وديع غزوانفي السياسة كما يقولون ليس هنالك من صداقات او عد اوات دائمة , وخاصة في مجال العلاقات الدولية حيث تكون المصلحة هي الغالبة عليها , والذكي من الساسيين هو من يقتنص الفرصة و يستثمر ويقرأ خارطة المستجدات لتحقيق اكبر المصالح لشعبه.
اما في عالم الكبار فانه لا يساوم على المصالح الاساسية له . في إقليم كردستان , ورغم ما مرت به الحركة التحررية الكردية من تقلبات وصعوبات, تمكن الكرد من تجاوز تلك المحن وتنكرت اطراف دولية في اوقات معينة لحقوقهم , وبدأوا منذ 1992بالتعامل بدبلوماسية عالية مع الاطراف الدولية والاقليمية حتى صار الإقليم مركزاهتمام هذه الاطراف . وقد تحققت نجاحات ومكاسب ملموسة وواضحة على صعيد علاقات الإقليم مع اغلب دول العالم سببها كما نعتقد الصراحة ووحدة الموقف والصدق في طرح وجهة النظر الكردستانية . البعض من سياسيينا ومع الاسف مدفوعاً بعقدة الفشل وغيرها يغمز في بعض الاحيان الى طبيعة هذه العلاقة ودوافعها متناسياً ان كردستان وفي اصعب الظروف وفي وقت كان ممثلوها مطاردين , تمكنت من استقطاب الرأي العام الدولي الى صالح قضيتها ونخال ان لا احد يستطيع ان ينكر مستوى ما وصلت اليه علاقات مسؤولي الاقليم التي توسعت وامتدت حتى الى المحيط العربي متجاوزين بنجاح التشويه الذي حاول ويحاول البعض ان يلصقه بسياسة الإقليم . ومرة اخرى نؤكد ان اهم اسباب ما حققه الإقليم من مكانة مرموقة , صراحة الموقف وصدقه وعدم التعامل بوجهين وامثلة ذلك كثيرة ومنها اعلان الرئيس جلال طالباني لاكثر من مرة شكره للشعب البريطاني وقبله للشعب الاميركي على موقفيهما المساندين للعراقيين وتضحيا تهم التي قدموها لازاحة النظام السابق ونفس الموقف ابداه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ومسؤولون آخرون . . ربما لهذا الموقف معارضيه من خارج العملية السياسية وهو امر فيه وجهة نظر لكن الذي يثير الغرابة هو هذا البعض ممن له مقاعد في البرلمان ويتبوأ مراكز حساسة ويمسك بمقاليد الامور لكنه لايتورع عن لبس جلد آخر زاعقاً بملء فيه بشعارات لاتمت له بصلة متوهماً ان هذا قد ينطلي على الشعب. لاننكر ان للكثير منا مواقف في هذا الجانب او ذاك لكن هذا لايعني تجاهل حقائق معروفة وركوب موجة الشعارات الرنانة التي اثبتت الايام انها ومهما تزينت بلبوس الوطنية لاتجدي نفعاً اذا ما تقاطعت مع ارادة الشعب ومصالحه . المطلوب منا جميعاً ان نعي دروس الماضي وبعضها قريب ، نتسامى فيه على مصالحنا الضيقة من اجل مصلحة اهم واكبر هي مصلحة الوطن ونتحاور على وفق خطاب متوازن يعيد للعراق عافيته ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه.
كردستانيات: خطاب متوازن
نشر في: 9 فبراير, 2010: 06:28 م