معرقلات كثيرة تصاحب دوري النخبة الكروي سنوياً تسببت بعدم انتظامه لسنين طوال في الشكل والمضمون والإدارة معاً ولكنها بجميع الأحوال لم تضع بادرة لانهياره ولكن ما حدث ويحدث في الدوري الحالي يختلف تماماً ، ولابد أن يؤشر انسحاب أربيل سابقة خطيرة يوثق بها ما فعله سلفه دهوك في دوري النخبة الكروي وإنهاء مسيرته فيها مع انه من الفرق ذات الدلالة الكبيرة التي نالت درع الدوري ووثّقت حضورها آسيوياً في الدفاع عن ألوان الأندية العراقية خارجياً.
ومع أن جميع المتابعين والجماهير أيضاً لن تقبل بأية أعذار تسوقها إدارة النادي الأربيلي التي لخّصها رئيس هيئته الإدارية بالحفاظ على لحمة الجمهور العراقي واحتواء الشرخ الخطير في العلاقة بين الاندية ، إلا أن الانسحاب بحد ذاته هو اشارة خطر كبير وان تحملتها ادارة اربيل وجازفت بتاريخها ومكانة ناديها العريق حيث لن يكون سهلاً عليها العودة مجدداً بعد ان يتبخر نجوم الفريق الأصفر كما ستبقى البصمة السوداء اشارة انهزام غير مبررة مهما كانت الاسباب وسط كم الإنجازات الكبيرة لهذا الفريق وهي من الجانب الآخر اشارة واضحة الى خطأ إداري وتنظيمي كبيرين يتحمل اتحاد الكرة جانباً منه شاء أم أبى .
ولو تتبعنا اشارات الانسحاب من الدوري بين اندية النخبة لوجدناها كثيرة جدا ولوّحت بها سبعة او ثمانية فرق معروفة وتدور بفلك العجز المادي من تأمين عقود اللاعبين وصرف مستحقات العاملين في الاندية وسفرها في حلها وترحالها الأمر الذي يبرز لنا جسامة الخطأ في اعتماد الاندية على ما تجود به الحكومة المركزية او المحلية ويقيناً لو أن اندية العالم سارت بذات الاتجاه في النسق الوظيفي المركزي فإننا لن نجد في العالم بطولة دوري واحدة سيكتب لها الاستمرار والنجاح.
وعليه فإننا يجب ان نعتمد الاساليب الحديثة أو حتى القديمة التي سارت عليها الاندية في نهجها نحو الاستمرار ، فليس من المعقول أن تموّل الحكومة جميع الاندية أهلية أو مؤسساتية حتى تلك التي تبالغ حدّ البذخ في عقود اللاعبين! ويتوجب على الاندية كواقع حال أن تبحث عن البدائل التي تقيها شبح الإفلاس والتراجع ، فدوري النخبة هو غاية ما تطمح اليه الاندية ولن يكون سهل المنال ابداً.
ومع كل ذلك ومن مبدأ الحرص على استمرار القلعة الصفراء في مكانها كأحد اقطاب الكرة العراقية ، لابد أن تبادر المؤسسات الرياضية بانتشال أربيل مما هو فيه بأية طريقة والوصول به الى اختتام الدوري لتسجيل موقف مشرّف لهذه المؤسسات لان خسارة هذا الفريق هي خسارة كبيرة للكرة العراقية بصورة أو بأخرى.
إن اتحاد الكرة بجميع لجانه مطالب اليوم وإن تأخّر بعض الشيء بعقد جلسة مصارحة مع الاندية بمحاور متعددة لابد أن تحسم ، منها ملف ارضيات الملاعب الخاصة بها وتفريغ اللاعبين المدعوين للمنتخب وشغب الجماهير والاستثمار والتمويل الذاتي وبناء الدوري المقبل على فرضية تجاوز هذه الملفات.
أربيل أم الدوري؟
[post-views]
نشر في: 9 يناير, 2017: 09:01 م