الثنائي آرثر غيلب وباربرا غيلب عرفا بتناولهما الكتابة عن الكاتب المسرحي الأمريكي الشهير يوجين أونيل وتخصيص جزء كبير من عملهما الكتابي عن سيرته منذ عام 1962 حينما نشرا كتابهما عنه وهو الأساس الذي انطلقا منه لنشر كتابهما الثاني عام 1986 وعام 2000 حينما
الثنائي آرثر غيلب وباربرا غيلب عرفا بتناولهما الكتابة عن الكاتب المسرحي الأمريكي الشهير يوجين أونيل وتخصيص جزء كبير من عملهما الكتابي عن سيرته منذ عام 1962 حينما نشرا كتابهما عنه وهو الأساس الذي انطلقا منه لنشر كتابهما الثاني عام 1986 وعام 2000 حينما نشرا "أونيل : الحياة مع مونتي كريستو" وفيلمهما الوثائقي " يوجين " عام 2006 ، والزوجان ظلا يعملان على تحديث سيرة هذا الكاتب الكبير حتى عام 2014 حينما أصبحت باربرا وحيدة بوفاة آرثر المدير السابق في صحيفة نيويورك تايمز فراحت تكمل ما بدأته معه عن أونيل ، حيث أنجزت كتابها الأخير " بواسطة امرأة تمتلك : حياة يوجين أونيل " الصادر عن دار نشر ماريان وود الأمريكية بعدد صفحات بلغت اكثر من 750 صفحة جمعت فيه كل ما كانت تكتبه مع زوجها إضافة لما حصلت عليه من يوميات كانت غير متاحة سابقا من أرملته كارلوتا مونتيري ومن مقابلات كان غيلب قد أجراها مع نسائه ، حيث اكتشف عام 2011 محاولته الانتحار عام 1912 وحياته المحبطة مع زوجاته أغنيس بولتون ثم مونتيري اللتين طلقهما فيما هو يعيش انتصاراته المسرحية عام 1928 بافتتاح مسرحيته " فاصل غريب " على مسارح برودواي ، أونيل يستخدم المناجاة للكشف عن الأفكار الداخلية لشخصياته وفي ذلك الوقت حاز بسببها على جائزة بوليتزر وهي الثالثة له في مشوار كتاباته المسرحية .
باربرا غيلب تصف طلاقه من بولتون بأنه كان متوقعا بعد أن بلغت الجفوة بينهما مبلغا كبيرا كما حصل مع كاثلين جنكينز زوجته الأولى التي تزوجها عام 1909 عندما كان في العشرين من عمره وهو زواج قسري غير مسؤول كما وصفه فرضته ظروف حملها منه ، باربرا وهي تمر بصفحات كثيرة من كتابها على خلافاته مع زوجاته تقدم صورة أونيل المحبط مدعومة بالوثائق تقول عنه أن زيجاته تلك كان انهيارها حتميا بسبب خياناته المتكررة لهم واتهاماته الباطلة التي رافقتها حالة من السكر الشديد كان لا يتورع خلالها من استخدام بندقيته في محاولة منه لإطلاق النار على بولتون ومونتيري، هذه الأخيرة واجهت منه لكمات قوية على وجهها عام 1929، كما حصلت المؤلفة على تصوير دقيق لتلك الأحداث التي تصاعدت فيها دوامة العنف وصفتها باربرا أنها كادت أن تصل إلى الموت حيث عكسها أونيل في عمله الرائع عام 1934 " يوم بلا نهاية " وهو العمل الذي يمزج بين مفاهيم الحب والخلود وصولا إلى الفوضى الروحية غير المتماسكة المليئة بالتخبط تفسر الصدمات الكبيرة التي تعرض لها في حياته خاصة والدته وابنه وابنته التي ارتبطت بتشارلي شابلن الذي كان بعمره تقريبا ، ما أثار غضبه وجعله يعيش حالة نفسية غير مستقرة .
أونيل بالنتيجة مهنة إبداعية لا مثيل لها وصاحب خلفية درامية آسرة تقنع القارئ وتزيد في تشويقه ومن المستحيل تجاهل أعماله المسرحية مع كل ما مر به ، لأنه كاتب مسرحي كبير ليس في أمريكا وحدها فتأثيره واضح مع المسرح الذي نشاهده اليوم في مناطق عديدة من العالم.
