TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > التسوية .. و بـ " الضرس المليان "

التسوية .. و بـ " الضرس المليان "

نشر في: 1 يناير, 2017: 06:53 م

ali.H@almadapaper.net

الجميع من نوّاب برلمان إلى مدمني فضائيّات ،  إلى مجاهدين متقاعدين  إلى  خطباء مساجد وحسينيّات  ، باتوا في رمشة عين  خبراء فى التحليل الستراتيجي، يتحدثون "   بالضرس المليان  " مثلما تحدّث أحد نواب المجلس  الأعلى الإسلامي قبل أيام ، وهو يشرح لنا معنى التسوية التاريخيّة  الذي لم يفهمه الشعب العراقي حتى هذه اللحظة ، مثلما أخبرنا النائب قاسم العبودي  الذي قال أيضا " بالضرس المليان " من أنه ومعه صحبه " الميامين " يريدون إعادة تأهيل المجتمع العراقي ، ليتكلم  بضرسٍ مليان بدلاً من  فمٍ مليان ،  وأعترف لكم أنّ مصطلح " الضرس المليان "  ليس  من ابتكاري ، فأنا سرقته مع سبق الإصرار والترصّد من النائب  صلاح العرباوي ، الذي أسعدني أنني اكتشفته ، بعد أن كنتُ شغوفاً بمتابعة خطب حنان الفتلاوي وصالح المطلك ، والسعي وراء مناظرات إبراهيم الجعفري ، وابتسامات جمال الكربولي وتقلبات موفق الربيعي ، الذي صحونا أمس لنجده يترك فراش الدعوة،   ليجلس على بساط المجلس الأعلى وهو يغرّد  مخاطبا العراقيين : إما أن تذهبوا إلى تسوية السيد عمار الحكيم أو إلى  الجحيم  ! وإنصافاً للسيد موقف الربيعي  يجب أن أخبركم أنّ هناك أوجه شبه بين نظريته السياسية ونظرية النائب قاسم العبودي  ، فالاثنتان تبتدآن وتنتهيان بعبارة واحدة  " نحن بحاجة الى قادة يقودون الجمهور " ،   للأسف ما كان يقال بالسرّ ، وعلى خجل أصبح يجهر به بالصوت العالي ما دامت هناك أسلاك شائكة يمكن أن تفصل بين السياسيين وهذا الجمهور المغلوب على أمره .
منذ سنوات ونحن نستمع إلى ساسة ، خطابهم واحد لايتغيّر :"  لقد ورثنا تركة ثقيلة ، اشكروا الله أننا خلّصناكم من نظام الطاغية " ، جميعهم للأسف مثل منتجات المياه المعدنيّة التي امتلأت بها  أسواق العراق ، مغشوشة وغير مطابقة للمواصفات ، وبالتالي حين يظهر نائب من اتحاد القوى وآخر من التحالف الكردستاني وثالث من التحالف الوطني تشعر بأنهم جميعا يحملون  نفس العقلية  المشوشة التي لم تتوقف يوماً عن محاولات خداع الناس بسفططات وتهديدات  ووعود كاذبة  تفتقر إلى أبسط عناصر البرنامج السياسي القادر على إقناع الجمهور بأنّ أصحاب مشروع التسوية التاريخيّة والمعترضين عليها قادرون على إحداث تغيير في حياة الناس، ولذا يلجأ هؤلاء الدعاة إلى الحديث عن الشعب الذي أساء فهم التسوية  ولم يستطع حلّ  شفراتها ، سياسيون يرفضون أن يفيقوا  ويعيشوا معنا في الواقع، بدلاً من العالم الافتراضي الضبابي الذي يتمسّكون به، بينما العراق يحترق  بسبب  تسوية " الضرس المليان " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. أبو أثير

    قرقوزات المشهد السياسي ... يتحفوننا كل يوم بمصطلحات لفظية تنم عن ذوق هابط ولفظة مرتبكة ومعاني جوفاء وكل هذا يدل على خوائهم الفكري والعقلي والحس الوطني الذي لا يملكونه بالمرة ... لذلك ترى تنظيرهم السياسي الفارغ والبليد .. ورحم الله عرف قدر نفسه .

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram