احتدم الجدال بين افراد العائلة حول اسم المولود المنتظر .
اقترح الأب الشيعي تسميته بـ ( حيدر ) لدلالة الاسم ، او (علي ) تيمنا باسم الإمام علي (رض) ، وثباته وشجاعته .. اقترحت الأم السُنية اسم (عمر) ، استذكارا لعدل عمر ،ودوره الرائد بنشر الإسلام . اقترح الخال تسمية الوليد المرتقب بـ ( زيد ) كونه سهل اللفظ ، سهل التداول ، تدخلت الجدة بعد طول صمت : ماذا لو اسميتموه (عبد الأئمة ) تيمنا واعتزازا بدورهم الرائد ،، اعترضت الأم : فالاسم صعب لفظه . صعبة كتابته ، فائت اوانه .. استهجن العم كل التسميات المقترحة التي تشي بطائفة المسمى او دينه او قوميته ، واقترح اسما محايدا ، لا يشي بدين او قومية او طائفة — تحسبا — من زمن عصيب آت . قد يؤاخذ المرء بسبب اسمه ، بعدما شهد العالم القتل بسبب الهوية او الدين او المذهب او المعتقذ
………..
الأحداث المأساوية التى جرت وتجري في تخوم عراق اليوم ، ظاهرة كارثية ، ليست جديدة ولا مستحدثة ،، فقد أدمن العراقي على تناول جرعة الحزن منذ القدم ، بل وتعايش معه ، متمثلا بطقوسه وأغانيه وممارساته اليومية ، لم يحد من تفاقمها ، إلا بضع جرعات من صنوف المعرفة .
………
في الجرائم الكبرى العويصة الملتبسة ، وعند فقدان أو نقصان الأدلة ، او تناقضاتها ، تعلمنا ان نبحث ونستقصي عن المستفيد الأخير من ارتكاب الفعل الجرمي ،، فإليه توجه أصابع الاتهام في ارتكاب الجريمة او الحض على ارتكابها ،، شخصيا او بالإنابة ،، فمن هو المستفيد الأخير مما يجري في عراق اليوم ؟من تهجير وتفجير وقتل على الهوية ؟
ومن يسعّر أوار النار كلما أوشك لهيبها على الانطفاء ؟
ذلكم هو السؤال العويص؟؟ الذى لا يجرؤ على إجابته أحد .
القتل بسبب الاسم.
[post-views]
نشر في: 28 ديسمبر, 2016: 09:01 م