TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك :عضّة المتفكر

هواء فـي شبك :عضّة المتفكر

نشر في: 9 فبراير, 2010: 08:08 م

عبدالله السكوتيجاء في معجم الادباء ان الشيخ الفصيحي قال: رأيت بعض الموسوسين وفي ابهامه اثر الحنّاء دون اصابعه الاخرى ، فقلت له : مامعنى الحنّاء في الابهام دون سائر الاصابع ؟ فانشدني : وخاضبة ابهامها دون غيره رأتني وقد اعيا عليّ تصبري فقلت لها الابهام مااسم خضابه فقالت يسمى عضّة المتفكر ياليت ان هذه الحناء تثبت على ابهام بعض المدافعين عن الباطل ،
 لكان من الممكن ان نقول عنها انها عضّة ندم او تفكر ، ولكن الكارثة ان البعض سادر في غيه ويعتبر ان تصرفه القديم من صلب الحق والحقيقة وهو عنهما بعيد ، فمرة تراهم يتهمون الانتخابات قبل اجرائها بانها مزيفة ، ومرة يصفون هيئة التمييز من علامات القضاء العراقي النزيه ، ليتراجعوا من بعد ...حين تمتثل هذه الهيئة لصوت الحق وتعود عن قرارها بناء على طلب الرئاسات الثلاث ، ويعودون لوصف هيئة المساءلة والعدالة بغير الدستورية ، ومن ثم يهدد البعض الاخر بمقاطعة الانتخابات ، وبهذا الشأن نروي مثلا عراقيا مفاده : ان العصفور غضب على بيدر الدخن ، فمات من الجوع ولذا قالوا: (زعلة العصفور على بيدر الدخن) ، العملية الديمقراطية سائرة الى الامام برغم الهنات ورغم التكهنات غير الحقيقية ، اذ لايصح ان نقيّم العملية قبل ان تقع ، وقبل الشروع بجمع الاصوات . هذه الحجج الواهية هي حجج العاجز ، الذي آمن منذ البداية بفشله ونبذ الشعب له ، ولذا يحاول جاهدا ان يعكس وجهة نظره الخائبة على جميع الناس كي يصابوا بالاحباط وبالتالي يستطيع منع اكبر عدد ممكن من الناخبين من المشاركة في الانتخابات المقبلة. ان روح المؤامرة التي سكنت ابدانهم توحي لهم بالانقلابات القديمة والدسائس التي احالت العراق الى بلد للطغاة تتسيّد فيه حفنات من الجهلة والرعاة وينتسبون زورا وبهتانا الى بني آدم ، حيث يروى ان احدهم مرّ بأبي العيناء الضرير ، فسلم عليه، فلم يعرفه فقال من انت ؟ فقال الرجل يمازحه: من بني آدم ! فتعلق به ابو العيناء وقال له : مرحبا بك كنت اظن ان هذا النسل قد انقطع، ونحن نقول ان هذا النسل لم ينقطع ومازال بنو آدم يملأون العراق ونحن نعول عليهم كثيرا في نجاح تجربتنا الديمقراطية ، وعلينا نحن ايضا ان نعض عضّة المتفكر كي لاندع مجالا لخيوط الامس بالتسلل الى غزلنا الجديد . الديمقراطية تتطلب تضحيات كبيرة ، وهي ليست سهلة المنال فابر النحل دون العسل وهذا شيء اكيد ، وما نعطي من جهد وبعض الاحيان فشل يضع اقدامنا في النهاية على الطريق الصحيح وسنخرج بتجربة فريدة من نوعها من الممكن تعميمها على محيطنا بالكامل كي نهدأ قليلا من التدخلات الخارجية والاصوات النشاز التي تغرد خارج السرب ، واتعبت اسماعنا اصوات اخرى تخرج على الفضائيات تتهم الحكومة والسياسيين بالتفجيرات سواء في كربلاء او غيرها ، وتبرىء الارهاب وفلول النظام السابق ، نطلب من هذه الاصوات ان تنظر الى الابهام المعضوض عساها تتعض بتجارب الامس الدموية فتصمت .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram