خلال حفل منح الروائي الشهير هاروكي موراكامي جائزة هانز كريستيان أندرسن الأدبية والتي تعد أعرق جائزة أدبية في الدنمارك، القى موراكامي خطابا دعا فيه الى مواجهة الظلام الذي يغلف قلوب الناس والمجتمعات والدول.وحذر هاروكي موراكامي قائلا "بغض النظر عن
خلال حفل منح الروائي الشهير هاروكي موراكامي جائزة هانز كريستيان أندرسن الأدبية والتي تعد أعرق جائزة أدبية في الدنمارك، القى موراكامي خطابا دعا فيه الى مواجهة الظلام الذي يغلف قلوب الناس والمجتمعات والدول.
وحذر هاروكي موراكامي قائلا "بغض النظر عن مدى ارتفاع الجدار الذي نبنيه لمنع تدفق المتسللين عبر الحدود ، وبغض النظر عن صرامة اجراءاتنا لمنع الغرباء،و مهما اعدنا كتابة التاريخ ليتناسب معنا، فلن نجلب لانفسنا في نهاية المطاف سوى المزيد من الضرر والأذى ".
وقال الروائي الياباني "كما أن كل فرد يترك ظلا، فكذلك الحال مع المجتمعات والأمم "، و "إذا وجدت جوانب مشرقة، فسيكون ذلك بالتأكيد موازنة للجانب المظلم. وإذا وجدت جوانب إيجابية، ستكون هناك بالتأكيد جوانب سلبية في الجانب الاخر".
"في بعض الأحيان نميل إلى تجنب تلك الأجزاء السلبية. ونحاول القضاء على تلك الجوانب قسرا. لأن الناس يريدون قدر الإمكان، تجنب البحث في الجوانب المظلمة الخاصة بهم، وصفاتهم السلبية. ولكن من أجل ان تحصل على تمثال رائع ذي جوانب متعددة ، فبالتأكيد سيترك ظلالا. فاذا تخلصت من تلك الظلال لن تحصل سوى على تمثال احادي الجانب بلا ظل. والضوء الذي لا يخلف ظلالا ليس بالنور الحقيقي".
وتابع: "عليك أن تتعلم تحمل العيش مع ظلك. وتراقب بعناية الظلام الذي يقيم في داخلك. في بعض الأحيان تضطر وانت في نفق مظلم مواجهة الجانب المظلم الخاص بك ".
وقالت عضو لجنة تحكيم الجائزة الأستاذة آن ماري ماي من جامعة جنوب الدنمارك في كلمة ألقتها في حفل الافتتاح "يمتلك موراكامي القدرة على الجمع بين الوقائع اليومية والسحر والخيال من خلال التمكن اللغوي الذي يجعلنا نعتقد اننا نقرا احد اعمال هانز كريستيان أندرسن. فلدى موراكامي اسلوباً شعرياً مميزاً في تصوير ووصف المناظر الطبيعية."
"معاني الظلال" هو العنوان الذي اختاره هاروكي موراكامي صاحب روايات مثل "الغابة النرويجية" و"كافكا على الشاطئ"، لكلمته التي القاها في حفل منح الجائزة تكريما لقصة أندرسون "الظل." وتحكي قصة رجل متعلم يرسل ظله بعيدا، و تدريجيا يتخذ الظل هيئة انسان. وصف موراكامي هذه القصة بأنها "قصة مظلمة ويائسة"، ، وقال لجمهوره بأنك "أحيانا تضطر لمواجهة جانبك المظلم ".
واضاف "اذا لم تقم بذلك، فلن يمر وقت طويل حتى يكبر ظلك ويصبح أقوى من أي وقت مضى وسوف يعود، ذات ليلة، ليطرق باب منزلك هامساً : ها انذا قد عدت."
وشرح موراكامي في كلمته اسلوبه في الكتابة ، وقال لمستمعيه أنه لا يهيئ مسبقا حبكة الرواية ، وبدلا من ذلك يبدأ من مشهد واحد أو فكرة. "وأنا أكتب، اجعل المشهد أو الفكرة تمضي قدما من تلقاء نفسها. ، وبعبارة أخرى، فأنا افكر اثناء حركة يدي وهي تكتب. وحينها سيكشف اللاوعي عندها افكارا اكثر قيمة مما يكشفه ادراكي الواعي ".
ويضيف موراكامي "في ايامنا يميل النقاد ، فضلا عن العديد من القراء، لقراءة الاعمال الادبية بطريقة تحليلية لانهم تعلموا في المدارس، أو في المجتمع، أن هذه هي الطريقة المنهجية الصحيحة في القراءة. يقوم الافراد بتحليل ونقد النصوص، من خلال وجهة نظر أكاديمية، او وجهة نظر علم الاجتماع، أو وجهة نظر التحليل النفسي. "
ولكن "إذا حاول الروائي بناء القصة باسلوب تحليلي، فإن الحيوية الكامنة في القصة ستتلاشى، ولن ينشأ تعاطف بين الكاتب والقراء ".
"غالبا ما نرى أن الروايات التي تحوز على رضا النقاد هي تلك التي لا يحبها القراء فعليا، ولكن في كثير من الحالات، فإن الأعمال التي يرى النقاد أنها ممتازة من وجهة النظر التحليلية تفشل في كسب تعاطف القراء" .
وقد حصل موراكامي البالغ من العمر 67 عاما والذي بيعت ملايين النسخ من رواياته على جوائز أدبية عدة.وأشادت لجنة التحكيم لجائزة هانس كريستيان اندرسن “بالمزج الموفق بين النص الكلاسيكي والثقافة الشعبية والتقاليد اليابانية والنظرة الواقعية الرائعة والنقاش الفلسفي” في أعمال هذا الياباني الذي غالبا ما يذكر اسمه لترشيحات جوائز نوبل.
وقد منحت هذه الجائزة إلى باولو كويلو سنة 2007 وج. ك. رولينغ سنة 2010 وسلمان رشدي سنة 2014.
عن: الغارديان