رفعت عبد الرزاق محمد تمر هذه الايام ذكرى رحيل الاستاذ الكبير كامل الجادرجي، الشخصية الوطنية المرموقة والمثل الاعلى للحركة الديمقراطية في العراق منذ نشوئها ، ولم يزل الجادرجي بالرغم من انقضاء سنوات طويلة على رحيله 1 شباط عام 1968،
فأن مسيرته السياسية والفكرية حرية بالبحث والتحقيق ومما يزيد من اهمية ذلك ، تجدد تاريخه وتاريخ بحركة الديمقراطية من العوامل الشخصية السياسية بعد تلك السنين، واصبح لزاماً ان تخضع التجربة الديمقراطية في العراق، التي انتهت بقيام ثورة 14 تموز عام 1958 (!) الى البحث التوثيث واعطاء كل ذي حق حقه، فالرسائل الجامعية العديدة في هذا الموضوع تناولت اكاديميا الجانب التاريخي من تلك المسيرة، اما تقييمها وبيان مالها وما عليها ، فلم نقرا سوى سطور عابرة هنا وهناك. ان للجادرجي حق على الاجيال الحقة لمسيرته ان تبحث وتتأمل ويقتنى منها ما هو جدير بالاحياء والاعتبار. حول مذكرات الجادرجي عندما صدرت مذكرات الاستاذ كامل الجادرجي عام 1970 (دار الطليعة في بيروت) جوبهن باعتراض واسع من قبل عدد كبير من الوطنيين الديمقراطيين وغيرهم. اذ كان المتوقع ان تضم هذه المذكرات التي اتفق على ان تكون تاريخاً للحزب الوطني الديمقراطين غير الذي ظهر فيها من تعريض او هجوم على بعض الشخصيات القريبة من الجادرجي. وبعد سنوات أثيرت القضية ثانية وقد نشرت جريدة (العراق) البغدادية ليوم 1/ايلول/1993 مقالاً للاستاذ نصير الجادرجي ، ذكر فيه ان ذمكرات والده نشرت دون أي حذف أو اضافة الا في العنوان، حيث اضاف الناشر (دار الطليعة) جملة (مذكرات كامل الجادرجي)، الى جملة (تاريخ الحزب الوطني الديمقراطي) دون الرجوع اليه، وأن مسودة الكتاب اعدت سنة 1966، أي في حياة الجادرجي، ووزعت المسودة التي كتبت بـ 6 نسخ على مجموعة من الديمقراطيين منهم: محمد حديد، هديب الحاج حمود، يوسف الحاج الياس، عبد الله عباس، عبد الغني الملاح، عبد الوهاب الطائي، صلاح عبد الوهاب، عبد المجيد الونداوي، الدكتور صادق مهدي السعيد، راشد الشواف، وذكر الاستاذ نصير الجادرجي انه يعتقد ان حسين جميل اطلع على المسودة، بدليل انه كلف احد الاساتذة الافاضل بالتحدث مع نصير لحمله على عدم نشر بعض ما ورد عنه. ويعتقد الاستاذ حسين جميل في حديث خاص معه ان الكاتب عبد المجيد الونداوي وهو من ابرز صحفيي الحزب الوطني الديمقراطي له يد فيما نشر من المذكرات، ونشرت جريدة (العراق) يوم 16 ايلول عام 1993 كلمة للاستاذ جميل، ذكر فيها انه لم يطلع على مسودات الكتاب ولم يكلف احدا بنشر أي شيء، وفي اليوم نفسه نشر الصحفي الاستاذ عبد القادر البراك كلمة بالمناسبة ، جنح فيها الى رأي حسين جميل، وذكر لي الاستاذ خيري العمري انه كان مطلعاً على مذكرات الجادرجي قبل نشرها او تهذيبها وانه قد اعتمدها في اكثر من مقال نشره في مجلة (الهلال) او مجلة (دراسات عربية). ولأجل توثيق الامر وايضاحه، اذكر اني كنت التقي الاستاذ حسين جميل بشكل منظم في السنوات 1988 / 1993 في داره او في مكتبة المثنى ببغداد، وكنت اتحدث معه واحاوره في قضايا مختلفة تتعلق بتاريخ العراق الحديث، حتى وصل الحديث الى مذكرات الجادرجي المنشورة عام 1970، وقد ذكر لي جميل انه لم يطلع على المذكرات المهيئة للنشر أسوة بالاخرين، وقد هاله ما أطلع عليه في المذكرات ، وقد ورد الاستاذ جميل اكثر من مرة عبارة: سامحه الله ، ويعني الجادرجي غير ان حديثه كان ينم عن احترام عميق للجادرجي، ومن الطريف ان مكتبته كانت تضم اكثر من نسخة من تلك المذكرات، ولايرى بأساً من اعارتها لمن لا يطلع عليها من اصدقائه، او الباحثين غير انه سمح لي بالاطلاع على النسخة الخاصة به، وفيها تعليقات بالقلم الرصاص مذيلة بـ (ح،ج) على حاشية الكتاب في صفحات مختلفة، ولم يكتف بهذا بل مكنني من نقلها توثيقاً للامر، ومقابل هذا فقد صورت له تعليقات على المذكرات للسادة عبد الوهاب الامينة وفاضل حسين ويحيى نصر الله وعزيز شريف وغيرهم. ولعل من المفيد هنا، ان اعرض بعض من تعليقات الاستاذ حسين جميل: -الصفحة 304، الحقيقة في الموضوع ان صادق كمونه لم يذكر ان الاسباب الحقيقية لأستقالته هي ان الحزب سيتعرض للاضطهاد، وانا لم انسب ان كمونة قال ذلك، انما الاسباب التي ذكرها كمونة هي التي جاءت بكتاب استقالته وإنما انا في حديثي معه ابديت ملاحظة عن الوقت الذي قدم فيه الاستقالة والحزب في معركة مع كتلة صالح جبر فقال ان الحزب قد يتعرض للملاحقة أو الاضطهاد ولابد من الاستقالة. 25/2/1970 -الصفحة 313 اذا كان رأي الاكثرية في الحزب في سيئة فكيف انتخبت عن جميع مؤتمرات الحزب الى النهاية. -الصفحة 330، لم أرَ عبد الاله ولم اقابله في حياتي قبل ان اشترك بوزارة علي جودة وحتى بعد استقالة الوزارة لم أقابله. -الصفحة 332، عنوان خواطر الاسبوع ليس جزءاً من المقال انما هو عنوان باب من ابواب الجريدة يكتب فيه صبيح الغافقي كل اسبوع، اعتقد اني كتبت عدة مقالات وفي محل آخر من هذا الكتاب ان الجريدة كانت تنشر خطبي واقوالي في المجلس هذه الفترة. -الصفحة 397 لم اقل هذا ولم اعتقد صحته في يوم من الايام، بل كنت معتزاً برئاسة كامل الج
حول مذكرات الجادرجي
نشر في: 10 فبراير, 2010: 04:43 م