TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شكراً على حسن المعاملة

شكراً على حسن المعاملة

نشر في: 4 يناير, 2017: 07:32 م

ali.H@almadapaper.net

تقتضي منّا هذه المهنة التي يُطلق عليها " مهنة المتاعب " ،  والآن أصبحت مهنة الخوف من  " كم سؤال " وأنت معصوب العينين  ، بأن يتفرّغ العاملون فيها إلى متابعة ما يجري حولهم كل يوم ، فلا مكان وسط معلّقات صالح المطلك في مديح الدولة المدنية  ، و " مأسسة " عالية نصيف ، هكذا نطقتها " بالضرس المليان " ، وهي تتحدث عن تحويل التحالف الوطني إلى مؤسسة  كبيرة تدير شؤون البلاد ، فتؤجر دكاكين الوزارات إلى من يقبل بـ  شروط " المأسسة " ، وابتسامة حيدر العبادي  وهو يستعدّ لاحتضان رئيس وزراء تركيا اليوم أو غداً ، لا أُريد أن أُذكّركم أنّ أشاوس  التحالف الوطني كانوا قبل أسابيع يُشمّرون  عن سواعدهم ويعلنون حرباً شاملة لاهوادة فيها ضدّ  تركيا  ،  وكيف أنّ عالية نصيف قبل أن تخبرنا أمس بأنّ التسوية مرّت أولاً في سوريا وحسمت وازدهرت داخل لبنان ، وفي طريقها لمصافحة تركيا ، بعدها ستطمئن على مستقبلها في العراق ، هدّدت قبل أشهر بأنها ستقطع أنف أردوغان لو ظلّ يواصل دسّه بالشأن العراقي. . الجواب طبعاً عند السيدة عالية نصيف التي ترفع شعار لاثوابت في السياسة ، والمتغيّرات يجب أن تصبّ في مصلحة السياسي لافي مصلحة الوطن .
تعلِّمنا الكتابة اليومية أن أفضل شيء يقوم به الكاتب هو تذكير الناس مرة ومرتين وثلاثا بما يجري حولهم، ولهذا تجدنا نكرّر الأسئلة نفسها بين الحين والآخر، ولا شيء يتغير سوى إجابات ناطقي الداخلية والدفاع ، وهي بيانات لم تعد صالحة للاستخدام البشري، لا رهان على قوى سياسيّة تتناحر من أجل المناصب والمغانم .
سنوات والعنوان في صحفنا الرسمية وشبه الرسمية هو واحد لا يتغيّر "نجاح الخطة الأمنية"، فلتحيا قيادة عمليات بغداد  ، ولنطمئن مادام السيد الناطق  الامني يبدو مبتسما طوال الوقت ، على غرار الابتسامة الشهيرة لراعي " مأسسة " الناطقية علي الدباغ الذي يبدو انه تفرغ لمشاريعه التجارية بعد ان لفلف عمولات صفقة التسليح الروسية  ، التي بشرنا الدباغ آنذاك بأنها الأكبر في الشرق الاوسط، فأين اختفت هذه الصفقة  وأين ذهبت ملياراتها ؟ لاجواب لأننا تركنا كل شيء وانشغلنا بسؤال لماذا لم تُقتل أفراح شوقي ؟ حتى ان بعض أشاوسة الفيسبوك اعتبر مجرد رجوعها سالمة الى أولادها جريمة في حق الوطن والوطنية  ، أمّا سرقة 14 عاماً من أعمارنا ، ونهب مئات المليارات ، وموت عشرات الأبرياء مجرّد خطأ سياسي سيُصلّح بعد أن " نومأسِس " التحالف الوطني ،  أما الدولة التي تنتظر  الناس عودتها في كل مكان، في الشوارع الخربة ، في الاجواء الملوّثة بالطائفية ، في  الفساد وغياب القانون، وفي بلاد "الكاوبوي"  حيث يُخطف الآمنون في منتصف الليل ،  ويعودون في منتصف الليل ، فقط المطلوب منهم أن يشكروا الخاطفين على حُسن المعاملة !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram