اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مسرح > الدكتور سعيد عدنان في أمسية عن التنوير

الدكتور سعيد عدنان في أمسية عن التنوير

نشر في: 10 يناير, 2017: 12:01 ص

ما زال موضوع التنوير من الموضوعات المتداولة في المشهد الثقافي الاجتماعي المعاصر، وما زال يثير الكثير من الحساسية، والمناقشات، والاختلاف حول غايته ووسائله. ومن أجل طرح فكرة موضوعية عن التنوير، ضيَّف ملتقى الدكتور علي إبراهيم الثقافي الناقد والأكاديمي

ما زال موضوع التنوير من الموضوعات المتداولة في المشهد الثقافي الاجتماعي المعاصر، وما زال يثير الكثير من الحساسية، والمناقشات، والاختلاف حول غايته ووسائله. ومن أجل طرح فكرة موضوعية عن التنوير، ضيَّف ملتقى الدكتور علي إبراهيم الثقافي الناقد والأكاديمي الدكتور سعيد عدنان المحنّة، الأستاذ في كلية التربية في جامعة كربلاء، وهو من المهتمين بهذا الموضوع، وأشار إليه في كتابه (الشعر الفكر عند العرب) واختار الدكتور سعيد عدنان أن يتحدث في الموضوع من حيث (التنوير، أصوله ومعناه) تحدث الدكتور أولاً عن التنوير في أوروبا، وكيف واجه الفكر المتشنج، والأحادي، والغيبي، ورأى أنه بدأ في القرن السادس عشر، مع عصر النهضة بوصفه حركة سياسية اجتماعية وفلسفية، مستفيداً من التغيرات التي طرأت على أوروبا، وظهور ترجمات للفلسفة اليونانية.
وأشار إلى التنوير بوصفه محاكمة للفكر المتخلف المنغلق، وخروج الانسان عن مرحلة القصور العقلي، وأن من آثار التنوير الأوروبي هو ظهور الدولة الأوروبية الحديثة، والتخلص من الطغيان الملكي المطلق، وتشريع القوانين المدنية، وفك ارتباط الكنيسة مع الدولة، فضلاً عن ظهور مجموعة من النظريات التربوية والسياسية والعلمية، ونشأة الجامعات الحديثة، وظهور التخصصات العلمية والانسانية الجديدة، واعتماد البحث التجريبي في البحوث في جو علمي موضوعي.
ورأى الدكتور المحنّة أن التنوير يعني إعادة الإنسان إلى حالته الأولية للطبيعة عن طريق تحويل الخير العفوي للحالة الطبيعية لانتصار واعٍ ونهائي لعقلانيته.وأشار إلى بعض رواد التنوير في الغرب مثل ديكارت، وجان جاك روسو، كما أشار إلى بعض رواد التنوير العرب، مثل طه حسين، وسلامة موسى، ويعقوب صروف، وعلي عبد الرازق، والكواكبي. وأشار إلى أن التنوير يسعى إلى مناقشة الفكر الديني  والأفكار الأخرى، وإشاعة الفكر العقلي، وأن التنويري لا يقبل شيئاً  دون نقده.
وقال إن بدايات النهضة العربية بدأت من خلال المتنورين المصريين، وتأثيرهم في نشر الفكر التنويري في المجتمعات العربية، مبينا تأخر وصول النهضة الى العراق بسبب طبيعة المجتمع العراقي، وأشار إلى جهود الشاعرين الزهاوي والرصافي في بدايات النهضة التنويرية، ولكنها لم تأخذ مداها كاملاً، فتعثرت بسبب المؤثرات السياسية التي أطاحت بمرتكزات النهضة ومهدت لظهور التخلف والظلامية من  جديد.وقد أثارت الأمسية مناقشات وردود وأسئلة متعددة، فقد تحدث الدكتور حامد الجنابي التدريسي في جامعة بابل عن المجتمعات الشرقية الفقيرة المشغولة في عيشها، وهي ترى أن المعرفة شيء ثانوي، وتساءل الشاعر سعد الشلاه عن عدم إشارة المحاضر إلى المعتزلة بوصفهم رواداً للتنوير في الفلسفة الإسلامية! وأشار السيد حسين لفتة (أبو فارس) إلى أن التنوير يقلل من مساحة الغيب، وهو ما بتعارض مع طبيعة المجتمع. وقال الأستاذ عباس محسن أن المحاضرة اقتصرت على مصر والغرب، وأخذ العراق حيزاً قليلاً. كما اشترك في المناقشات الحقوقي محمد الزهيري، والناقد مؤيد عليوي، والأستاذ عبد الرزاق الحكيم، وغيرهم ...
وقد أجاب الدكتور سعيد عدنان المناقشين إجابة موجزة واضحة، وأشار الدكتور علي إبراهيم الذي أدار الأمسية : أن الدكتور سعيد عدنان يتميز في محاضراته وكتبه بالإيجاز البليغ، وهو ما أشار إليه مسبقاً الدكتور علي جواد الطاهر في مقدمته لكتاب (الشعر والفكر عند العرب).
وقال الدكتور علي إبراهيم للمدى : أن الملتقى الثقافي تشكل حديثاً، ليشكل رافداً مهماً للثقافة في بابل، ويقيم أمسيات أدبية وثقافية مختلفة من أجل إشاعة ثقافة حرة تحترم آراء الأخرين وتوجهاتهم الفكرية، وأن الملتقي يقيم أماسي شهرية، وهذه هي الأمسية الثانية له.
وقد حضر الأمسية عدد من التدريسيين من كلية التربية، جامعة القادسية، فضلاً عن بعض طلبة الدراسات العليا من جامعتي بابل وكربلاء، وعدد من الضيوف والأصدقاء من مدينة النجف الأشرف، فضلاً عن رواد الملتقى البابليين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

واشنطن تحذر بغداد من التحول الى "ممر" بين ايران ولبنان

تقرير أمريكي: داعش ما زال موجوداً لكنه ضعيف

انتخابات برلمان الاقليم..حل للازمات ام فصل جديد من فصولها؟

صورة اليوم

المباشرة بتطبيق الزيادة في رواتب العمال المتقاعدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي

سلطة المسرح ومسرح السلطة في العراق

المخرج المسرحي وخلفيته الثقافية

نقد الرياء الديني في مسرحية طرطوف لموليير

حول مسرحية تشيخوف الكوميدية (الدب)

مقالات ذات صلة

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته
مسرح

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته

فاتن حسين ناجي بين المسرح الوطني العراقي ومهرجان الهيئة العربية للمسرح في تونس ومسرح القاهرة التجريبي يجوب معاً مثال غازي مؤلفاً وعماد محمد مخرجاً ليقدموا صورة للحروب وماتضمره من تضادات وكايوسية تخلق أنساق الفوضوية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram