TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حكاية الـ " مخانيث " وبيت عبّاس البياتي

حكاية الـ " مخانيث " وبيت عبّاس البياتي

نشر في: 8 يناير, 2017: 07:23 م

ali.H@almadapaper.net

في أزمنة  الخراب ، والعبث بمصائر البلدان ،  والاتّجار بالشعارات الطائفية ، وسيّارات الموت التي تتجول بكلّ رشاقة ، ووسط يوميّات القتل والمذابح التي يتعرّض لها الفقراء ، ممن لم يحظوا بمنطقة خضراء تحميهم ، أيقنتُ جيداً أنّ الخلاف على  تفسير بنود التسوية التاريخية يمكن أن يؤدي إلى تفجير البلد  ، وأنّ تطبيق برنامج حزب الفضيلة للتخلص من الطلبة " المخانيث " ، أهم من البحث عن سرّاق ثروات العراق ، وأعتذر للقرّاء الأعزّاء ، عن كلمة " المخانيث " ، ولكن ماذا أفعل ، وهي جاءت على لسان خطيب ديني  ، يفترض فيه أن يكلّم الناس بأحسن وأصدق وأنقى العبارات ، ففي خطبة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي يشتم الشيخ محمد الفضلي أحد خطباء حزب الفضيلة ، عشرات الآلاف من طلبة الجامعات  العراقيّة  ، لا لشيء إلّا لأنهم لايلتزمون بتعاليم " فضيلته " ، فهم لم يُهرّبوا نفط البصرة لسنوات، ولأنهم لم يستولوا على ممتلكات الدولة .
هل تريدون عبثاً أكثر من هذا؟ هاكم ما قاله النائب " المجاهد " عباس البياتي " الذي ذرف الدموع  من على شاشات الفضائيّات ،لأنه لايزال يسكن " بالإيجار " ولايملك من حطام الدنيا  سوى راتبه  " الصغير "  وحتى البيت الذي يؤوي به عائلته، فهو ملك الدوله  خصص له ، لأنه موظف ، لا أعرف بالضبط ما هي وظيفة عباس البياتي ، آخر مهنة مارسها هي  الإشراف على معمل استنساخ قادة للعراق الجديد. البياتي الذي يجلس على كرسيّ البرلمان منذ عام 2005  ، وحتى هذه الساعة ، يعاني " المسكين "  من ضائقة مالية ، لايستطيع تسديد  مبلغ قطعة أرض تورّط واشتراها بالتقسيط  ! هل المطلوب منّا كعراقيين أن نُصدّق كلام عباس البياتي ، مثل ما علينا أيضا ان نصدّق كلام الشيخ الفضلي حول الخراب الذي عمّ العراق بسبب الاختلاط في الجامعات ، يجيبنا عباس البياتي بكلّ  أريحية ، لايهمّ أن تصدّق الناس أو لاتصدّق:" المهم أن زوجتي وولدي يصدقّان ما أقول " ، فيما يجيبنا الخطيب بأن الفساد والفسق معناه أن ترتدي  الفتاة بنطلونا ، ، ولا يذهب بكم الخيال بعيدا  ، وتعتقدون ان الشيخ يقصد ، المحرّضين على إثارة الفتن الطائفية ،  وأصحاب الكواتم ، وسرّاق المال العام.
هل سيعرف العراق  فترات استراحة  آمنة، ربما ، لكن بعد ان يحصل عباس البياتي على بيت " ملك "  ، وبعد أن يطبّق الشيخ محمد الفضلي نظريته في حكم البلاد والعباد  ، أمّا دوّامة الموت والقتل التي تحولت    إلى تجارة لها أسماء وعناوين كثيرة ،  فلن تتوقف ما دام هناك خطباء جوامع وحسينيات يعتقدون أنّ سفور المرأة ، اشد ضرراً وجرماً من تفجيرات أسواق جميلة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram