنها تستسلم لكاريزما موكلها وتعثر على أسباب للتصديق بأنه يقول الحقيقة، أو أن هناك، على الأقل، شك معقول. نشهد للممثلين أنهم استطاعوا أن يؤدّوا ببراعة قصة لا تتمتع بالكثير من الجاذبية.
يُفتتح الفيلم مع إنكار أن أوصاف " فيل سبكتور " كعمل خيالي (( ملهَمة )) بأشخاص حقيقيين في محكمة، ثم يضيف، (( لكنه ليس محاولة لتصوير أشخاص حقيقيين، ولا تعليق على المحاكمة أو نتيجتها. ))
مع ذلك، التركيز على الرابطة الحنونة بين المحامي والموكّل تبدو أشبه كثيرا بتشريع معدّل أو ربما حتى غفران.
كلٌ له الحق بأفضل دفاع متاح، لكن ليس الكل يستحق أن يُلعَب دوره بأفضل ممثل متاح.
باتشينو، الذي كان نجما لنسخة الفيلم من دراما ماميت "غلينغاري غلين روس"، أدّى أدوارا عديدة لأنانيين متبجحين، من ضمنهم جاك كيفوركيان في الفيلم السيري من إنتاج أتش بي أو عام 2010، " أنت لا تعرف جاك ". كما فيل سبكتور، آل باتشينو مصاب بالشلل الارتجافي، سريع الغضب واحادّي المسّ، لكنه غير منفر بالكامل. ثمة بريق حيني من الوعي بالذات في عينيه، وومضة من عقل فكه في خطبه اللاذعة الفخيمة. لندا، بعد أن قضت بعض الوقت في قلعته العجيبة في الهامبرا، كاليفورنيا، تقول انها تريد أن يراه المحلفون رجلا (( شاذا محبوبا. ))
ميرين، يمكن لها أن تؤدي أي دور، لكنها في هذا الفيلم، وعلى نحو مفاجئ، مثقفة وملوكية، ولا تشبه بالمطلق لندا الحقيقية، الشديدة الشقرة التي تشق طريقها بصعوبة والتي تبدو أقرب الى نانسي غريس من غريس كيلي. في الواقع، أداء ميرين يعيد الى الذهن دورها في فيلم " متهم رئيسي "، دور جين تينيسون، مفتشة في قسم جرائم القتل، بطلة متهورة في سعيها نحو العدالة. في هذا الفيلم، لندا مريضة بمرض مجهول لكنه على ما يبدو مقلق، يعمل على تعزيز تفانيها في قضية موكلها. ( في الحياة الحقيقية تشفى كيني بادن وتمضي بالدفاع عن كيسي انتوني، من ضمن آخرين. )
حازت ميرين على الأوسكار عن أداء دور اليزابيث الثانية في فيلم " الملكة " ( 2006 )، الذي كتب له السيناريو بيتر مورغان، المتخصص بكتابة المسرحيات والافلام التي تتناول تصادم شخصيتين في لحظة حرجة من التاريخ – اليزابيث ورئيس الوزراء في ذلك الوقت، توني بلير، مباشرة بعد وفاة دايانا، أميرة ويلز؛ ديفيد فروست وريتشارد نيكسون عقب فضيحة ووترغيت.
بخلاف مواضيع الشخصيات تلك، "فيل سبكتور" ليس له محتوى أوسع أو أي شيء غير عادي بوجه خاص يمكن قوله عن قضية جريمة قتل. سبكتور هو رجل في صف طويل من النجوم الذين ضلّوا السبيل واُتهِموا بجريمة لا توصف، من فاتي آربوكل في زمن السينما الصامتة، الى الممثل روبرت بليك، في زمن حديث جدا.
قد يعتقد ماميت أن الأدلة ضد سبكتور، في الواقع كما في فيلمه، دلّت على شك منطقي. في 2011، قال للفايننشال تايمز، (( سواء كان ارتكب الجريمة أو لا، فنحن لا نعرف، لكنه لو كان مجرد مواطن عادي لما قاضوه بتهمة أبدا. ))
عدة شخصيات تميل الى الاعتقاد أن سبكتور دفع الثمن عن مشاهير هوليوود الآخرين، الذي كانوا مذنبين الى حد بعيد لكن أُعلن عن براءتهم بواسطة محلفين. في الفيلم تنذر ليندا محاميا آخر من محامي سبكتور، بروس كولتر ( جفري تامبور )، (( سيحاكمونه على جريمة قتل زوجة أو جَي سمبسون، وسيجدونه مذنبا. ))
في فيلم " فيل سبكتور "، صيغت وقائع القضية والشخصيات لإتاحة الشك للمشاهدين بذنب سبكتور. لكن حتى مع سيناريو ماميت وممثلين مثل باتشينو وميرين ليس هناك الكثير ما يمكن لأحد فعله لجعل المشاهدين يهتمون. كما عبّر كولتر، (( لا يوجد ما يُنقَذ في صاحبنا. ))
عن: صحيفة النيويورك تايمز