حتى وقت قريب كانت الوزيرية واحدة من محلات بغداد الراقية والمتحضرة متزينة باشجار الكالبتوس وحدائقها وبيوتها الفارهة، وشوارعها الواسعة النظيفة، والحدائق العامة والجزرات الوسطية المنظمة والمرتبة، حتى وقت قريب كانت الوزيرية وشوارعها ملاذات آمنة للعشاق وط
حتى وقت قريب كانت الوزيرية واحدة من محلات بغداد الراقية والمتحضرة متزينة باشجار الكالبتوس وحدائقها وبيوتها الفارهة، وشوارعها الواسعة النظيفة، والحدائق العامة والجزرات الوسطية المنظمة والمرتبة، حتى وقت قريب كانت الوزيرية وشوارعها ملاذات آمنة للعشاق وطلاب الكليات القريبة، مثلما كانت بيوتها البغدادية وهدوؤها طموح الكثير من العوائل للسكن فيها. الا ان ذلك الزهو لم يدم طويلا، فقد اخذ الخراب بالزحف اليها فشطر بيوتها الى مشتملات صغيرة، وقطع اشجار حدائقها العامة واغتال الخاصة، مثلما خرب ارصفة الشوارع التي لم تسلم هي الاخرى من الحفر والمطبات.
لم يتوقف الخراب عند هذا الحد، فانتشرت الأسواق والمحال التي تبيع مختلف الحاجيات والأشياء، مثلما عمّت أزقتها ظاهرة رعي الأغنام ونحرها في الفضاء الطلق دون رقابة. ثامر محسن (مدرس متقاعد) يسكن الوزيرية أباً عن جد، لم يخفِ تذمره مما وصلت اليه الوزيرية من تردٍّ بالجوانب الخدمية كافة، لافتاً الى غياب مظاهر التحضر والرقيّ عنها. مشدداً على: ضرورة اعادة الرونق للحدائق العامة والاهتمام بجانب الخدمات وبشكل خاص موضوع تراكم النفايات.
فيما ذهب فؤاد خليل بذاكرته الى سنين وعقود يوم كانت روائح الشبّوى تعمّ شوارع وأزقة الوزيرية، موضحا: ان الحال الذي وصلتها لايسر ابدا، مشيرا الى: تقصير كبير من الجهات البلدية في اداء واجباتها وتقديم الخدمات ومتابعة التجاوزات التي طالت الكثير من المرافق الخدمية بالوزيرية وبشكل خاص الحدائق والمتنزهات التي اهملت كثيرا، متخوفا من تحولها الى عشوائيات سكنية.
في حين رمت السيدة وئام سالم السبب على الجانب الأمني والعنف الطائفي الذي تسبب بهجرة وتهجير الكثير من عوائل الوزيرية، منوهة الى: ان الكثير منهم اضطر الى بيع منزله بعد حين. مستطردة: ان الكثير من البيوت الكبيرة شطرت الى مشتملات صغيرة، سكنها اناس لايهتمون بماضي الوزيرية وتحضرها. مؤكدة: ان ذلك تسبب بتجاوزات على كل جوانب الخدمات وبشكل خاص المجاري التي انسدّ الكثير من فتحاتها بسبب رمي انقاض البناء بشكل عشوائي.
لم يتوقف الأمر عند كل ذلك، فقد شكا ياسر حسين من غلق مداخل ومخارج الوزيرية وحصر الحركة بمدخل واحد على بطاقة السكن، لافتا الى: تردي واقع الخدمات التي حولت الوزيرية الى منطقة مهملة تكثر فيها الأنقاض والساحات الفارغة، والأرصفة المهدمة، والأشجار الميتة بسبب عدم سقيها. داعيا الجهات البلدية الى حملة واسعة لتنظيف وتأهيل الشوارع والحدائق والأرصفة من اجل ان تستعيد المنطقة بعضاً من جمالها.