بتهيّب واضح وتردّد مفضوح ، تسألني الجارة الجديدة ( الغريبة ) النازحة من الموصل ، اللائذة بسقف بيت متداعٍ في الجوار ، والتي زودتها ببعض ما تحتاج إليه من مستلزمات:
— هل أنت شيعية ام سُنية ؟؟
فجعت بسؤالها … اجبتها بألم ولوم: هل يعنيك إن كنت مسلمة او مسيحية ؟ شيعية ام سُنية ؟ صابئية ام أيزيدية ؟ وقد مددت إليك يدي بأقصى ما أستطيع ؟؟
تلعثمت . وتلجلج جوابها بكلمة اعتذار .
……..
مصطلح (فرِّق تسُد) ، يكاد ينتصب قانوناً نافذاً كلما دعت الحاجة لتسعير نيران البؤر الساخنة ، لجني المغانم الآنية والمستقبلية من ضرام النار ، والمستفيدون كثر !! والمهمة النبيلة التي ينبغي ان توليها النخب الواعية ، اهتمامها البالغ ، تذويب الفوارق الطائفية ، والعرقية وحتى الدينية بين شرائح المجتمع .
……….
عبر أوج سنوات الحرب مع إيران ، تداولت أسماعنا مفردة ( نغمة ) لم يألف سماعها الشباب يومذاك ، واضمحل وقعها المدوي في صدور الشيوخ ، حين كان صدام حسين يظهر على شاشة التلفزيون ، يقلد نفراً من القوات المسلحة النياشين والأوسمة ، تكريماً .
كان السؤال التقليدي آنذاك : ( وين هلك ) والمصطلح يعني : إلى أي عشيرة او قبيلة تنتمى ؟؟ وكان ذلك الأمر غريباً — ربما نشازاً —على مسامع المصلحين وذوي الدراية ، ممن ظنوا أن ((العنعنة )) العشائرية والقبلية والمناطقية ، قد ذوت او اضمحلت ، لاسيما بعد تفكيك منظومة الإقطاع وتتويجه بإلغاء قانون العشائر الذي كان سائداً ونافذاً ورديفاً للقانون الجنائي ، قبل ذلك التاريخ .
………
الانتماء للوطن . وللوطن حصراً، والولاء التام لمقدراته — دون الانسلاخ التام — من رحم عشيرة او قبيلة او طائفة او دين ،، —هو يقيناً —، الحل الأمثل ، وهو العاصم من الغرق في لجج التيارات المتصارعة على نوال ( قضمة ) ، ولو قضمة من جسد الوطن الجريح
صحوة الانتماء للوطن .
[post-views]
نشر في: 4 يناير, 2017: 09:01 م